1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حزمة عقوبات أوروبية جديدة.. خلافات حول حظر النفط الروسي

٤ مايو ٢٠٢٢

يريد الاتحاد الأوروبي تبني أقوى حزمة عقوبات ضد روسيا تتضمن حظرا نفطيا تدريجيا. وبينما تخشى دول أوروبية على نفسها من الحظر ويشكك اقتصاديون في جدواه وتحذر برلين من اضطرابات بسببه؛ تتهم أوكرانيا رافضي الحظر بالتواطؤ.

https://p.dw.com/p/4ApgI
إنتاج النفط الروسي في حقل نوفو-يلخوفسكوي  في جمهورية تتارستان (28.02.2022)
إنتاج النفط الروسي في حقل نوفو-يلخوفسكوي في جمهورية تتارستان.صورة من: Yegor Aleyev/TASS/dpa/picture alliance

بعد مفاوضات صعبة مع الدول الأعضاء، قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين الأربعاء (الرابع من مايو/ أيار 2022) الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا في البرلمان الأوروبي.

واقترحت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، الأربعاء، أشد حزمة عقوبات على موسكو حتى الآن بسبب حربها في أوكرانيا، لكن مخاوف لدى دول عدة بشأن تأثير حظر واردات النفط الروسي وقفت حائلا أمام التوصل إلى اتفاق بشأنها.

ويشمل مقترح المفوضية، الذي تتعين الموافقة عليه بالإجماع من دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين كي يصبح ساري المفعول، التخلص التدريجي من إمدادات النفط الخام الروسي في غضون ستة أشهر والمنتجات المكررة بحلول نهاية عام 2022.

كما تقترح المفوضية حظر جميع خدمات الشحن والسمسرة والتأمين والتمويل التي تقدمها شركات الاتحاد الأوروبي لنقل النفط الروسي خلال شهر.

وإذا تمت الموافقة على الحظر، فسيحذو التكتل بذلك حذو الولايات المتحدة وبريطانيا بعد أن فرضتا حظرا على النفط الروسي من قبل لقطع أكبر إمدادات الدخل للاقتصاد الروسي. وكان الغرب يشتري أكثر من نصف ما يستهلكه من النفط الخام والمنتجات البترولية من روسيا.

وسيجد الاتحاد الأوروبي نفسه مضطرا لإيجاد بدائل لنحو 3.5 مليون برميل من النفط الروسي ومشتقاته يوميا وكذلك لإمدادات الغاز الروسية، في وقت تتزايد فيه أسعار الطاقة.

دول أوربية خائفة من الحظر النفطي

ويساور القلق مجموعة من دول شرق أوروبا من ألا يتيح لها قرار حظر النفط الروسي وقتا كافيا للتكيف، حتى مع قول دبلوماسيين إن المجر وسلوفاكيا، اللتين تعتمدان بشدة على الخام الروسي، ستمنحان مهلة حتى 2023 للتخلي عنه.

الاتحاد الأوروبي يتجه لحظر استيراد النفط الروسي

ورفضت المجر في وقت سابق الأربعاء مقترح بروكسل "بشكله الحالي". وقال وزير الخارجية المجري بيتر زيغارتو على فيسبوك إنه حتى مع تأخر موعد التزام بلاده بالحظر، فلا يمكن لها الموافقة على الإجراءات إلا إذا أُعفيت واردات النفط الخام الروسي عبر خط الأنابيب من العقوبات.

وتلقت الدولة الحبيسة (ليس لها حدود بحرية)، التي يقيم رئيس وزرائها فيكتور أوربان علاقات أوثق مع الكرملين من دول أخرى في التكتل، أكثر من نصف وارداتها من النفط الخام ومشتقاته من روسيا العام الماضي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

وطالبت سلوفاكيا بفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، فيما تسعى جمهورية التشيك لتأجيلها لمدة عامين أو ثلاثة أعوام.

وتراجع في الأسابيع القليلة الماضية التردد بشأن فرض عقوبات قد تضر باقتصادات الاتحاد وكذلك موسكو، مع ورود صور مروعة لأعمال قتل في بلدات أوكرانية وفي ظل مخاوف من تجدد الهجوم في شرق البلاد.

في غضون ذلك، أفاد مصدر بأن بلغاريا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك أثارت مخاوف بشأن الحظر النفطي خلال اجتماع للمبعوثين الوطنيين لدى الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء، مشيرا إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق غدا الخميس أو في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وقال دبلوماسي إن اليونان لديها مخاوف أيضا بشأن التأثير على قطاع الشحن.

المعارضة المجرية تتهم رئيس الوزراء أوربان بدعم بوتين

كييف: الدول الرافضة للحظر "متواطئة"

ومن جهته رحب وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا الأربعاء بالاقتراح الأوروبي، لكنه عارض الجدول الزمني التدريجي المقترح وقال "لكن ذلك أفضل من لا شيء".

بيد أن كوليبا اعتبر أن دول الاتحاد الأوروبي التي سترفض مقترح حظر النفط الروسي ستكون "متواطئة" في جرائم حرب. وأضح في تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن روسيا تستخدم عائدات النفط والغاز "لمواصلة تمويل آلتها الحربية".

وأضاف أنه إذا عارض أي عضو في الكتلة الحظر "فهذا يعني شيئا واحدا: إنهم بجانب الروس ويتشاركون المسؤولية عن كل ما تفعله روسيا في أوكرانيا".

ألمانيا تحذر من اضطرابات 

ومن جانبه قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الأربعاء إن فرض حظر أوروبي تدريجيا على واردات النفط الروسي قد يؤدي إلى "اضطرابات" في الإمدادات وارتفاع الأسعار لكنه أيد المشروع بوصفه خطوة ضرورية لمعاقبة موسكو.

وأعلن أمام صحافيين عقب اجتماع حكومي "قلت مرات عدة إنه لا يمكننا أن نضمن في هذا الوضع عدم حصول اضطرابات، خصوصا اضطرابات إقليمية" مضيفا أن برلين تدعم خطوة الكتلة في إطار الرد على غزو أوكرانيا.

وزير الاقتصاد الألماني هابيك متحدثا عن فرض الحظر على النفط الروسي هلال مؤتمر صحفي مع المستشار شولتس ووزير المالية ليندنر (04.05.2022)
وزير الاقتصاد الألماني هابيك متحدثا عن فرض الحظر على النفط الروسي هلال مؤتمر صحفي مع المستشار شولتس ووزير المالية ليندنر.صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

 وأشار هابيك خصوصا إلى مصفاة "بي سي كاي" في مدينة شفيت في شرق البلاد معتبرا أنها قد تكون الأكثر تأثرا بذلك؛ فهي توفر حوالى 90 % من النفط المستهلك في برلين والمنطقة المحيطة بها، بما في ذلك مطار برلين-براندنبورغ الدولي.

وتعد مجموعة "روسنفط" العملاقة للنفط التابعة للكرملين، مساهما رئيسيا في الموقع، وهو وضع معقد قال هابيك إنه يجب "أن يحلّ سياسيا".

وأشار هابيك إلى أنه من شأن التنفيذ التدريجي للحظر أن يساهم في تخفيف الصدمة على أسواق النفط.

"رهان محفوف بالمخاطر"

وقال سيمون تاغليابيترا من مركز بروغيل للأبحاث في بروكسل إن الحظر التدريجي الذي يقترحه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي "رهان محفوف بالمخاطر".

وأضاف "على المدى القصير، قد يترك ذلك عائدات روسيا مرتفعة بينما ينطوي على عواقب سلبية على اقتصاد الاتحاد الأوروبي والاقتصاد العالمي من حيث ارتفاع الأسعار، ناهيك عن مخاطر الرد (الروسي) فيما يتعلق بإمدادات الغاز الطبيعي".

ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)

ماذا ستفعل روسيا بنفطها بعد حظر الاستيراد؟