1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترشيح عبدالله جول لرئاسة تركيا لتهدئة المخاوف من "أسلمة" المجتمع

عبده جميل المخلافي٢٤ أبريل ٢٠٠٧

لجأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إلى ترشيح عبدالله جول لرئاسة تركيا كورقة "جوكر" تكتيكية بعد أن قوبلت فكرة ترشح اردوغان للمنصب بالرفض في ظل مخاوف من سعي الزعيم الإسلامي المثير للجدل إلى "أسلمة" المجتمع التركي.

https://p.dw.com/p/AIwD
عبدالله جول "رجل اردوغان عند الشدائد"صورة من: AP

حسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجدل الدائر حول شخص مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة الجمهورية التركية بإعلانه اليوم أمام برلمان بلاده عن ترشيح وزير خارجيته عبدا لله جول لتولي هذا النصب. وبذلك يكون اردوغان قد تخلى رسميا عن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، منهيا في الوقت نفسه تكهنات وحالة ترقب استمرت أسابيع حول طموحاته الرئاسية التي أثارت الكثير من المخاوف على الصعيدين الداخلي والخارجي.

الجدير بالذكر أن الأوساط العلمانية في تركيا كانت تعارض بشدة ترشح اردوغان لهذا المنصب الحساس في تركيا، معتبرين ان الزعيم الإسلامي المثير للجدل يشكل خطرا على العلمانية. يشار هنا إلى أن حوالي 300 ألف متظاهر كانوا قد خرجوا إلى الشوارع منتصف الشهر الجاري للاحتجاج على فكرة تولي اردوغان الرئاسة. ومن جانبها تابعت الأوساط الأوروبية عن كثب تطورات ترشيح رئيس جديد لتركيا بقلق وسط مخاوف من أن يؤدي وصول اردوغان إلى منصب كان دوما حكرا على العلمانيين منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك إلى فرض أجندة حزب العدالة الإسلامي وبالتالي "أسلمة" المجتمع التركي، مما قد ينعكس بدوره على مستقبل العلاقات بين أوروبا المسيحية وتركيا المسلمة.

جول "جوكر" اردوغان التكتيكي عند الشدائد

Türkei Demonstration gegen Ministerpräsident Erdogan in Ankara
مظاهرات عمت شوارع انقره قبل اسبوعين إحتجاجا على فكرة ترشح اردوغان لرئاسة تركياصورة من: AP

وعندما لاحظ اردوغان أن ترشحه لمنصب الرئاسة قد يسبب له ولحزبه مشكلات هو في غنى عنها على الأقل في الوقت الحالي، لجأ إلى "الجوكر" الذي يستخدمه عند الشدائد والمتمثل في عبدالله جول. فالرجل حسب رأي العديد من المراقبين سيكون مقبولا من جميع الأطراف ولو كأمر واقع بالنسبة للبعض. هذا الأمر يفسره المراقبون بأنه بمثابة توزيع أدوار تتناسب وظروف المرحلة الحالية، علاوة على أنها خطوة ذكية أخرى من اردوغان لتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء في الداخل وتبديد المخاوف في الخارج. وفي ضوء هذا فقد حرص اردوغان على التأكيد عقب إعلان ترشيح جول على ان الأخير سيكون "محايدا" يحترم مبادئ تركيا الحديثة التي أرساها مصطفى كمال اتاتورك، حسب تعبير اردوغان. من جانبه أكد عبد لله جول في أول تصريح له بعد إعلان ترشيحه أنه سيكون حريصا على مبادئ وقيم الجمهورية الديموقراطية العلمانية في حالة انتخابه رئيسا لبلاده.

ويرى المحللون أن جول يمثل بالفعل الوجه المعتدل لحزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الإسلامي المحظور، كما يشهد له بأنه دبلوماسي محنك نجح في مواجهة فترات صعبة شهدتها بلاده في السنوات الماضية. ويعتبر جول رفيق درب اردوغان وشريكه في تأسيس حزب العدالة والتنمية الذي انبثق عن حزب الرفاه الإسلامي الذي كان يوصف بالمتشدد.

لماذا المخاوف من اردوغان؟

Deutschland Udo Steinbach Direktor des GIGA Instituts für Nahost-Studien
الخبير الألماني في الشؤون التركية، أودو شتاينباخصورة من: picture-alliance / akg-images

وفي تفسيره للمخاوف من ترشح اردوغان لرئاسة الجمهورية التركية، قال الخبير الألماني في الشؤون التركية أودو شتاينباخ إن هذه المخاوف ليست نابعة من أن يتبع اردوغان سياسة ذات توجه إسلامي قوي فحسب، بل وأن يقوم بتعديل للدستور ومن ثم العمل على تقوية دور الرئاسة التركية في النظام السياسي التركي،. واضاف الخبير الألماني في مقابلة مع دويتشه فيله قائلا إن اردوغان سيكون في موقع يسمح له بفرض الأجندة السياسية والتصورات القيَمية الإسلامية، مما قد يقوض دور المؤسسات السياسية التي ما زال يسيطر عليها "الكماليون"، حسب تعبير الخبير الألماني.

ولكن من ناحية أخرى قلل شتاينباخ من المخاوف من أن يقود حزب العدالة والتنمية البلاد نحو "الأسلمة"، كما يحلو للبعض تسميتها، ومن خطورته على الديمقراطية والعلمانية في تركيا، مشيرا في هذا السياق إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية قادت حركة إصلاحات ديمقراطية منذ توليها السلطة عام 2002 اكثر مما فعلته "الأحزاب الكمالية" والعلمانية من قبل.

"الجيش أكبر حزب سياسي في تركيا"

ورغم ان منصب رئيس الجمهورية في تركيا يعتبر فخريا إلى حد كبير باستثناء المصادقة على القوانين والقيام ببعض التعيينات في السلكين القضائي والإداري، إلا أنه بموجب دستور 1982 يتمتع بسلطات خاصة لحماية العلمانية ومن حقه اتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل ديمومة مؤسسات الجمهورية العلمانية. في هذا السياق يقول الخبير التركي أرول أوزكوراي، إن المؤسسة العسكرية التركية، التي تعتبر نفسها حامية المكتسبات الجمهورية والمبادئ العلمانية، تتدخل في حالة اختيار شخص تعتقد أنه غير مناسب لرئاسة البلاد، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة تمارس السياسة في تركيا من خلال مجلس الأمن القومي "وكأنها حزب سياسي"، معربا عن اعتقاده بأنها تمثل في الوقت الحالي "أكبر حزب سياسي في البلاد".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد