بداية متعثرة جداً لإدراج فيسبوك في البورصة
٢٥ مايو ٢٠١٢
ما أن أُعلن عن طرح أسهم الفيسبوك في البورصة، حتى سارع الكثير من المستثمرين إلى شراء أسهم أكبر موقع للتواصل الاجتماعي. وبخلاف التوقعات، وبدل أن تشهد أسهم الفيسبوك ارتفاعاً، خسرت في غضون أيام قليلة حوالي 20 في المائة من قيمتها. وأدرج سهم الفيسبوك في البورصة يوم الجمعة الماضي (18 أيار/ مايو 2012) بسعر 38 دولاراً.
وبعد مرور ثلاثة أيام عن تداول أسهم الفيسبوك في البورصة، تكبد المستثمرون خسارة قاربت 18 في المائة. وحسب صحيفة وول ستريت جورنال فإن اكتتاب الفيسبوك اعتبر أسوأ اكتتاب تسجله مؤسسة أمريكية منذ 2007.
انتقادات كبيرة
ومن بين 24 شركة أُدرجت مؤخراً في البورصة تكبدت ثمانية منها خسارة بعد مرور ثلاثة أيام على تداولها في البورصة. وجاء الفيسبوك في المرتبة ما قبل الأخيرة، تلته الشركة التي يدير أصولها Och-Ziff بـ13 في المائة. ومن بين الخاسرين أيضاً شريك الفيسبوك Zynga، المتخصصة في الألعاب، إذ بلغت خسارتها 8 في المائة.
وبشكل خاص تعرض بنك الاستثمار Morgan Stanley، الذي نظم عملية اكتتاب الفيسبوك في البورصة، لانتقادات شديدة تتهمه بأنه طرح عدد سندات أكبر من اللازم في السوق، وبشكل لا يتوافق مع حجم الطلبات.
وفي يوم الجمعة الماضي، أول يوم تداول لأسهم الفيسبوك في البورصة، بذل مصرفMorgan Stanley والبنوك التابعة له جهوداً كبيرة للحفاظ على سعر السهم عالياً. ويرى روبرت هالفر، كبير المحللين في بنك Baader، بأنها خطوة عادية. ويضيف هالفر قائلاً: "تلجأ المؤسسات المصرفية إلى هذا الإجراء في حالة عدم استقرار الأسعار، فمن الطبيعي أن تحاول هذه المؤسسات طرح الأسهم الأولى بسعر مقبول". وينصح الخبير المالي المستثمرين بالتأني ليحصلوا على أسعار أفضل.
علاوة على ذلك شهدت عملية الاكتتاب عراقيل اعتبرت الأكثر إحراجاً في تاريخ إدراج أسهم الشركات في البورصة، إذ انتظر المستثمرون ساعات طويلة لمعرفة ما إذا تم قبول اكتتاباتهم في البورصة أم لا. وذلك بسبب عدم استيعاب الحواسيب للكم الهائل من طلبات الاكتتاب، الأمر الذي يعتبره هالفر خطأ بدائياً لا يُمكن ارتكابه في معقل الرأسمالية.
واعتذر مدير بورصة ناسداك عن هذا الخلل، معترفاً بأن البورصة لم تكن في أحسن حالاتها ذلك اليوم. من جهتها فتحت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تحقيقاً بهذا الشأن بعد أن تقدم لها المتضررون بالشكاوى.
سوء استخدام البيانات الخاصة
غير أن هناك الأخبار السارة بالنسبة للقائمين على موقع فيسبوك سرعان ما تواردت في قضية أخرى، إذ تمكنوا من تسوية خلاف قانوني نشأ، بعد أن تقدمت مجموعة من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي بشكوى، يتهمونه فيها بسوء استخدام بياناتهم الشخصية لأغراض تجارية. وقد تم الإعلان عن ذلك في وثائق قضائية، نُشرت في سان فرانسيسكو، لكن دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بخصوص هذه التسوية.
يُذكر أن موقع فيسبوك الذي يقدر عدد مستخدميه بـ900 مليون شخص، يخضع منذ مدة لرقابة المؤسسات المكلفة بحماية البيانات الخاصة، وذلك لطريقة تعامله مع البيانات الشخصية لمستخدميه.
مونيكا لومولير/ هشام الدريوش
مراجعة: عماد غانم