1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تفاصيل عقار تروج له اليابان لعلاج فيروس كورونا المستجد

٢٠ أبريل ٢٠٢٠

بالرغم من مضي اليابان قدماً في استخدام عقار "أفيغان" المضاد للأنفلونزا لعلاج فيروس كورونا، إلا أن خبراء يحذرون من آثاره الجانبية وعدم وجود بيانات سريرية كافية تدل على فعاليته. فلماذا تروج الحكومة اليابانية لاعتماده إذن؟

https://p.dw.com/p/3b9wg
تروج اليابان لعقار "أفيغان" كعلاج لكورونا، فهل أثبت فعاليته؟
تروج اليابان لعقار "أفيغان" كعلاج لكورونا، فهل أثبت فعاليته؟صورة من: picture-alliance/dpa/Kimimasa Mayama

تروج الحكومة اليابانية بقوة لعقار "أفيغان" لاستخدامه في علاج فيروس كورونا المستجدبالرغم من تحذير بعض من مستشاريها أن العقار يحتاج لاختبارات سريرية إضافية لضمان سلامته لللاستخدام البشري.

في الأسابيع الأولى التي تلت إعلان انتشار فيروس كورونا خارج الحدود الصينية في نهاية 2019، اتجهت العديد من الدول لخبرائها الطبيين للسؤال عن أسرع موعد يمكنهم فيه تطوير دواء أو لقاح للفيروس. عندما تأكد أن تطوير أي لقاح سيحتاج لعام أو أكثر، بدأ الخبراء في إعادة فحص الأدوية الموجودة من قبل لاختبار ما إذا كان بالإمكان استخدامها ضد كورونا.

كان عقار "فافيبيرافير Favipiravir" من أوئل العقارات التي درستها اليابان، وهو عقار بدأ إنتاجه في 2014 من قبل شركة  Fujifilm Toyama Chemical اليابانية ويعرض في السوق بإسمه التجاري "أفيغان". إلا أن الاختبارات الأولية آنذاك أثبتت أن العقار يرفع مادة "اليوريا" في الدم وهو ما يؤثر بالسلب على عمل الكليتين، بالإضافة إلى تسببه في تشوهات لأجنة الحيوانات. أدت تلك النتائج لعدم اختبار العقار على النساء الحوامل، ولذلك فإن تأثيره على الأجنة البشرية غير معروف بعد.

نتائج إيجابية عند الحيوانات

قبل ظهور فيروس كورونا أثبتت أبحاث فاعلية "أفيغان" إلى حد كبير ضد فيروس إيبولا في الجرذان، ولكن لم يتم التأكد من فاعليته لدى البشر. كما أظهر العقار نجاحاً في إختبارات أجريت على حيوانات مصابة بفيروسات أخرى مثل فيروس غرب النيل والحمى الصفراء والحمى القلاعية بالإضافة لفيروس زيكا والسعار.

 

ورد إسم "أفيغان" كعلاج محتمل في اليابان خلال عدة اجتماعات حكومية رفيعة المستوى في شهر مارس/آذار، ونقلت وسائل إعلامية محلية رغبة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في استخدام المخزون الاحتياطي للدواء في أسرع وقت ممكن. إلا أن وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية اليابانية أبدت اعتراضها على ذلك، حيث أشار خبراؤها إلى الآثار الجانبية للعقار وعدم وجود اختبارات سريرية تثبت بشكل حاسم فعاليته ضد فيروس كورونا.

يقول كازوهيرو تاتيدا، وهو رئيس المجلس الياباني للأمراض المعدية وعضو لجنة خاصة شكلتها الحكومة اليابانية لمواجهة انتشار فيروس كورونا في حواره مع DW: "تقول الحكومة إنه دواء جيد لأنه توجد بعض التقارير التي تفيد بإنه فعال، لكننا أيضاً نعلم أنه أتى بنتائج عكسية في الماضي، فيما يتعلق، بإجهاض الأجنة والتسبب بالضرر لها. من ناحية أخرى، فإن أكثر المعرضين للخطر من كورونا هم كبار السن، وبالتالي لا نقلق من مشكلة تشوه المواليد لدى هذه الفئة العمرية."

وبسبب عدم التأكد من سلامة العقار للاستخدام البشري بعد، يرفض المستشارين الطبيين للحكومة اليابانية التوصية باستعمال "أفيغان" على نطاق واسع لحين توفر المزيد من بيانات الاختبارات السريرية.

منافسة مع الصين

يرى تاتيدا أن هناك دافعا آخر لدعم الحكومة اليابانية لهذا الدواء، ويشير إلى أن عدة دول أخرى - من ضمنها المنافس الصيني- تقترب من تطوير واستخدام عقارات ضد كورونا، ويقول:"هذا عقار تنتجه شركة أدوية يابانية، وبالتالي هناك اعتبارات سياسية وراء قرار الدعم". وكانت الحكومة اليابانية أكدت حصولها على طلبات من نحو "30 دولة" لتزويدها بالعقار، وأعلنت أن الدول التي تريد  "أفيغان" ستحصل عليه مجاناً. 

وفي السياق ذاته أعلنت الشركة المنتجة للعقار "فوجي فيلم Fujifilm" في بيان أنها زادت من قدراتها التصنيعية من أجل "زيادة الإنتاج بشكل ملحوظ"، وتتوقع تصنيع حوالي مئة ألف كورس علاجي بنهاية شهر يوليو/تموز من هذا العام وثلاثمائة ألف بحلول شهر سبتمبر/أيلول. كما أفصحت الشركة عن مفاوضات للشراكة تجريها مع شركات في اليابان وخارجها لإنتاج العقار وتصنيع المواد الخام اللازمة له. وأضافت الشركة أنه تُجرى حالياً تجارب سريرية على مصابين بفيروس كورونا في اليابان والصين والولايات المتحدة الأمريكية.

 

العقار قد يكون متاحاً في الصيف

تقول يوكو تسوكاموتو، وهي أستاذة علوم الصحة بجامعة "هوكايدو" ومتخصصة في بروتوكولات مكافحة العدوى للممرضين: "الوضع في اليابان يزداد خطورة، لذلك من الجيد رؤية تطورات إيجابية مثل "أفيغان". وتضيف: "رأيت أن الاختبارات السريرية في الصين أظهرت أن العقار فعال في 70 بالمئة من الحالات. من المنطقي إذاً أنه إذا كان هناك عقار متوفر بالفعل وأظهر نتائج جيدة أن تتم إتاحته لمن يحتاجونه. ولذلك أرى أن ترويج الحكومة لـ"أفيغان" مناسب."

ولا ترى تسوكاموتو داع للقلق من الأعراض الجانبية المحتملة للدواء، حيث أن الفئة الأكثر احتياجاً له، وهم كبار السن، من المستبعد حملهم.

تنتظر الحكومة اليابانية نتائج الاختبارات الحالية على العقار، ومن المتوقع أن تصدق على استخدام "أفيغان" في صيف العام الجاري.

يوليان ريال (طوكيو)/ سلمى حامد

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات