بصمت يدفعون عرباتهم وبصعوبة يجرون أقدامهم خلفها. الأحمال ليست ثقيلة، لكن ثقل الزمن اتعبهم. حمالو سوق واقف رجال بلغوا من الكبر عتيا، أغلبهم جاؤوا إلى قطر من إيران قبل عقود، بعضهم من باكستان أيضا، قدموا إلى البلاد لغرض العمل ولم يعودوا إلى بلادهم.
لا حديث مع الإعلام
باءت كل محاولاتي للحديث معهم بالفشل، مع معرفتهم أنني صحفي يمتنعون عن الكلام، يلتزمون الصمت ويرحلون، يتجولون في السوق بحثا عن زبون. يرتدون صدرية كتب على ظهرها مقدار الأجرة ورقم شكاوى. السعر 10 ريال قطري للساعة وللشكاوى كتب رقم هاتف أيضا.
ولأنهم يمتنعون عن الكلام، حاولت التقاط معلومات عنهم من أصحاب المحال، وكالعادة رفضوا الكلام أمام الكاميرا، لكن بعيدا عنهم انطلق واحد منهم يروي لي قصة هؤلاء الرجال، مع التحفظ على اسمه وهويته.
يقول: "قدموا إلى الدوحة في الستينيات وحتى السبعينيات وعمل بعضهم مباشرة في مهنة الحمالين وبعضهم عمل في مهن أخرى وحين هرم في السن أتجه إلى العمل هنا". أما السبب الذي دفعهم إلى العمل في المهنة بعد عقود من العمل في مهن مختلفة، من البناء وغيره، فهو غياب نظام التقاعد لغير القطريين، فالأجنبي الذي يعمل هنا يحصل على مكافئة نهاية الخدمة ويرحل عن البلاد، ولا يوجد نظام تقاعدي للأجنبي بعد نهاية الخدمة.
يجمع ويربط البضائع لزبون
بعد ترميم السوق، أو بالأحرى قولا، توسيعه وتجديد القديم منه وهو جزء ضئيل، فالسوق القديم كان شارعا واحدا حوله بضعة أزقة، أصبح عمل الحمالين أفضل.
مهنة الحمالين كانت ومازالت موجودة في أسواق كثيرة حول العالم، وفي الدوحة صارت جزءا من التراث الذي تحاول قطر إظهاره للسياح، كجزء من السوق القديمة. غير أن لفت الحمالين لأنظار وسائل الإعلام، التي حضرت لتغطية كأس العالم، دفع البلدية لسحب تراخيص البعض منهم، بسبب ملف حقوق الإنسان في قطر، بحسب قول صاحب المحل.
استراحة لشرب الشاي
رغم ذلك فإن هذه المهنة تدر مبالغ جيدة على كبار السن هؤلاء. فالكثير من السيدات القطريات لا يحملن البضائع التي يشترينها ويدفعن مبلغا جيدا لواحد من الحمالين، مقابل التجول معهن لساعة أو ساعتين في السوق. إذ رغم وجود عدد كبير من الأسواق الحديثة، يحاول القطريون التمسك بتراث اندثر وأعيد إحياؤه.
يقول لي صاحب المحل: "أغلب تجار هذا السوق كانوا من الإيرانيين الذين عملوا في قطر منذ عقود طويلة، حصلوا على الجنسية، وكان هؤلاء الحمالون يعملون لديهم لنقل البضائع بين الميناء والمحلات". أما تسمية السوق بسوق واقف، لإن الباعة كانوا يقفون على حافتي الطريق يعرضون بضاعتهم، واليوم أصبح سوقا شعبية، به حمالون يجوبون السوق طولا وعرضا، يسترزقون من عملهم وتمنحهم الدولة أيضا فرصة للعمل رغم كبر سنهم.
عباس الخشالي - الدوحة
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
المركز السياحي
تعتبر مساحة دولة قطر الخليجية صغيرة للغاية مقارنة مع باقي دول العالم العربي، إذ تبلغ حوالي 11500 كيلومتر مربع. وللمقارنة تعد أيرلندا أكبر بسبع مرات من قطر. تعتبر قطر ملتقى للتقاليد القديمة والعمارة الحديثة. وتظهر التناقضات من فوق ناطحات السحاب في العاصمة الدوحة. وهي المركز المالي والثقافي والسياحي للدولة الخليجية، حيث يعيش 50 في المائة من مجموع السكان.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
العاصمة القطرية
الدوحة هي مدينة حديثة تتباهى بثروتها. تؤمن احتياطيات النفط والغاز الهائلة للسكان في قطر أعلى دخل للفرد في العالم: 98 ألف يورو - مع 10 في المائة فقط من السكان البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة من السكان المحليين. تضفي ناطحات السحاب في حي ويست باي طعماً للهندسة المعمارية الحديثة التي تنتظر الزوار هنا.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
الحي الثقافي "كتارا"
قطر كانت تسمى في الأصل "كتارا"، بسبب موقعها الجغرافي بين الشرق الأوسط وآسيا، إذ تعتبر البلاد نفسها بمثابة بوتقة انصهار ثقافي. هذا ما تقدمه القرية الثقافية "كتارا"، التي افتتحت عام 2010، من خلال متاحفها ومعارضها ومطاعمها – وهي تعد صلة وصل بين الماضي والحاضر - وبين الثقافات.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
أكبر المساجد
تنتشر المساجد بكثرة في الدولة الخليجية، ومنها مسجد قطر الوطني، مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة. ويعرف بالجامع الكبير في قطر، لأنه أكبر مسجد بها. يستوعب ما يصل إلى 30 ألف زائر. بالنسبة للزوار غير المسلمين، يمكنهم زيارة المساجد خارج أوقات الصلاة، ويفضل أن يكون ذلك ضمن جولة إرشادية.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
وجهة تسوق استثنائية
المراكز التجارية في قطر عملاقة، وكل منها هو عالم في حد ذاته. إذ لا تذهب هناك للتسوق فقط، بل تجد حدائق ترفيهية ودور سينما ومطاعم. في أحدهما يمكنك بناء رجل الثلج، وفي الآخر يمكن القيام بجولة بالقارب باستخدام عربة "الجندول". مراكز التسوق في قطر تعد أفضل الأماكن للاسترخاء - حيث تصل درجات الحرارة الخارجية إلى 50 درجة في الصيف.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
التنزه في "سوق واقف"
"سوق واقف" في الدوحة هو سوق تقليدي قديم ويعد من أهم المعالم السياحية في قطر. تم تدمير المبنى الأصلي بسبب حريق في عام 2003 وأعيد ترميمه مؤخراً. غير أن التجار يقدمون الملابس والحرف اليدوية والتوابل وغيرها من السلع في هذا الموقع لأكثر من 100 عام. وهو مكان مثالي لاقتناء الهدايا التذكارية والتنزه في المساء.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
المتحف الوطني
تخلد نافورة المتحف الوطني غواصي اللؤلؤ بقنواتها على شكل خيوط من اللؤلؤ. إذ تعد قطر مركز تجارة اللؤلؤ. من ناحية أخرى، فإن المبنى نفسه مستوحى من شكل وردة الصحراء، صممه المهندس المعماري الفرنسي المعروف جان نوفيل. لهذا إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن التراث الثقافي لدولة قطر، فأنت في المكان الصحيح.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
كلية الدراسات الإسلامية
زها حديد، السير نورمان فوستر، ريم كولهاس، مهندسون معماريون تزين تصاميمهم غير العادية قطر. ومن المعالم البارزة كلية الدراسات الإسلامية التي صممها المعماريان علي منجيرا وآدا يفارز - كما يضم المبنى مسجداً ومكتبة. تندمج خطوط التصميم مع الأحرف المنحنية للغة العربية لإنشاء عمل فني رائع.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
متحف الفن الإسلامي
صممه المهندس المعماري الأمريكي من أصل صيني "آي. إم بي". وهو من أهم المتاحف في شبه الجزيرة العربية. يحتفل المبنى البسيط والأنيق بنفس القدر بالحرفية الإسلامية، ويعرض مخطوطات قيمة ويعطي الزائرين فهماً عن الإسلام للحياة في جنوب شرق آسيا والهند والعراق وسوريا، على سبيل المثال.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
مغامرة في الصحراء
تحاط الدوحة بالصحراء، ومعظم البلاد مغطاة بالرمال، الكثبان الرملية والصخور، ما يمنحها منظراً طبيعياً مذهلاً بكل المقاييس. هنا لديك فرصة حجز رحلة على ظهر الجمال لاستكشاف الصحراء رفقة المرشد السياحي. هذا النوع من الرحلات يحظى بشعبية كبيرة أيضاً، ويمكن للزائرين اختبار مهاراتهم في القيادة من خلال قيادة سيارات الدفع الرباعي.
-
تجمع بين الأصالة والحداثة.. معالم تستحق الزيارة في الدوحة!
كورنيش الدوحة
الدوحة بها صحراء وساحل طويل وشاطئ عام وهو شاطئ كتارا. الاستحمام مسموح به فقط – وفق قواعد اللباس الإسلامي. كما يمكن للزائرين الاستمتاع بالبحر من خلال القيام برحلة على أحد قوارب "الداو" أو التنزه على طول الكورنيش. إعداد: آنه تيرميشه / إ.م