ايطاليا تعتذر لليبيا عن حقبة الاستعمار وتعوضها بمليارات الدولارات
٣٠ أغسطس ٢٠٠٨بعد 40 عاما من الخلافات بين البلدين أقرت روما اليوم السبت بالمسؤولية الأخلاقية والأضرار التي لحقت بالشعب الليبي أثناء فترة الاستعمار الإيطالي. ووقّع الزعيم الليبي العقيد،معمر القذافي، ورئيس الحكومة الإيطالية، سيلفيو برلوسكوني "اتفاقية تعاون وشراكة وصداقة" بين حكومتي بلديهما، تقضي بدفع تعويضات إيطالية عن الحقبة الاستعمارية لليبيا.
وأعلن برلوسكوني في مستهل زيارته لليبيا، أن بلاده ستدفع للأخيرة خمسة مليارات دولار على مدى السنوات الـ25 المقبلة تعويضا عن الفترة الاستعمارية. وأكد أن هذا الأمر هو "اعتراف أخلاقي بالأضرار التي لحقت بليبيا على من قبل ايطاليا خلال فترة الحكم الاستعماري"، مجددا في الوقت ذاته "أسفه وأسف الشعب الإيطالي" عن هذه الحقبة.
القذافي: إيطاليا أصبحت دولة صديقة
بمقتضى هذا الاتفاق بين البلدين سوف يتم استثمار 200 مليون دولار سنويا على مدى 25 سنة قادمة من خلال تنفيذ مشروعات استثمارية في ليبيا، وفقا لما قاله رئيس الوزراء الإيطالي، الذي أردف قائلا إن هذا الاتفاق يضع نهاية لأربعين سنة من الخلافات.
من جانبه قال الزعيم الليبي أثناء حفل التوقيع إن الاتفاق يفتح الباب للتعاون المستقبلي والشراكة بين ايطاليا وليبيا، مشيرا إلى أن ايطاليا تعتذر في هذه الوثيقة التاريخية عن القتل والدمار والظلم ضد الليبيين أثناء الحكم الاستعماري. ووصف الزعيم الليبي، الذي طرد السكان الايطاليين في عام 1970 وصادر ممتلكاتهم، إن ايطاليا اليوم "هي دولة صديقة".
ووصل برلسكونى إلى مدينة بنغازى شرق العاصمة الليبية طرابلس في زيارة إلى ليبيا للمشاركة في احتفالات الشعب الليبي بالعيد 39 للثورة الليبية. يذكر أن ليبيا وايطاليا تتفاوضان منذ سنوات على اتفاق حول ما ينبغي أن تدفعه روما إلي السلطات الليبية تعويضا عن فترة الاستعمار الإيطالي لليبيا.
صفقات ضخمة
وفي المقابل ستفوز الشركات الإيطالية بعقود ضخمة في مجال الطاقة، بالإضافة إلى تعهد طرابلس بتشديد الإجراءات الأمنية لوقف تدفق المهاجرين إلى ايطاليا بشكل غير مشروع، بما في ذلك إجراء دوريات بحرية مشتركة. وفي معرض تعليقه على هذا الاتفاق قال عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الليبي، إن الاتفاق سيسمح للبلدين "بتجاوز" تداعيات الماضي والمضي قدما لفتح أفق جديد للمستقبل.
وتتهم ليبيا إيطاليا بقتل آلاف الليبيين وتشريد ألاف آخرين من قراهم في الصحراء ومدنهم المطلة على البحر المتوسط خلال الاستعمار الايطالي لليبيا بين عامي 1911 و1943. يشار إلى هذا التطبيع الكامل للعلاقات بين طرابلس وروما يأتي قبيل زيارة تاريخية مرتقبة الأسبوع المقبل لوزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى ليبيا تدشن فيها صفحة جديدة في العلاقات الأميركية الليبية.