الهاتف الجوال لعرض الأفلام في المستقبل المنظور
يتسارع تطوّر تكنولوجيا المعلومات هذه الأيام بشكل يفوق الخيال. وفي هذا الإطار يتم حالياً العمل لتزويد الهواتف المحمولة بشريحة تخزين إلكترونية إضافية نظراً لعدم كفاية شرائح التخزين الحالية. وتصل قدرة شرائح التخزين الرفيعة (Flashkarten) على حفظ المعلومات هذه الأيام إلى ما يقرب ميجا بايت (1 Megabyte)، لكن هذه السعة لم تعد تلبي احتياجات حفظ الموسيقى والخرائط والأفلام وغيرها.
استجابة للمتطلبات الجديدة قام خبراء الشركة الأمريكية العملاقة للكمبيوتر (IBM) بعرض تقنية جديدة يمكن من خلالها استيعاب كمية أكبر من البيانات. وقال د. كريستوف هاغلايتر من وحدة تقنية تخزين المعلومات حول هذا التطور العلمي في معرض حديثه عن مشروع شرائح تخزين "ميليبيدي (Millipede-Speicher)": " نريد الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات على أصغر قدر ممكن من المساحة، وهذا يعتمد على التكنولوجيا القائمة على تقنية الطاقة الميكروسكوبية عالية الكفاءة (Raster-Kraftmikroskopie)، حيث يمكن للمستخدم من خلال ذلك كتابة المعلومات بواسطة رأس مدبب على وسط بوليمي (Polymer-Medium)، وهو ما يعمل على ضغط المعلومة لتصل إلى 10 نانو/ متر."
أفلام بحجم طابع البريد
توفر التقنية الجديدة التي لا تزال تحت التجربة إمكانية تخزين 25 فلم (DVD) على مساحة صغيرة بحجم الطابع البريدي. وهنا يؤكد هاغلايتر على أن هذا التطور لا يمثل نهاية المطاف: "هدفنا هو على سبيل المثال العمل على تطوير أجهزة لها القدرة على تخزين الأفلام، ومن خلالها يمكن للشخص حفظ الصور والفيديو في شريحة واحدة."
وتتركز التقنية الجديدة على تصميم قام به غيرد بينيغ حامل جائزة نوبل للعلوم. وهي عبارة عن مفتاح صغير مكون من السليكون الذائب في ثقوب دقيقة متعددة يمكن لها قراءة المعلومات من الجهاز. وتعمل الحرارة والطاقة الالكترومغنطيسية إلى جانب الحركة المباشرة على التأثير المشترك. وعند دمج مجموعة من هذه المفاتيح مع بعضها البعض يمكن الوصول إلى سرعة كبيرة في قراءة وكتابة المعلومات بغض النظر عن حجم التخزين للشريحة. وتكمن أولوية الباحثين في الوصول إلى سعة تخزين تصل إلى عشرة أضعاف ما تعمل به الشرائح الموجودة في السوق حالياً.
مساحة تخزين عالية
يتوقع الباحثون أنه بالإمكان التوصل إلى سعة تخزين تصل إلى 10 جيجابايت على مثل هذه المساحة الصغيرة. ويقول هاغلايتر: "الجميل هنا يكمن في أنه ومن خلال هذه التقنية التي تحتاج إلى وقت طويل، يمكننا البناء على سعة التخزين هذه قبل أن تواجهنا أي مشكلة."
وبما أن هذا الاختراع بحاجة إلى ما يقرب العامين حتى يصل إلى يد المستهلك، فإن المصممين يعكفون على البحث عن مؤسسات وشركات لتبنيه. ولا يشكل الأمر عائقاً أمامهم لأن الكثير من الشركات التكنولوجية ترغب بالحصول على مثل هذه الاختراعات. ويزيد من رغبتها بذلك إمكانية تحسين كفاءة الأجهزة من خلال تبديل الشرائح، أي دون الحاجة لاستبدالها بالكامل.