حين يستخدم الساسة صور حياتهم الخاصة لتسويق أنفسهم
يرغب العديد من السياسيين في إطلاع عامة الناس، عبر وسائل الإعلام، على جانب من حياتهم الخاصة للرفع من شعبيتهم. البعض ينجح في ذلك، لكن البعض الآخر ينطبق عليه المثل القائل "انقلب السحر على الساحر".
رئيس وزراء ولاية شليسفيغ ـ هولشتاين، تورستن ألبرغ، المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي SPD تعرض لانتقادات شديدة اللهجة بعد تصريحاته لـمجلة" Bunte" الألمانية حول انفصاله عن زوجته، والتي أوضح فيها أن دور زوجته كربة بيت وأم لم يعد يتناسب ومكانته السياسية.
احتلت صورالسياسي رودولف شاربينغ من الحزب الاشتراكي الديموقراطي SPD، غلاف مجلة" Bunte". حيث التقطت عدسات الكاميرا في صيف عام 2002، صوراً له برفقة صديقته وهما يستحمان سوية في أحد شاطئ مايوركا، في الوقت الذي كان فيه على وزير الدفاع التواجد إلى جانب الجيش الألماني في مقدونيا. بعد فترة قصيرة على هذه الفضيحة، قدم وزيرالدفاع استقالته.
خلال فترة ولايته رئيساً لألمانيا، غالبا ما كانت الصحف تركز على أخبار كريستيان فولف وزوجته بتينا. إلا أن علاقته الجيدة مع صحيفة "بيلد" الألمانية انتهت، عندما تناولت الصحيفة موضوع قروض شخصية للسياسي الألماني. ما دفعه لترك رسالة غاضبة على جهاز الرد على المكالمات لرئيس تحرير صحيفة "بيلد" اُضيفت إلى فضيحة القروض السابقة، وكلفته في الأخير خسارة منصبه.
أيضا السياسيون الذين يمتازون بالصرامة والجدية، لم يسلموا من إثارة الصحافة الصفراء، فوزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس والذي كانت تصوره وسائل الإعلام في فترة ولايته بـ"المفاوض الصعب"، نٌشرت له صوراً بإحدى المجلات وهو يعزف على البيانو و يرقص مع زوجته على شرفة السطح، ما جعله مثار تنذر وسخرية.
بعض الساسة عرفوا كيف يستثمرون صورهم لدى الرأي العام. فمثلا أول مستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية بعد الحرب العالمية الثانية كونراد أديناور نجح من خلال تناول الصحف لصوره العائلية في تسويق صورة "أب الجمهورية الاتحادية".
عرف جون كينيدي هو الآخر رفقة زوجته جاكي استثمار صوره العائلية مع أبنائه داخل البيت الأبيض للرفع من شعبيته، حيث أصبحت لقطات الأطفال وهم يلعبون أمام المكتب البيضاوي تقليدا يحافظ عليه الرؤساء المتعاقبين على حكم الولايات المتحدة الأمريكية حتى يومنا هذا.
أيضا الرئيس السابق باراك أوباما عرض نفسه على أنه صاحب آراء مرنة كأب، حيث وعد ابنتيه بالحصول على كلب حال فوزه في الانتخابات. وهو ما فعله لاحقاً وحصل الكلب على لقب "First Dog"، وبطبيعة الحال لم يفوت أوباما فرصة أخذ صورة رفقة ابنتيه وكلبهما.
شغلت العلاقة بين الرئيس نيكولا ساركوزي وكارلا بروني وسائل الإعلام و الرأي العام الفرنسي. فبعد وقت قصير من توليه منصبه وزواجه من كارلا بروني، أصبح الرئيس ساركوزي أباً من جديد، وهي المرة الأولى في تاريخ جمهورية فرنسا التي يصبح فيها الرئيس أباً أثناء فترة ولايته.
الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون ربما يتبع استراتيجية ساركوزي. إذ حرص على عدم إخفاء قصة حبه لمدرسته السابقة بريجيت، ولم يعارض تصويرهما يداً بيد في شوارع باريس أو على شاطئ البحر.
تحرص المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على الاحتفاظ بحياتها الخاصة بعيداً عن الأضواء. إذ هناك القليل من الصور الخاصة التي تجمعها بزوجها يواخيم زاور، كما هو الحال بالنسبة لهذه الصورة التي جمعتهما أثناء قضائهما عطلة في إيطاليا. ماكسمليان كوشيك/ إيمان ملوك