قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، وقطّعت جثته، ثم سلّمت الى "متعاون" محلي، بحسب ما أعلنت السلطات السعودية الخميس(15 تشرين ثان/نوفمبر 2018) بعد أسابيع من التحقيقات.
وكانت السلطات السعودية أكّدت في بداية القضية أن خاشقجي غادر قنصليتها في اسطنبول، لكنها اعترفت بعد ذلك بأنه قتل في شجار، ثم تحدّثت عن عملية نفذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم" ولم تكن السلطات على علم بها. وبحسب الرواية، ووفق تصريح لوزير الخارجية عادل الجبير اليوم الخميس فإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا صلة له على الإطلاق بقتل الصحفي خاشقجي.
وفيما يلي ملابسات جريمة قتل الصحافي السعودي، حسبما وردت في تحقيقات النيابة العامة مع مجموعة من الموقوفين والتي أعلن عنها في مؤتمر صحافي في الرياض:
بدأت "الواقعة" يوم 29 أيلول/سبتمبر عندما صدر أمر "باستعادة المجني عليه بالإقناع، وإن لم يقتنع يعاد بالقوة". وقد أصدر الأمر نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق، في إشارة محتملة الى أحمد العسيري الذي أقيل من منصبه على خلفية القضية.
وقام "قائد المهمة"، الذي كٌلّف من قبل نائب رئيس الاستخبارات، بتشكيل فريق من 15 شخصاً "لاحتواء واستعادة المواطن المشار إليه، يتشكل من ثلاث مجموعات" تفاوضي - استخباري - لوجستي".
ثم تواصل "قائد المهمة" مع أخصائي في الأدلة الجنائية بهدف "مسح الآثار الحيوية المترتبة من العملية في حال تطلب الأمر إعادته بالقوة".
لكن تبيّن لاحقا للفريق السعودي في القنصلية "تعذر نقل المواطن المجني عليه" إلى مكان آمن متفق عليه مسبقا "في حال فشل التفاوض معه"، فقرر أنه "في حال الفشل في التفاوض أن يتم قتله، وتم التوصل أن الواقعة انتهت بالقتل".
وبحسب التحقيقات السعودية، تم التوصل إلى "أسلوب الجريمة وهو عراك وشجار وتقييد وحقن المواطن المجني عليه بإبرة مخدرة بجرعة كبيرة أدت إلى وفاته، يرحمه الله".
بعد أسابيع من الغموض، أكدت النيابة العامة السعودية أن الجثة "تمت تجزئتها من قبل المباشرين للقتل وتم نقلها إلى خارج مبنى القنصلية"، عبر خمسة من عناصر الفريق. وتم بعد ذلك تسليم الجثة إلى "المتعاون المشار إليه وهو شخص واحد". وقالت النيابة انه "تم التوصل إلى صورة تشبيهية للمتعاون الذي سلمت له الجثة بناء على وصف من قام بالتسليم".
بعد عملية القتل، قام أحد أفراد الفريق السعودي في القنصلية "بلبس ملابس المجني عليه ورميها بعد خروجه في إحدى الحاويات ومنها ساعته ونظارته".
وقالت السلطات إنه تم التوصل كذلك إلى "أن الكاميرات الأمنية في مبنى القنصلية تم تعطيلها وتم التوصل إلى من قام بتعطيلها وهو شخص واحد".
واتّهمت النيابة العامة قائد المهمة "بتقديم تقرير كاذب لنائب رئيس الاستخبارات العامة السابق يتضمن الإفادة بخروج المواطن المجني عليه من مقر القنصلية بعد فشل عملية التفاوض او إعادته بالقوة".
ح.ع.ح/م.س (أ.ف.ب)
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
خاشقجي من منتقدي النظام السعودي
جمال خاشقجي، الصحفي والكاتب السعودي، هو بطل قصة اختفاء لا يزال الغموض يلفها وتحيط بها السرية حتى اللحظة. عمل خاشقجي في السابق مستشارًا للحكومة. في أيلول/سبتمبر 2017، فرّ من السعودية للعيش في الولايات المتحدة خشية اعتقاله في حال عودته، حسب قوله. انتقد خاشقجي في مقالاته بعض سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودور الرياض في الحرب على اليمن.
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
تاريخ ومكان الاختفاء
في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، دخل خاشقجي مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول لإتمام إجراءات مرتبطة بزواجه من خطيبته التركية و منذ تلك اللحظة اختفى أثره. وبحسب "واشنطن بوست" دخل خاشقجي إلى القنصلية حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، نقلاً عن خطيبته، التي قالت إنها رافقته ولكن لم يسمح لها بالدخول ولم يخرج خاشقجي في الساعة الخامسة بعد الظهر بعد إغلاق القنصلية رسمياً.
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
تضارب أنباء حول خروجه من القنصلية
منذ الإعلان عن اختفاءه، قدمت السلطات التركية والسعودية روايتين متضاربتين بشأن خروج خاشقجي من القنصلية، إذ قالت أنقرة إنه لا توجد أدلة على أنه غادر مقر القنصلية، بينما ذكرت الرياض أنه خرج في اليوم ذاته. وما تزال السعودية تنفي رسمياً احتجاز خاشقجي وتصر على أنه غادر القنصلية وحده في اليوم ذاته.
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
تفتيش القنصلية
مع بدأ التحقيقات طلبت السلطات التركية تمكينها من تفتيش مبنى القنصلية، وأعربت الرياض عن استعدادها للسماح بالتفتيش. إلا أنه لحد الساعة لم يحصل ذلك بعد، رغم مطالبة السلطات التركية المتكررة. ونشرت وكالة " رويترز" صوراً للقنصلية السعودية من الداخل، حيث تحدث القنصل، عن أن خاشقجي غير موجود في القنصلية.
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
مصادر تركية تعلن مقتل خاشقجي
بعد مرور أربعة أيام على اختفاءه، وفي السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2018 قال مصدران تركيان إن السلطات التركية تعتقد أن خاشقجي قتل داخل القنصلية.
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
وسائل إعلام تركية تتحدث عن تفاصيل مقتل خاشقجي المزعومة
نقلت وسائل إعلام تركية تسريبات عن احتمال مقتل خاشقجي على يد "فريق موت" وصل إلى إسطنبول على متن طائرتين خاصتين. وذكرت وسائل الأعلام التركية أنه من المحتمل أن جثة خاشقجي تم تقطيعها بـ" منشار عظم". قناة تلفزيونية تركية نقلت صوراً عن كاميرات مراقبة أظهرت أعضاء "فريق الموت" السعودي المزعوم.
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
السيارة السوداء
ومن بين التفاصيل الأخرى التي نشرتها وسائل الإعلام التركية، هي سيارة سوداء، مظللة بالكامل ويمكن مشاهدة ما بداخلها، غادرت مبنى القنصلية السعودية بعد نحو ساعتين من دخول خاشقجي إليها، متوجهة إلى مكان مجهول. وتعتقد وسائل الإعلام التركية أن هذه السيارة ربما قد نقلت "جثة الصحفي السعودي بعد مقتله وتقطيع جثته".
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
خطة لاستدراج خاشقجي ؟
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الاستخبارات الأمريكية رصدت اتصالات بين مسؤولين سعوديين، بحثوا خلالها مخطّط سعودي أمر به ولي العهد محمد بن سلمان، يهدف إلى استدراج خاشقجي إلى السعودية للقبض عليه، وذلك قبل اختفائه بأسبوع.
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
تركيا تملك الأدلة
في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 كشفت صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مسؤولين أمركيين وأتراك أن الحكومة التركية لديها فيما يبدو أدلة تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول. الأدلة عبارة عن تسجيلات صوتية ومصورة.
-
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
السعودية تطالب بتحقيق مشترك
قال مصدران تركيان اليوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 إن وفدا من السعودية وصل إلى أنقرة في إطار التحقيق في اختفاء خاشقجي. وكانت السعودية قد اقترحت على انقرة تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتحقيق. إعداد: إيمان ملوك