1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تبرئة مقتدى الصدر: مهزلة القضاء العراقي

٢٧ أكتوبر ٢٠١١

يدين داود البصري إعلان مجلس القضاء العراقي الأعلى بعدم امتلاكه لأية أدلة قانونية تتيح له استجواب مقتدى الصدر حول مسؤوليته عن جريمة اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي ورفاقه في الحضرة العلوية يوم التاسع من نيسان/ إبريل 2003.

https://p.dw.com/p/RtOM
هل قتلت ميلشيا جيش المهدي رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي؟صورة من: AP

اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي هو الجريمة الشنيعة التي من بوابتها الدموية المقرفة ظهر و أزدهر أسم مقتدى الصدر بعد أن كان خامل الذكر و مسبحا بحمد قائده السابق صدام حسين ، ليظهر بعد احتلال العراق بصورة الأسد الهصور و الزعيم الثوري و القائد ألأوحد الذي أضفت عليه عصبته من الطائفيين و المتخلفين صفة القداسة و حتى العصمة!

إعلان مجلس القضاء العراقي الأعلى بائس و عقيم و لا يستجيب لأدنى شروط و متطلبات العدالة التي ينبغي أن يخضع لها أكبر رأس ، إذ أن من صفات المجتمع المنافق المعروفة أن يعاقب الصغار بتهم تافهة بينما يخلى سبيل الكبار من تبعات جرائم شنيعة و منفرة ، و ما حصل من قتل و تمثيل بشع بجثة المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي في ظهيرة ذلك اليوم الدموي هو جريمة بشعة أقترفها مقتدى و بأوامر منه و بأيدي أنصاره الذين كانوا من أتباع تنظيمات ( فدائيو صدام ) قبل أن ينفرط عقدها و يتغير ولائها و تتحول لما يسمى بجيش المهدي!!

"موسم التحولات الطائفية المنافقة"

تشكل جيش المهدي ضمن موسم التحولات الطائفية المنافقة و المريضة ، والقضاء العراقي مهشم كأي شيء آخر في الدولة العراقية الركيكة التي يقودها الطائفيون الفاشلون و أزلام النظام الإيراني و عملائه ، وهو لم يستطع أبدا أن يرتقي بالحالة العراقية الرثة بل تحول أيضا لأداة تعبانة و مريضة و منهكة تؤثر عليه العصابات الطائفية و تخضع موازينه لحسابات مقدسة وخرافية لا علاقة لها لا بالقضاء و لا بالقانون .

الجرائم التي أرتكبها مقتدى الصدر و تياره تتجاوز بكثير جريمة اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي ، لتصب في اغتيال شعب كامل و في التكريس لحالة عصابية و بلطجية ذات أسس طائفية مريضة في المجتمع العراقي ، أما بخصوص جريمة النجف و الحضرة العلوية فكل الشواهد و القرائن و الأدلة كانت متوفرة في مذكرة إلقاء القبض الأولية التي وقعها القاضي رائد جوحي و التي كان يلوح بها نوري المالكي نفسه بوجه الصدر قبل أن تتدخل المخابرات الإيرانية و يصدر الولي الإيراني الفقيه أوامره لخدمه في الدولة العراقية بإغلاق الموضوع نهائيا و اعتباره كأنه لم يكن ، خصوصا و إن مقتدى الصدر قد عاد من رحلته الدراسية ( القمية ) و ترفع ربما لرتبة آية الله و هو يتأبط شرا!! و تلك الرتبة الدينية توفر له الحصانة في العراق التعبان بينما النظام الإيراني ذاته لا يحترم أي مرتبة دينية و مرجعية مهما علا مركزها و شاع صيتها ، ولكم في مصير آية الله العظمى حسين علي منتظري عبرة لأولي الألباب ، وكذلك كان مصير آية الله العظمى كاظم شريعتمداري الذي حوصر في منزله في قم حتى مات كمدا ، وكذلك يفعلون مع الجميع .

"حديث خرافة"

أما في العراق فإن المجرم يفلت بجريمته أن تعمم بعمامة أو تلفع بردا ء أو انتمى لعصابة طائفية ( طايح حظها ).. فكله في العراق صابون ، و القضاء العراقي تحول لمهزلة مضاعفة ، فهو في الزمن البعثي كان مغيبا بالكامل في ظل المحاكم الاستثنائية كمحكمة الثورة و غيرها و هو اليوم في الزمن الطائفي قضاء ركيك يخاف من علية القوم و من العمائم السوداء و البيضاء ، ولم يسجل أي سابقة حقيقية في جرجرة لصوص الحكومة و ما أكثرهم لساحته ، لذلك فإن الحديث عن براءة الصدر من دم أبن الخوئي هو حديث خرافة محضة لا يستقيم أبدا و جرائم الصدر و تياره الدموية التي أرهقت الشعب العراقي و التي دعت المالكي نفسه للتصدي لهم في عملية صولة الفرسان في ربيع 2008 و التي كاد أن يفقد معها حياته بعد أن ذهب ضحية تلك العملية أحد مستشاريه ، و لكن للنفاق في العراق صولة و جولة و لم يسلم القضاء العراقي أبدا من تلك الحالة ، و سيظل دم الشهيد عبد المجيد الخوئي يطارد القتلة و الانتهازيين و المنافقين حتى إقرار العدالة وهي عملية ليست صعبة و لا مستحيلة ، فالله يدافع عن الذين آمنوا وهو سبحانه و تعالى ولي دم كل مظلوم و سينتقم من القتلة و الطغاة و المنافقين مهما تلفعوا بأردية النفاق المزيفة.. فللباطل جولة وللحق صولة.

داوود البصري

مراجعة ملهم الملائكة