يعمل رومان فريدريش، كمساعد اجتماعي متخصص في التطرف الديني. ويشرف حاليا على مشروع لمكافحة التطرف الديني عبر الانترنيت بمدينة كولونيا "Online@Streetwork" . عمل الخبير الألماني لسنوات كمساعد اجتماعي في صفوف الجاليات الشيشانية بألمانيا وبالحي المغربي في دوسلدورف.
ومنذ بضع سنوات يراقب فريدريش الخطاب المتطرف في الانترنت ويحاول مع مساعدين اجتماعيين معرفة الأسباب وراء ارتفاع عدد المتطرفين في ألمانيا عبر الانترنت.
فيما يلي نص الحوار:
DW عربية: ماهي أسباب نجاح الكثير من المتطرفين في استقطاب الشباب عبر الانترنت؟
رومان فريدريش: اللغة الألمانية تلعب دوراً كبيراً في ذلك. فبينما يختار الأئمة في غالبية المساجد اللغة العربية أو التركية في مواعظهم وخطبهم يختار السلفيون في الانترنت اللغة الألمانية. ونحن نعلم أن الجيل الثالث من المسلمين لا يفهمون هذه اللغات بشكل جيد. وعندما نلقي نظرة في الانترنت نجد أن الدعاة السلفيين الأكثر شهرة وتأثيراً يخاطبون المتلقين باللغة الألمانية. وهذا بالمناسبة يشكل أحد عوامل استقطاب السلفيين لغالبية الألمان الذين اعتنقوا الإسلام.
رومان فريدريش مساعد اجتماعي متخصص في محارب التطرف الديني واليميني
لكن هل اللغة وحدها هي العامل الحاسم أم هناك عوامل أخرى؟
طبعاً مضمون الخطاب الموجه للمتلقين يؤثر أيضاً في الاستقطاب. فالدعاة السلفيون يركزون على التأثير في عواطف ومشاعر الشباب. الفيديوهات تكون مدتها غالبا قصيرة والتعليقات تكون مختصرة لكن كلماتها تُختار بدقة. وهم يتبعون ذلك الأسلوب لأنهم مقتنعون بأن التأثير في مشاعر الشباب هو الطريق الأكثر فعالية للتأثير في عقولهم في وقت لاحق. وبعد النجاح في كسب ودهم يتم التركيز على نقل أيديولوجيتهم المتطرفة للشباب بعد ان تم إعدادهم نفسيا.
ماهي طبيعة الشباب الذي يحاول السلفيون التأثير عليه واستقطابه؟
يتعلق الأمر في الغالب بشباب متذمر ومنعدم الآفاق، الشباب العاطل عن العمل أو الشباب الذي يدمن استهلاك المخدرات، إضافة إلى صنف آخر من الشباب الذي يعاني من مشاكل عائلية. وهي كلها حالات يكون فيها الشاب في حالة ضعف وفي حاجة إلى مساعدة. والسلفيون يستغلون ذلك لأنهم يقدمون أنفسهم كبديل لحل تلك المشاكل.
كيف يمكن في نظرك حماية الشباب حتى لا يكونوا عرضة للمتطرفين وخطابهم في الإنترنت؟
يجب انتاج خطاب مضاد للخطاب المتطرف في الانترنيت أيضا. لحدود الآن الخطاب الذي يريد محاربة التطرف ينحصر داخل أسوار الجامعات والمؤسسات وهو خطاب نظري محظ. وهذا لن يجدي نفعا لأن الخطاب السلفي نشيط أكثر في العالم الافتراضي. وهنا يجب الاستعانة بأناس يفهمون مشاكل الشباب ولديهم القدرة على التواصل معهم بلغة يفهمونها وعبر الإنترنت.
هل يمكن أن تلعب المساجد ومختلف التنظيمات الإسلامية في ألمانيا دورا في ذلك؟
أحذر شخصيا من الاعتماد على التنظيمات الإسلامية في محاربة التطرف. فكل تنظيم ديني له توجهاته التي تختلف عن التنظيمات الأخرى. ولن يكون هناك إجماع حول المضامين وحول طريقة التعامل. ولهذا أفضل شخصيا أن يقوم بهذه المهمة مؤسسات غير دينية تستعين بالخبراء في المجال.
وهنا يجب أيضا انتاج فيديوهات في الانترنت تدعو للتسامح وتكشف خطورة الخطاب المتطرف وتقديم بدائل جديدة للشباب الذين يمرون من أزمات ويبحثون عن حلول في الانترنت.
حاوره: عبد الرحمان عمار. كولونيا
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
استغلال المساجد لأهداف إيديولوجية
تقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ولكن ليسو جميعا مستعدين لاستخدام العنف. ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين الذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه، حيث كان يعتبر معقلا لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
توزيع القرآن بالمجان
بغرض نشر دعايتهم والتواصل مع الراي العام يستغل سلفيون حملة توزيع القرآن بالمجان في العديد من المدن الألمانية، أطلقوا عليها اسم "إقرأ"!
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
صلاة وسط شارع عمومي
يحاول السلفيون استغلال كل فرصة ومكان لنشر فكرهم واكتساب المزيد من المؤيدين. في الصورة مجموعة من السلفيين الذي تجمعوا في شارع قرب أكاديمية الملك فهد بمدينة بون لأداء الصلاة. تم ذلك بالقرب من تجمع لحزب "Pro NRW" اليميني المناهض للمهاجرين والإسلام، والذي اعتبر ذلك استفزازا له فحصل اشتباك بين أنصاره والمصلين في الشارع.
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
"شرطة الشريعة"
عام 2015 قام سلفيون بدوريات عبر شوارع مدينة فوبرتال في ولاية شمال الراين فيستفاليا وكأنهم أفراد شرطة لحماية الشريعة، وتسبب ذلك في استياء عام على مستوى ألمانيا بأكملها.
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان
هناك بين السلفيين جهاديون يتعاونون مع تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث يجندون الشباب في ألمانيا لخدمة تلك التنظيمات. ومن ابرز هؤلاء أبو ولاء العراقي الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 . وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر، بأنه يشكل "الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
استعداد للقيام بأعمال عنف
ينظم السلفيون مظاهرات لحشد مؤيديهم واستعراض قوتهم. أثناء تلك المظاهرات غالبا ما تقع اشتباكات بينهم وبين الشرطة التي تحاول تفريقهم، بسبب ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب.
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
جماعات مناهضة للسلفيين
مقابل السلفيين المتشددين هناك جماعات يمينية متطرفة مناهضة مثل مجموعات "هوليغانز ضد السلفيين" التي تنظم مظاهرات رافضة للسلفيين. وأحيانا تحدث اشتباكات بينهم وبين السلفيين، كما حصل في إحدى المظاهرات بمدينة كولونيا في تشرين الأول/ اكتوبر، شارك فيها الآلاف.
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
مشاركة نسائية في التحركات السلفية
المشهد السلفي لا يقتصر على الرجال فقط، بل إن هناك نساء منهم يشاركن في النشاطات والتجمعات السلفية، كما في الصورة خلال تجمع لأحد أبرز زعماء السلفيين في ألمانيا بيير فوغل بمدينة أوفينباخ عام 2014.
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
مداهمة مقرات السلفيين وجمعياتهم
تقوم الشرطة بين الحين والآخر بمداهمة مساجد ومقرات جميعات سلفية وبيوت مسؤوليها وتعتقل المطلوبين منهم، كما تُغلق المكاتب والمقرات التي تعود إلى تلك الجمعيات التي يشتبه قيامها بنشاطات غير قانونية.
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
حظر جميعة سلفية متشددة
يسعى السلفيون من خلال نشاطاتهم إلى نشر الفكر الإسلامي المتشدد وتقديم "الإسلام على أنه دين العنف والكراهية والزواج القسري والإرهاب"، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت للجمعية السلفية "الدين الحق" التي تم حظرها من قبل السلطات الألمانية واعتُقل أحد مؤسسيها وأبرز وجوهها ابراهيم أبو ناجي.
-
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
محاكمة مشتبه به
من يلجأ إلى العنف من بين السلفيين يقبض عليهم وتتم محاكمته مع حفظ حقه في محاكمة عادلة بوجود محامي الدفاع. في الصورة: السلفي مراد ك. بجانب المحامي أثناء جلسة المحاكمة في بون بتهمة الإيذاء الجسدي ومقاومة موظف عام أثناء القيام بمهامه.
الكاتب: عارف جابو