1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تصاعد الإضطرابات في أوزبكستان وسط تكهنات بثورة عامة

شهدت أوزبكستان سلسلة من الاضطرابات الأمنية المتلاحقة عشية مظاهرات قامت بها منظمة "أكراميا" المرتبطة بحزب التحرير الإسلامي. ودلائل كثيرة تشير إلى تصعيد قد يتحول إلى ثورة عامة على تعسف وقمع النظام الحاكم.

https://p.dw.com/p/6din
إضطرابات في طشقندصورة من: AP

تسارعت وتيرة التطورات الأمنية في أوزبكستان اليوم بعد سيطرة مسلحين على سجن محاط بحراسة شديدة في مدينة انديجان في شرق أوزبكستان وإطلاقهم نحو ألفي سجين. وطالب هؤلاء المسلحين الذين احتجزوا 10 من رجال الشرطة في المدينة كرهائن وساطة روسية يشارك فيها "الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا"، في حين أشار شهود إلى أنهم رأوا ثلاث جثث على الأقل ملقاة في أحد شوارع المدينة. في هذا السياق أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف توجه جواً برفقة عدد من المسئولين للوقوف على الأوضاع في ثاني أكبر مدن البلاد. كما لقي تسعة أشخاص مصرعهم، وأصيب آخرون بجروح في الاشتباكات التي شهدتها هذه المدينة اليوم. ووقعت أعمال العنف، وهي الأسوأ في تلك الجمهورية السوفيتية السابقة منذ التفجيرات التي شهدتها العاصمة طشقند في العام الماضي، في منطقة وادي فرغانة وهي واحدة من أفقر وأكثر مناطق المسلمين اضطرابا في أسيا الوسطي.

إفشال هجوم على السفارة الإسرائيلية

Taschkent, Usbekistan
مبنى البرلمان في طشقندصورة من: dpa

وفي غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن حراس السفارة الإسرائيلية قتلوا رجلا بالرصاص اقترب من السفارة الإسرائيلية في طشقند عاصمة أوزبكستان بشكل مريب وتجاهل أوامرهم بالتوقف. وعلى ما يبدو فقد أعتقد هؤلاء الحراس بأنه مهاجم انتحاري. ويذكر أن هذه الإنفجارات تتزامن مع بدء محاكمة عدد كبير من نشطاء الحركات الإسلامية المعادية للنظام الحاكم. وفي السياق ذاته تجمع نحو ألفي متظاهر في هذا الأسبوع في انيجان للمطالبة بتبرئة 23 رجلاً يحاكمون بتهمة انتمائهم لحركات سلامية متطرفة مخالفة للدستور، وتأسيس خلية لحركة "اكرومايا" الإسلامية التي تعد فرعاً من حزب التحرير الإسلامي.

خلفية الفوضى الأمنية

Usbekistan Anschlag Taschkent Präsident Islam Karimow Porträtfoto
الرئيس ال,وزبيكي كاريموفصورة من: AP

يحكم الرئيس الأوزبكي كريموف، الشيوعي السابق جمهورية أوزبكستان وهى دولة زراعية فقيرة يدين سكانها البالغ عددهم 65 مليون نسمة بالإسلام، بقبضة من حديد منذ أيام الاتحاد السوفيتي السابق. كما أنه عمل طيلة فترة حكمه على كبت الحريات العامة وتكميم المعارضة، مما جعله عرضة لانتقادات جماعات حقوق الإنسان الدولية التي انتقدت تعسف نظامه وتطبيقه لسياسة السجن الجماعي دون محاكمة لمعارضيه من الإسلاميين المتشددين. ويواجه كريموف معارضة على إدارته للبلاد وبرنامج إصلاحاته التي أدت إلى شيوع الفقر المدقع.

Karte von Usbekistan
خريطة أوزبكستانصورة من: APTN

وفي السنوات الماضية تبنى حزب التحرير الإسلامي، أبرز الجماعات المناهضة للحكومة في أوزبكستان، عدة هجمات شنت على سفارتي الولايات المتحدة وإسرائيل ومبنى الادعاء العام في العاصمة طشقند. وتضم المنظمة أتباع الزعيم الإسلامي أكرم يلداشيف المعتقل على خلفية اتهامات بالعمل على قلب نظام الحكم العلماني في أوزبكستان.

الفقر والبؤس دوافع للعصيان

Unruhen in Usbekistan
هل تتحول الإضطرايات إلى ثورة عامة؟صورة من: AP

يرى الكثير من المراقبين أن حالة العصيان العام التي تسود أوزبكستان لا تعود بصورة جوهرية إلى التطرف الديني، وهو ما يظهر جلياً في مدينة انديجان المهمة التي تلقى أفكار الإسلاميين المتطرفين رواجاً وشعبية كبيراً فيها نظراً للفقر المدقع المنتشر فيها وفشل الحكومة في تقديم المساعدات الضرورية جداَ لغالبية المواطنين. وفي هذا السياق تؤكد المنظمات الحقوقية أن محاكمات أعضاء المنظمات الإسلامية جزء من حملة الحكومة الواسعة النطاق ضدها. المعلومات المتضاربة حول الوضع الأمني دفعا جيران أوزبكستان إلى إغلاق حدودهما معها، وذلك رغم إعلان أجهزة الأمن سيطرتها الكاملة على الوضع وعلى كل المؤسسات الحكومية المهمة.