ذكر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم الأربعاء (3 أكتوبر تشرين الأول 2018) أن بلاده والولايات المتحدة اتفقتا على الحاجة لفعل كل شيء ممكن من أجل منع استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. جاء تعليق ماس عقب اجتماعه مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن. وقال ماس إن الاجتماع شهد مناقشات مكثفة بشأن الوضع في سوريا وإن الجانبين يريدان زيادة الضغط من أجل الوصول إلى حل سياسي وإنهما يرغبان في عقد مؤتمر لوضع الدستور في أقرب وقت ممكن.
وأضاف ماس أن بومبيو أدرك حجم النقاش السياسي الدائر في ألمانيا بشأن المشاركة المحتملة في أي رد عسكري تقوده الولايات المتحدة في حال حدوث هجوم كيماوي. وأفاد بأن البرلمان لن يوافق على الأرجح على هذه الخطوة، لكنه قال إن ألمانيا قد تساهم بطرق أخرى. وبالتالي فإن الوزير الالماني لم يمنح نظيره الأمريكي أية آمال في مشاركة الجيش الألماني في تدخل عسكري حال استخدام قوات الرئيس السوري بشار الأسد لأسلحة كيميائية.
وقال ماس: "كان لدى مايك بومبيو معلومات جيدة للغاية عن النقاش السياسي الذي جرى في ألمانيا بهذا الشأن". وأضاف وزير الخارجية الألماني أن نظيره الأمريكي يعلم أنه "لا يمكن اعتبار" تفويض البرلمان الألماني "بوندستاج" بهذا الشأن "أمرا محتملا بشكل كبير".
كما تعهد وزير الخارجية الألماني ماس للولايات المتحدة الأمريكية بتقديم دعم في المساعدات الإنسانية لسوريا، حال وقوع هجوم سوري على محافظة إدلب، آخر معقل رئيسي لفصائل المعارضة السورية. وأكد أن ألمانيا على استعداد لتحمل المسؤولية.
من جانب آخر قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إن منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية فعالة، مضيفاً أنه لا توجد خطط لتحركات عسكرية كبرى في المنطقة. وقال بوتين في إشارة إلى منطقة خفض التصعيد التي أقامتها روسيا وتركيا في إدلب "لدي كل الأسباب التي تدعوني للاعتقاد بأننا سنحقق أهدافنا".
وأضاف الرئيس الروسي: "يعني هذا أنه ليس هناك توقعات بأعمال عسكرية واسعة النطاق هناك... العمل العسكري من أجل العمل العسكري غير ضروري".
ي.ب/ ع.غ (د ب أ)
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
أهمية استراتيجية
تعتبر محافظة إدلب في شمال غربي سوريا آخر المعاقل الرئيسية لفصائل المعارضة، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة فهي من جهة محاذية لتركيا الداعمة للمعارضة، ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية. كما أن مدينة إدلب (مركز المحافظة) لا تبعد عن طريق حلب - دمشق الدولي سوى 20 كليومتراً.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
إدلب الخضراء
قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا كان غالبية سكان إدلب يعتمدون على الزراعة وخصوصاً الزيتون والقطن والقمح. وبسبب اشتهارها بزراعة الزيتون فقد كان يطلق عليها "إدلب الخضراء". كما أنها كانت سوقاً تجارياً واسعاً للمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى كونها أحد مراكز صناعة الصابون في سوريا.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
أرض مملكة إيبلا
وتعرف محافظة إدلب بكثرة متاحفها ومواقعها الأثرية التي تعود لحقب تاريخية قديمة، ومن أبرزها مدينة إيبلا الأثرية، إحدى أقدم الممالك في سوريا قبل الميلاد. قبل اندلاع النزاع في 2011، كان متحف إدلب يتميز باحتوائه على مجموعة قيمة من الرقم المسمارية، التي تروي عبر نصوص سياسية وأدبية تاريخ مملكة إيبلا. إلا أن المتحف الذي أُعيد افتتاحه هذا الشهر، لم يسلم خلال سنوات الحرب من القصف وأعمال السرقة والنهب.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
معقل للمعارضة
انضمت محافظة إدلب سريعاً إلى ركب الاحتجاجات على النظام السوري التي اندلعت في آذار/ مارس 2011، والتي تحولت لاحقاً الى نزاع مسلح تعددت أطرافه. وفي آذار/ مارس 2015 سيطر "جيش الفتح"، وهو تحالف يضم فصائل إسلامية وجهادية بينها جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة بسوريا) التي تحولت إلى "هيئة تحرير الشام" على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
اقتتال داخليّ
بعد اقتتال داخلي بين الفصائل المتعددة في 2017، باتت هيئة تحرير الشام تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مقابل تواجد محدود لفصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي. وفي 18 شباط/ فبراير 2018، أعلنت الحركتان المذكورتان اندماجهما تحت مسمى "جبهة تحرير سوريا" لتخوضا مجدداً معارك مع جهاديي هيئة تحرير الشام.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
مليونان ونصف المليون
ومنذ سيطرة فصائل المعارضة عليها، وطوال سنوات، شكلت محافظة إدلب هدفاً للطائرات الحربية السورية والروسية، كما استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديين جهاديين فيها بشكل دوريّ. ويعيش في إدلب حالياً نحو 2,3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون نزحوا من مناطق أخرى، مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا إلقاء السلاح ولا سيما من الغوطة الشرقية التي خضعت لحصار طويل وهجمات عنيفة.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
هجمات كيميائية
منذ 2014 تعرضت إدلب إلى عدة هجمات كيميائية، فبعد تأكيد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن قوات النظام استخدمت الغازات السامة في كل من بلدة تلمنس (21 نيسان/ ابريل 2014) وبلدتي سرمين وقميناس (آذار/ مارس 2015)، تعرضت مدينة خان شيخون لهجوم كيميائي في 2017، أدوى بحياة عشرات الأشخاص بينهم 30 طفلاً. واتهمت الأمم المتحدة النظام السوري بشن الهجوم، رغم نفي الأخير.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
تصعيد في منطقة "خفض التصعيد"
تشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في أيار/ مايو 2017 في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق في إدلب في أيلول/ سبتمبر الماضي. لكنها تعرضت نهاية 2017 لهجوم عسكري تمكنت خلاله قوات النظام بدعم روسي من السيطرة على عشرات البلدات والقرى في الريف الجنوبي الشرقي وعلى قاعدة عسكرية استراتيجية.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
الأسد: هدفنا الآن إدلب
أكد الرئيس السوري بشار الأسد في 26 تموز/ يوليو الماضي أن "هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد". وفي 9 آب/ أغسطس الجاري قصفت قوات موالية للنظام السوري مواقع في إدلب قالت بأنها لفصائل معارضة وجهاديين وألقت منشورات تدعو السكان للاستسلام.
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
تحذيرات من "حمّام دم"
ودعت الأمم المتحدة إلى التوصل إلى "اتفاقات" لتفادي "حمام دم" في إدلب، وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان ديمستوريا قد قال في أيار/ مايو إنه في حال تكرار سيناريو الغوطة في إدلب فإن حجم الدمار وأعداد الضحايا قد تكون أكبر بست مرات، مشيراً إلى نصف الناس الذين يعيشون في إدلب، البالغ عددهم 2,3 مليون شخص، نازحون و"ليس لديهم مكان آخر يلجؤون إليه".
-
إدلب الخضراء.. طبول الحرب تقرع في "أرض مملكة إيبلا"
تمهيد للهجوم؟
وبعد أن اتهمت روسيا فصائل المعارضة بالتحضير لعمل "استفزازي" يتمثل بهجوم كيميائي في إدلب بهدف تحميل دمشق المسؤولية عنه واستخدامه كمبرر للقوى الغربية لضرب أهداف حكومية في سوريا، أبدت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي قلقاً متزايداً على مصير ملايين المدنيين في إدلب، خصوصاً بعد أن عززت روسيا من وجودها العسكري قبالة السواحل السورية، فهل سيتكرر سيناريو الغوطة في إدلب؟ محيي الدين حسين