تعاني الشرطة الاتحادية الألمانية من نقص في عدد أفرادها المؤهلين، الذين لديهم استعداد للقيام بمرافقة الأجانب المرحلين إلى خارج البلاد. وبموجب توجيهات وزارة الداخلية، يجوز لعناصر الشرطة مرافقة الأفراد جواً، خلال عمليات ترحيل على متن رحلات طيران، حتى إن كانوا لم يتلقوا تدريبا خاصا من أجل القيام بهذه المهمة. جاء ذلك، في تقرير لمجلة "دير شبيغل" في عددها الصادر اليوم السبت (27 تشرين الثاني/ اكتوبر) .
وذكرت المجلة أنّ من بين نحو ألف شرطي أتموا تدريبهم في هذا المجال، لم يسجل سوى نحو 20 فردا منهم أنفسهم طواعية للمشاركة في مهمة ترحيل على متن طائرة متوجهة إلى أفغانستان. وأوضحت وزارة الداخلية أنه يجرى ضمان توفر عدد كاف من عناصر الشرطة المرافقين خلال رحلات الترحيل الجوية، وأنهم قادرون على تنفيذ مهامهم على نحو متوافق مع القانون.
وذكرت الوزارة أنه بسبب الحاجة المتزايدة، على نحو مستمر، لتنفيذ عمليات ترحيل بمرافقة أفراد من الشرطة الاتحادية، أجازت الوزارة الاستعانة بأفراد إضافيين من الشرطة للقيام بمهام المرافقة على رحلات الطيران العارض المحلية حتى (30 حزيران/يونيو 2019 ).
وأوضحت الوزارة أن هذا سيضمن، على الأقل، أن يكون هناك عدد كاف من المرافقين المؤهلين جوا بما يوازي عدد المرحلين على متن الطائرة، مضيفة أنه يمكن أيضا الاستعانة بعناصر أخرى مثل المترجمين الفوريين والممرضين والأطباء وأفراد مناسبين من الشرطة. وذكرت المجلة أنه بهذا القرار تتجاوز الوزارة عددا من القواعد وتتصرف بقدر عال من المخاطرة.
تجدر الإشارة إلى أن التدريب المخصص لمرافقة المرحلين على متن طائرات كان نتاج واقعة أسفرت عن وفاة أحد المرحلين. وحدثت هذه الواقعة في أيار/ مايو عام 1999 على متن طائرة من فرانكفورت للخرطوم، وذلك عندما تم تقييد سوداني في مقعده بالطائرة على نحو أفضى إلى موته بعد مقاومة ضارية منه للترحيل. وأظهر تقرير الطبيب الشرعي أن الوفاة ناجمة عن اختناق مرتبط بالوضع الذي كان عليه الرجل.
م.م/ ع.ج (د ب أ)
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش
الكاتب: مريم مرغيش