العفو الدولية: الجيش المصري أجبر فتيات على اختبار العذرية
٢٨ مارس ٢٠١١أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الاثنين أنه يحقق في اتهامات وجهتها منظمة العفو الدولية لأفراد من الجيش بتعذيب متظاهرات القي القبض عليهن في ميدان التحرير وخصوصاً بإجراء "اختبارات عذرية بشكل قسري" لهن. وقال المجلس الأعلى في بيان نشره على صفحته الرسمية على شبكة فيسبوك إنه "بشأن ما ورد وما تردد في الفترة الأخيرة عن قيام أفراد من القوات المسلحة بتعذيب فتيات تم اعتقالهن خلال الاعتصام في ميدان التحرير، فإننا نؤكد أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقوف على صحة هذا الموضوع واتخاذ ما يلزم تجاهه".
إهانة النساء لمجرد كونهن نساء
ودعت منظمة العفو الدولية يوم الأربعاء الماضي السلطات المصرية "للتحقيق في ادعاءات جدية" بالتعذيب بما في ذلك "اختبارات عذرية قسرية، أُجريت من قبل الجيش لمتظاهرات نساء تم اعتقالهن في ميدان التحرير" في بداية الشهر الجاري". وأضافت المنظمة في بيان لها: "بعد أن أخلى ضباط من الجيش ميدان التحرير في التاسع من آذار/ مارس مستخدمين العنف، احتجزت 18 امرأة على الأقل لدى الجيش". وبحسب البيان فإن متظاهرات قلن للمنظمة الدولية إنهن تعرضن للضرب ولصدمات كهربائية وطلب منهن خلع ملابسهن لتفتيشهن ذاتياً، فيما كان جنود رجال يقومون بتصويرهن، ثم اجبرن بعد ذلك على اختبارات عذرية وتم تهديدهن بتوجيه اتهامات بممارسة الدعارة لهن. وقالت المنظمة إن "اختبارات العذرية شكل من أشكال التعذيب إذا تمت بالإجبار أو بشكل قسري"، مشددة على أن هذا أمر "غير مقبول بالمرة وان الهدف منه إهانة النساء لمجرد كونهن نساء".
تصوير المعتقلات أثناء اختبار العذرية
وأكد البيان أن سلوى الحسيني البالغة من العمر 20 عاماً أبلغت منظمة العفو الدولية انه بعد اعتقالها ونقلها إلى سجن عسكري في الهايكستب (شرق القاهرة) طلب منها ومن كل النساء الأخريات أن يخلعن كل ملابسهن لكي تقوم حارسة امرأة من السجن بتفتيشهن في غرفة ببابين مفتوحين ونافذة. وأضافت الناشطة أنه "أثناء هذا التفتيش كان جنديان ينظران داخل الحجرة ويلتقطان صورا للنساء العاريات".
وتابع البيان "تم إخضاع النساء لاختبار عذرية في غرفة أخرى وقام بهذا الاختبار رجل يرتدي معطفاً ابيض". وأكدت المنظمة أن "ضباط الجيش حاولوا إهانة النساء أكثر بالسماح لرجال بمشاهدة وتصوير ما يحدث مع تهديد ضمني بأن النساء قد يتعرضن لضرر اكبر إذا تم نشر هذه الصور". عن هذا قالت الصحفية رشا عزب، التي اعتقلت هي الأخرى في ميدان التحرير، لمنظمة العفو الدولية إنه تم تغطية عينيها وضربها وتوجيه السباب إليها. يُذكر انه تم إطلاق سراح رشا عزب مع 4 رجال يعملون كذلك صحفيين بعد عدة ساعات ولكن 17 امرأة أخرى نقلن إلى سجن عسكري في الهايكستب.
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن مركز النديم لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، وهو منظمة حقوقية مصرية، "جمع شهادات تتطابق مع شهادتي رشا عزب وسلوى الحسيني"، موضحة أن النساء الـ17 حوكمن في 11 آذار/ مارس الجاري أمام محكمة عسكرية ثم تم إطلاق سراحهن بعد يومين بعد أن صدرت أحكام على العديدات منهن بالسجن سنة مع وقف التنفيذ.
(ع.غ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبد الرحمن عثمان