اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بالتلاعب بأسواق النفط العالمية، مضيفاً اليوم الأحد (الأول من تموز/ يوليو 2018) أن الولايات المتحدة ستعاقب الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران.
ورداً على سؤال في برنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز ويذ ماريا بارتيرومو" الذي تبثه قناة فوكس نيوز عما إذا كان هناك من يتلاعب بأسواق النفط، قال ترامب "أوبك تفعل، والأفضل لها أن تتوقف عن ذلك لأننا نحمي تلك الدول، كثير من تلك الدول. أوبك تتلاعب".
كما سئُل ترامب في البرنامج الإخباري الذي جرى بثه اليوم الأحد عما إذا كان سيفرض عقوبات على الشركات الأوروبية إذا تعاملت مع إيران. وقال "نعم، بالطبع. ذلك ما نفعله قطعاً".
اجتماع أوبك بفيينا في الـ 20 يونيو 2018
إيران ترد
في المقابل أكدت إيران الأحد عزمها على "إفشال" الخطة الأمريكية لمنعها من بيع نفطها في الخارج، وحذرت السعودية من السعي للحلول مكانها في السوق النفطية.
وقال اسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي "بالتأكيد سنقوم بما يلزم لإفشال هذا الطرح الأمريكي القائم على محاصرة النفط الإيراني". وتابع المسؤول الإيراني "لدى الحكومة خطة (...) ونحن واثقون بأننا سنكون بعون الله قادرين على بيع نفطنا".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية طلبت الثلاثاء من جميع الدول، وبينها الصين والهند، المستوردتان الكبيرتان للنفط الإيراني، بوقف استيراد النفط الإيراني بحلول الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، تحت طائلة التعرض للعقوبات الأمريكية التي قررت واشنطن إعادة فرضها بعد خروجها في أيار/ مايو الماضي من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الموقع عام 2015.
وتؤكد الدول الأوروبية بالمقابل تمسكها بالاتفاق النووي الإيراني وتتفاوض مع طهران في مسعى لإبقاء التزامها بالاتفاق. ومقابل بقاء التزامها هذا، تطالب إيران الدول الأوروبية بضمانات تتيح لها بيع نفطها في السوق العالمية.
وكان ترامب قد أكد السبت أن السعودية وافقت بناء على طلبه زيادة إنتاجها النفطي "بنحو مليوني برميل يومياً لسد الفارق الناتج من التوترات والتذبذب في إيران وفنزويلا" لمنع الاسعار من الارتفاع.
وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغاني
لا للزيادة في إنتاج دولة عضو بأوبك
وأضاف المسؤول الإيراني في كلامه عن الأمريكيين: "ها هم الآن يتوسلون السعوديين لزيادة إنتاجهم من النفط لمنع أي خلل في السوق العالمية في حال تراجعت حصة إيران من التصدير. يعتقدون أن الأمر بهذه السهولة وأن السعودية ستزيد بضربة واحدة إنتاجها النفطي ببضعة ملايين برميل يومياً".
وكتب وزير النفط الإيراني بيجان زنغانه في رسالة إلى أوبك نقلتها وكالة شانا التابعة لوزارة النفط "لم نتمكن خلال اجتماع أوبك من التوصل إلى أي قرار يمنح أي دولة عضو، كامل حصة دولة عضو أخرى أو جزءا منها".
وأضاف زنغانة من دون أن يذكر السعودية بالاسم: "كل زيادة في إنتاج دولة عضو تذهب أبعد مما هو وارد في قرارات أوبك التي اتخذت في الثاني والعشرين من حزيران/ يونيو، تشكل خرقاً للاتفاق".
وتابع الوزير أنه حرص على "تذكير الدول الأعضاء بضرورة التقيد بالتزاماتها والامتناع عن أي إجراء منفرد يمكن أن ينسف وحدة أوبك واستقلاليتها".
وختم الوزير الإيراني: "قرارات أوبك لا تسمح بأي شكل من الأشكال لأحد الأعضاء بالتجاوب مع طلب بزيادة الإنتاج قدمته الولايات المتحدة بهدف سياسي واضح، المراد منه الإضرار بإيران".
م.أ.م/ ع.غ (رويترز، أف ب)
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
البداية النووية
كان العام 1957، بداية البرنامج النووي الأيراني حين وقع شاه إيران اتفاق برنامج نووي مع أمريكا، ليتم الإعلان عن "الاتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية" تحت رعاية برنامج أيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي1967، أسس مركز طهران للبحوث النووية. لكن توقيع إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في 1968، جعلها تخضع للتفتيش والتحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
إنهاء التدخل الغربي في البرنامج النووي
الإطاحة بحكم الشاه وقيام جمهورية إسلامية في إيران سنة 1979، جعلت أواصر العلاقات بين إيران والدول الغربية موسومة بقطيعة، فدخل البرنامج النووي في مرحلة سبات بعد انسحاب الشركات الغربية من العمل في المشاريع النووية وإمدادات اليورانيوم عالي التخصيب؛ فتوقف لفترة برنامج إيران النووي .
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
البحث عن حلول
سمح خميني عام 1981 بإجراء بحوث في الطاقة النووية. وفي 1983، تعاونت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدة طهران على الصعيد الكيميائي وتصميم المحطات التجريبية لتحويل اليورانيوم، خاصة في موقع أصفهان للتكنولوجيا النووية، لكن الموقف الغربي عموما كان رافضا لمثل هذا التعاون. ومع اندلاع الحرب بين إيران والعراق تضرر مفاعل محطة بوشهر النووية فتوقفت عن العمل.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
روسيا تدخل على الخط، والصين تنسحب!
في التسعينات تم تزويد إيران بخبراء في الطاقة النووية من طرف روسيا. وفي 1992، انتشرت مزاعم في الإعلام الدولي بوجود أنشطة نووية إيرانية غير معلنة، مما جعل إيران تستدعي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المنشآت النووية، وخلصت التفتيشات حينها إلى أن الأنشطة سلمية. في 1995، وقعت إيران مع روسيا عقدا لتشغيل محطة بوشهر بالكامل، في حين انسحبت الصين من مشروع بناء محطة لتحويل اليورانيوم.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
إعلان طهران وزيارة البرادعي لإيران
طلبت الوكالة الدولية، في 2002، زيارة موقعين نوويين قيل أنهما غير معلنين، لكن إيران لم تسمح بذلك حتى مرور ستة أشهر على شيوع الخبر. وفي 2003، زار محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران للحصول على إيضاحات في ما يخص استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، واصدرت الوكالة تقريرا سلبيا تجاه تعاون إيران.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
شد وجذب
أصدرت الوكالة الدولية، في 2004، قرارا يطالب إيران بالإجابة عن جميع الأسئلة العالقة، وبتسهيل إمكانية الوصول الفوري إلى كل المواقع التي تريد الوكالة زيارتها، وبتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بمستوى يتيح إنتاج الوقود النووي والشحنة الانشطارية. لكن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وبعد انتخابه، عمل على تفعيل البرنامج النووي ولم يكترث للتهديدات الغربية، كما أسس مفاعل "أراك" للماء الثقيل.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
فصل جديد
في 2006، صوت أعضاء الوكالة الدولية على إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، الذي فرض حظرا على تزويد إيران بالمعدات اللازمة لتخصيب اليورانيوم وإنتاج صواريخ بالستية. وردت إيران على هذا الإجراء بتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي وجميع أشكال التعاون الطوعي. وفي نفس السنة، أعلن الرئيس الإيراني؛ أحمدي نجاد، عن نجاح بلده في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5 بالمائة. الصورة لوفد قطر أثناء التصويت على القرار.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
مفاعلات نووية سرية
في عام2009 ، تحدث بعض المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، عبر وسائل الاعلام، عن قيام إيران ببناء مفاعل نووي في ضواحي مدينة قم، كما قال هؤلاء بأنه تحت الأرض ويبنى بكل سرية، دون أن تخبر به إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين نفت طهران ذلك واعتبرته مجرد ادعاءات.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
على مشارف حل
في عام 2014، تم الاتفاق على وقف تجميد الولايات المتحدة لأموال إيرانية قدرت بمليارات الدولارات، مقابل توقف إيران عن تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة إلى وقود. وفي نفس السنة، قامت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية باجراء تعديلات على منشأة "أراك" لضمان إنتاج حجم أقل من البلوتونيوم.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
الاتفاق التاريخي
في عام 2015، وبعد سلسلة من الاجتماعات، في فيينا، أعلن عن التوصل لاتفاق نهائي؛ سمي اتفاق إطار، بخصوص برنامج إيران النووي. الاتفاق جمع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا بإيران. وكان من المرجح أن ينهي هذا الاتفاق التهديدات والمواجهة بين إيران والغرب.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
طموحات حدها الاتفاق!
كان باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، واحدا من رؤساء الدول المتفقة مع إيران، فيما يخص البرنامج النووي، من الذين رأوا في الخطوة ضمانا لأمن العالم، بالمقابل قال نظيره الإيراني؛ حسن روحاني، إن بلاده حققت كل أهدافها من خلال الاتفاق. لكن الأمور لم تعرف استقرارا، خاصة مع رغبة إيران في تطوير برنامجها نووي، دون أن تلفت اليها الأنظار.
-
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
أمريكا تنسحب
آخر التطورات في الاتفاق النووي، كانت يوم الثلاثاء 8 أيار/مايو 2018، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، متعهداً بأن تفرض بلاده "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني". وفي هذا الصدد، عبرت طهران عن عدم رغبتها في الدخول في جولات جديدة من المفاوضات الشاقة مع أمريكا. مريم مرغيش.
الكاتب: مريم مرغيش