1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الغابة السوداء - وجه مشرق للسياحة في ألمانيا

Ahmad Hissou١٨ مارس ٢٠١٢

تسجل بعض المناطق الألمانية انخفاضاً في عدد الزوار، لكن بعضها الآخر يعرف ازدهاراً ملموساً. وإلى جانب المدن الكبيرة مثل برلين وهامبورغ وميونخ، تعتبر منطقة الغابة السوداء مركزاً يستقطب أعداداً متزايدة من السياح الأجانب.

https://p.dw.com/p/14LC4
صورة من: picture-alliance/dpa

تتقلب الحياة في ربوع ألمانيا بتغير فصول السنة، من الجميل إلى الأجمل، وتتميز بعض المناطق عن الأخرى برومانسيتها. لكن لا توجد منطقة رومانسية تفوق منطقة الغابة السوداء التي يطلق عليها الألمان اسم "شفارتز فالد". وسميت بهذا الاسم نظراً لغاباتها المهيبة المتشحة بالسواد وبخاصة في فترة المساء لكثافة أشجارها الصنوبرية المخضرة طوال العام. وتتميز هذه المنطقة التي تضم الكثير من المدن الكبرى أبرزها شتوتغارت وبادن بادن في الشمال واوفنبورغ وفرايبورغ في الوسط إضافة إلى مئات القرى الصغيرة والمزارع والحقول، بوجود بحيرات وشلالات وجداول مائية ومراع تتداخل مع الغابات، خاصة في الركن الجنوبي المحاذي لسويسرا. وخلال الصيف يخترق الضباب والغيوم منازلها التقليدية ذات الطابع المعماري الجميل والواقعة على الهضاب. كل هذه المعالم تجذب الزائر إلى هذه المنطقة.

عش الوقواق في الجناح الزجاجي

تُعبر بيوت الغابة السوداء بطبيعتها الرومانسية عن روعة ولاية بادن فورتنبيرغ التي تُرضي جميع الأذواق. وفندق "هوفغود شتيرنِن"، الكائن عند مدخل قرية هولينتال القريبة من مدينة فرايبورغ، مثال على ذلك، غذ يتميز بشرفاته الخشبية وأصص الأزهار المنتشرة على حواف النوافذ. الفندق الذي له شاعرية خاصة تغنى بها يوماً الشاعر الألماني غوته حين حلّ ضيفاً على المنطقة ومر عبر الأخاديد ذات الطبيعة الخلابة "رافينّاشلوخت".

اليوم يتوافد "، سواح من هولندا وأميركا وفي بعض الأحيان من الهند للمبيت في هذا الفندق، الذي يحتوي على غرفة تسمى بكوكوسنوس أي "عش الوقواق" وأخرى يطلق عليها "غلاسهاوس سويت" أي "جناح البيت الزجاجي.

Uhrenfassade des "Kuckucksnests" beim Hofgut Sternen Höllental
بدأ فندق "هوفغود شتيرنِن" بدأ منتصف 1990 بالترويج السياحي لألمانيا في الهندصورة من: Hofgut Sternen GmbH & Co. KG

رقم قياسي


تشتهر منطقة الغابة السوداء بموقعها الجغرافي الهام، كما تشتهر بالصناعات الحرفية والمصنوعات الخشبية والزجاجية وصناعة ساعات الحائط  الجميلة المعروفة بـ"كوكو كلوك" المزودة بطائر خشبي يخرج من الساعة في أوقات محددة ليطلق صيحاته المعهودة ثم يعود إلى داخلها. هذا ما جعل منطقة الغابة السوداء تغدو واحدة من أكثر الوجهات السياحية الألمانية شهرة في العالم.

مناطق كثيرة في ألمانيا تقع بين جبال الألب وبحر الشمال أصبحت تجذب السياح من جميع أنحاء المعمورة بشكل متزايد، وباتت تسجل أرقاماً قياسية كبيرة في عدد زوارها. الإحصائيات التي أُعلن عنها مؤخراً في بورصة السياحة العالمية "utb" في برلين تؤكد ذلك. حيث سجل في عام 2011 أكثر من 63.8 مليون إشغالاً للغرف في الفنادق الكبيرة والصغيرة بسياح قادمين من خارج ألمانيا، أي بزيادة قدرها ستة في المائة عن عام 2010. ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو، حيث يتوقع مركز السياحة الألماني أنه بحلول عام 2020 سوف تسجل السياحة في ألمانيا ثمانين مليون حجز للغرف من خارج البلاد.

نحو 25 بالمائة من عدد السياح في الغابة السوداء هم من خارج ألمانيا، وهذه النسبة العالية لم تحظَ بها أي منطقة ألمانية أخرى. وأغلب سياح المنطقة من هولندا وفرنسا ومن سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية. هنا يقول تورستن رودولف من الرابطة السياحية في "شفارتز فالد": "في السنوات الأخيرة بدا عدد السياح القادمين من دول آسيا في الزيادة". وهؤلاء السياح الآتين من الهند والصين، يمكثون أياما عديدة هنا. فبعد زيارة قصيرة لبحيرة " تيتيزيه نوي شتات" والتجول على رصيف مينائها بين محال بيع التذكارات يتوجه هؤلاء السياح إلى أماكن جذابة أخرى.

لماذا تراجع السياح في الريف؟

يحبذ السواح الآسيويون ـ إلى جانب منطقة الغابة السوداء ـ ولاية بافاريا والمدن الكبيرة مثل هامبورغ وبرلين وكولونيا. ومن ناحية أخرى لا ترى أحداً من هؤلاء السياح يقوم بزيارة إلى ولاية مكلنبورغ-فوربومرن مثلاً. على العكس من الهولنديين والاسكندينافيين الذين يتوجهون إلى بحر البلطيق ومنطقة بحيرات مكلنبورغ. تدل الإحصائيات هنا على تراجع عام 2011عدد السياح الأجانب الذين يقصدون المناطق الريفية الألمانية بشكل عام. في ولاية مكلنبورغ- فوربومرن على سبيل المثال انخفض عدد المبيت بنسبة 5.8 بالمائة والسبب يعود إلى طرق السفر والنقليات الرديئة، حسبما يعتقد يورغن زايدل، رئيس الرابطة السياحية في الولاية. ويضيف المتحدث قائلاً: "هناك حاجة ملحة لربط المنطقة جوياً مع المطارات الدولية".

السياحة والتسوق


في المناطق الريفية بولاية مكلنبورغ-فوربومرن نادرة هي المطارات الدولية ومحطات السكك الحديدية التي تصل إليها القطارات السريعة. وفي ولاية شليسفيغ هولشتاين فليست الحال بأفضل. كما لا توجد هناك مجمعات للتسوق في هذه المناطق. عن هذا تعلق تاتيانا تيم، أستاذة مادة السياحة في الجامعة التقنية للتصميم والعلوم التطبيقية بمدينة كونستانس بالقول: "ما يهم السائح في ألمانيا إضافة إلى زيارة الأماكن السياحية هو التسوق أيضاً". وتضيف المتحدثة بالقول: "لذلك تتركز وجهة السياح غالباً على المدن الكبيرة."  ولهذا السبب لا تأخذ المناطق الريفية نصيبها من حركة السياحة في ألمانيا.

انفق السياح الأجانب في رحلاتهم لألمانيا عام 2011 قرابة 36.6 مليار يورو، وهنا اكتشفت الروابط السياحية الألمانية أسواقاً جديدةً في آسيا للترويج السياحي في ألمانيا، حيث السياح من الطبقة العليا والمتوسطة التي تملك قوة شرائية عالية. وكما تقول بترا هيد أوفر، الرئيس التنفيذي للبورصة السياحية الألمانية: "تعد الهند إلى جانب الصين من أهم الأسواق التي تزيد نمواً بالنسبة للسياحة في ألمانيا". ويعد السفر إلى ألمانيا في بلدان مثل البرازيل وروسيا والهند والصين رمزاً للمكانة العالية في المجتمع.

Flash-Galerie Baden-Württemberg
تشتهر منطقة الغابة السوداء بصناعة ساعات الحائط ‏ ‏الجميلة المعروفة بـ"كوكو كلوك"صورة من: picture alliance / Bildagentur Huber

"كوكو كلوك" إلى الهند


تم أخيراً التعرف على إمكانيات هذه العروض في منطقة الغابة السوداء، إذ يقول تورستن رودولف من الرابطة السياحية في منطقة شفارتز فالد: "نحن جادون بالعمل الترويجي في الهند والصين وتايلاند وفيتنام".  ويورغن دروبه الذي يدير مع أشقاءه الثلاثة فندق "هوفغود شتيرنِن" بدأ منتصف 1990 بالترويج السياحي لألمانيا في الهند. عن ذلك يقول دروبه إن مجموعات سياحية غامرت في البدء بالسفر إلى الغابة السوداء، واليوم تراهم يأتون بوفرة، عائلات وأفراد.

في موسم السياحة الذي يمتد سنوياً من نيسان/ أبريل إلى حزيران/ يونيو، يقدم مطعم فندق "هوفغود شتيرنِن" وجبات هندية، وذلك كي لا يفتقد السواح الوجبات الهندية وصلصة الكاري وهذا يندرج تحت خدمة التسوق التي أصبحت ضرورية. ومن هنا، من منطقة الغابة السوداء تسافر الهدايا، مثل ساعة الحائط الخشبية "كوكو كلوك" إلى جميع أنحاء العالم، وبطبيعة الحال: إلى الهند أيضاً.


توبياس كوبرلاين / فؤاد آل عواد

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات