1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انسحاب إسرائيل من"الغجر"ـ عودة أرض لبنانية ومعها أزمة إنسانية

١٧ نوفمبر ٢٠١٠

صادقت الحكومة الإسرائيلية اليوم على قرار الانسحاب من الشطر اللبناني لقرية الغجر، وتسليمها لقوات حفظ السلام الدولية. الأنظار تُسلط على أوضاع 1500 شخص من سكان هذه القرية، الذين يرفض بعضهم القرار لأسباب تتعدد تفسيراتها.

https://p.dw.com/p/QBdb
أهالي قرية الغجر يحتجون على قرار إسرائيل الانسحاب من الشطر الشمالي
أهالي قرية الغجر يحتجون على قرار إسرائيل الانسحاب من الشطر الشماليصورة من: AP

جاءت مصادقة الحكومة الأمنية الإسرائيلية اليوم الاربعاء(17 نوفمبر/تشرين الثاني)على الخطة المزمعة للانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر، المتنازع عليها، تنفيذا متأخرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وقوات "حزب الله" اللبنانية عام 2006. ويطرح القرار العديد من التساؤلات بشأن أوضاع سكان هذه القرية، لاسيما في ظل اعتراض بعضهم على التقسيم، رافضين التجزئة ومطالبين بانسحاب كامل، فضلا عن تفضيل بعض آخر ضم الشطرين الشمالي والجنوبي إلى سوريا.

وقال بيان للحكومة الإسرائيلية إن "اللجنة الوزارية الأمنية قررت اليوم الموافقة على مبادئ الاقتراح الذي قدمته الأمم المتحدة و"اليونيفيل" لانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من الشطر الشمالي لبلدة الغجر". لكن البيان لم يحدد تاريخ هذا الانسحاب، ولم يضع له جدولا زمنيا. واكتفى البيان بالإشارة إلى أن الحكومة الأمنية المصغرة "كلفت وزارة الخارجية بوضع اللمسات النهائية على الاتفاقات المؤقتة مع الأمم المتحدة وقائد "اليونيفيل".. للتقدم في الملف بأسرع وقت ممكن".

وبرأي الكاتب الصحافي اللبناني عمر حرقوص فإن الانسحاب الاسرائيلي من قرية الغجر "خطوة جاءت متأخرة لكنها تحقق للبنانيين بعضا من مطالبهم"، وفي حوار مع دويتشه فيله قال حرقوص معلقا على ردود فعل بعض سكان القرية الرافضين للانسحاب الإسرائيلي، إن ذلك يعود لأسباب تاريخية واجتماعية. وكانت الأمم المتحدة - عقب الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من جنوب لبنان عام 2000 - قد قامت بترسيم الخط الأزرق الذي وضع الشطر الشمالي من قرية الغجر في لبنان، والجنوبي في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.

أزمة هوية

سكان قرية الغجر يواجهون المجهول
سكان قرية الغجر يواجهون المجهولصورة من: AP

ومنذ انتهاء حرب تموز 2006، وصدور القرار 1701 عن مجلس الأمن الدولي، القاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الشطر الشمالي لقرية الغجر، ظلت القيادة الإسرائيلية ترجئ قرار الانسحاب خشية تسلل قوات "حزب الله" لتلك المنطقة الحدودية الحساسة.

وبرأي عمر حرقوص الكاتب الصحافي في صحيفة" المستقبل" التابعة لحزب "تيار المستقبل" الذي يتزعمه سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، فإن "أسلوب التحرك الدبلوماسي الذي قامت به الحكومتان اللبنانية السابقة والحالية مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والقيادة الفرنسية السابقة جاء بنتيجة إيجابية". وأضاف أن "هذه المسألة تأخرت لكننا استطعنا من خلال الدبلوماسية الحصول على بعض ما نطالب به كلبنانيين".

وحول سكان القرية أنفسهم، الذين باتوا يعانون أزمة هوية بعد أعوام من الاحتلال الإسرائيلي، قال حرقوص: "من المعروف أن سكان هذه القرية من طائفة العلويين، سوريي الأصل، بل إن جزءً كبيراً منهم كان يعيش في سوريا، كما أن بعضهم أقرباء للرئيس السوري نفسه بشار الأسد". وأضاف حرقوص "في الوقت نفسه، هم حاملون للجنسية الإسرائيلية التي حصلوا عليها عام 1982 بطلب منهم". وأوضح الصحافي اللبناني أن "الجزء الشمالي من قرية الغجر ليس أراض تابعة للغجر، إنما هي أراض تابعة للدولة اللبنانية، وهم احتلوها يوم دخل الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية أثناء الاجتياح عام 1982 وبدءوا البناء هناك في هذه الأراضي". وقال "نحن لدينا مشكلة في وجودهم على أرضنا، لأنهم يحملون الهوية الإسرائيلية، والعلاقة بين لبنان وإسرائيل مقطوعةّ".

" قوات يونيفيل لن تدخل إلا على جثثنا"

صورة أرشيفية للقوات الإسرائيلية في قرية الغجر
صورة أرشيفية للقوات الإسرائيلية في قرية الغجرصورة من: picture-alliance/dpa

وأكد الصحفي اللبناني عمرحرقوص أنه "من الناحية القانونية هم يعتبرون من أعداء الدولة ومن الصعب على النظام اللبناني أن يتقبلهم"، وأضاف"يجب عليهم إما أن ينضموا إلى إسرائيل أو أن يتخلوا عن الهوية الإسرائيلية ويعودوا إلى هويتهم السورية لكي يستطيعون العيش في لبنان من الآن إلى أن يتم حل مشكلة باقي قرية الغجر، والانسحاب من الجولان المحتل، كي يتسنى لهم العودة إلى الدولة السورية التي ينتمون إليها في الأساس".

غير أن حرقوص أكد في الوقت نفسه أن الحكومة اللبنانية تتعاطى مع هذه المسألة "بجدية واحترام لهم كبشر، ومع الوضع في الحسبان الاعتبارات الإنسانية"، كما استبعد احتمال نشوب أزمة بين سوريا ولبنان على خلفية تلك المشكلة، وقال:"لا أظن ذلك أبدا لأن الحكومة اللبنانية تسعى لإيجاد حل سريع لهذه المسألة، وتحاول في الوقت نفسه إقناع هؤلاء الأهالي بمراجعة سلطتهم المرجعية، أي سوريا، لترتيب أوراقهم الرسمية، للتعامل معهم كمواطنين سوريين مقيمين على أراضي لبنان، عليهم هم القيام بخطوة الاتصال بدولتهم السورية".

وعلى الجانب الآخر، شهدت قرية الغجر احتجاجات من السكان على الانسحاب من الشطر الشمالي دون الجنوبي، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن نجيب خطيب، الناطق بلسان المجلس البلدي للقرية، قوله إن دخول قوات الأمم المتحدة إلى "الجزء الشمالي من القرية سيكون على جثث سكانها". وأضاف "لا علاقة لنا بلبنان، فنحن منفصلون عنه بحدود طبيعية هي نهر الوزاني". واعتبر الخطيب أن انسحاب إسرائيل من الشطر الشمالي "سيقسم عائلات إلى شطرين.. يستحيل أن تتمكن اليونيفل من السيطرة على الوضع، ولا يمكن الطلب من سكان الشطر الشمالي أو أطفاله الخضوع لمراقبة القبعات الزرق للذهاب إلى المدرسة أو إلى المستوصفات أو المركز الرياضي أو مؤسسات القرية التي تقع جميعها في الشطر الجنوبي".

أميرة محمد

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد