ذكر مصدر عسكري أن القوات المسلحة السودانية تمكنت، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، من استعادة جميع مقار المخابرات في الخرطوم من قبضة عناصر أمن متمردة.
وقال المصدر لرويترز "القوات المسلحة تستلم جميع مقار هيئة العمليات بعد نجاح تفاوض قاده مدير جهاز المخابرات وأقنع القوات بتسليم سلاحها وتسليم المقار وانتهاء الأزمة".
وكانت تلك القوات فتحت النار احتجاجا على المكافأة المالية والمزايا التي أقرتها الجهات الرسمية مقابل إنهاء خدماتهم.
وأفاد تقرير إخباري بسقوط قتيل وإصابة سبعة آخرين من قوات الجيش السوداني في الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الخرطوم، عقب تمرد هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة. وشهد حي كافوري بالخرطوم بحري، بالقرب من مقر هيئة العمليات، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين قوات الجيش والمتمردين من الهيئة، وفق موقع "المشهد السوداني" الإخباري.
وكان شهود عيان قد رصدوا دخول مدرعات مصفحة ودبابات تابعة لقوات الجيش لمنطقتي الرياض وحي كافوري، في الوقت الذي طالبت السلطات الأمنية إخلاء مربعات سكنية بالقرب من مقار المخابرات، بحسب الموقع الإخباري.
ومن جانبها، أشارت لجنة الأطباء المركزية بالعاصمة السودانية الخرطوم في موقعها على فيسبوك إلى إصابة أربعة أشخاص جراء الاشتباكات. وأفادت تقارير أوردتها بعض المواقع الإخبارية السودانية بإقالة أبوبكر دمبلاب مدير جهاز المخابرات السودانية الحالي، بعد أن اتهمه النائب الأول لرئيس المجلس السيادي بالتسبب في الأزمة الحالية.
وكان وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، فيصل محمد صالح، قد صرح في وقت سابق من اليوم الثلاثاء أن بعض المناطق بالعاصمة شهدت تمرداً لقوات هيئة العمليات، حيث خرجت وحدات منها إلى الشوارع وأقامت بعض المتاريس وأطلقت زخات من الرصاص في الهواء، بحسب وسائل إعلام سودانية. وأضاف أن القوات المسلحة والقوات النظامية تتعامل مع الموقف وتعمل على تأمين الشوارع والأحياء. واتهم النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي الرئيس السابق للمخابرات صلاح قوش بتنفيذ مخطط تخريبي بعد تمرد محدود في جهاز المخابرات اليوم.
ح.ع.ح/ف.ي (د.ب.ا، رويترز)
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
فرحة عظيمة وأمل كبير للسودانيين
الفرحة عظيمة، فقد اتفق الجيش والمعارضة على تشكيل حكومة انتقالية. وينص الحل الوسط، الذي تفاوض عليه الاتحاد الأفريقي، على إنشاء مجلس سيادي مكون من خمسة مدنيين وخمسة عسكريين، على أن ينتخب هؤلاء العضو الحادي عشر. ومن المفترض أن تستغرق الفترة الانتقالية مدة تزيد قليلاً عن ثلاث سنوات.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
لحظة تاريخية بالنسبة للسودان
"الوثيقة الدستورية" التي تتضمن بنود الاتفاق وقع عليها في الخرطوم السبت (17 أغسطس/ آب 2019) كل من نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، وممثل تحالف "إعلان قوى الحرية والتغيير" أحمد الربيع بحضور رؤساء دول وحكومات أفريقية وممثلين عن الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ووزراء ومسؤولين من دول خليجية وعربية.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
شخصية عسكرية تتولى الرئاسة
وعلى الرغم من أن التسوية، التي تم التوصل إليها قد استوفت الكثير من المطالب المدنية، إلا أن الجيش سيستمر في لعب دور مهم في المستقبل، فالجنرال عبد الفتاح البرهان سيكون رئيسا خلال الفترة الانتقالية. هذا الاختيار لا يعجب الجميع بالضرورة، غير أنه يلقى تأييد كثيرين أيضا وخصوصا هؤلاء المتظاهرين في الصورة.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
رجل الأمم المتحدة كرئيس للوزراء
كان يفترض أن يتم في اليوم التالي، الأحد (18 أغسطس/ آب 2019) الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي، ليتم بعده الإعلان عن اسم رئيس الوزراء. وقد وافق المحتجون على عبد الله حمدوك، وهو مسؤول سابق، رفيع المستوى، بالأمم المتحدة ليتولى المنصب. كان حمدوك قد عُين عام 2016 كقائمٍ بأعمال الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، غير أنه تخلى عن منصبه في عام 2018.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
عطل مؤقت بسبب قوى الحرية والتغيير
لكن المجلس العسكري أعلن الاثنين (19 أغسطس/ آب) إرجاء تشكيل مجلس السيادة لمدة 48 ساعة بناء على طلب من "قوى الحرية والتغيير"، ونقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن الفريق الركن شمس الدين الكباشي، المتحدث باسم المجلس القول بأن قوى الحرية والتغيير (الصورة أرشيف) طلبت الإرجاء حتى تتمكن من الوصول لتوافق بين مكوناتها على قائمة مرشحيها الخمسة لمجلس السيادة.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
المدنيون يحددون ممثليهم بالمجلس السيادي
وفي نفس اليوم بدأ اجتماع لقوى الحرية والتغيير (الصورة من الأرشيف) وامتد حتى فجر اليوم التالي (الثلاثاء 20 أغسطس/ آب). وبعد توتر وملاسنات تم الاتفاق على كل من عائشة موسى وحسن شيخ إدريس ومحمد الفكي سليمان وصديق تاور ومحمد حسن التعايشي، ممثلين للقوى المدنية في المجلس السيادي.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
فترة انتقالية لنحو 40 شهرا
بعد تشكيل المجلس السيادي والحكومة فعليا، ستدوم الفترة الانتقالية 39 شهرًا، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2022، سيتم انتخاب حكومة جديدة. وحتى ذلك الحين، ستسير أمور البلاد، التي يزيد عدد سكانها عن أكثر من 40 مليون شخص، الحكومة الانتقالية، طبقا للوثيقة الدستورية.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
تأكيد على دور المرأة بالهيئة التشريعية
من المقرر أيضا أن يتم تشكيل الهيئة التشريعية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، على أن تكون نسبة 40 في المائة من أعضائها على الأقل من النساء. وبهذا ينبغي التأكيد على الدور المهم للمرأة السودانية خلال الاحتجاجات السلمية، التي بدأت نهاية 2018.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
سقوط البشير بعد عقود من القبضة القوية
بداية من ديسمبر/ كانون الأول 2018، خرج مواطنو السودان إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير، بعد 30 عامًا من حكم الرئيس عمر البشير البلاد. خلال كل هذه السنوات حكم البشير بيد قوية، فقد تم تقليص عمل المعارضة، وجرى قمع المجتمع المدني وتعذيب المنتقدين بل وقتلهم. وتحت ضغوط من الاحتجاجات الجماهيرية المستمرة عزل الجيش عمر البشير من رئاسة الدولة في أبريل/ نيسان.
-
في صور.. عهد جديد في السودان بعد اتفاق تقاسم السلطة
الجيش سيواصل لعب دور
سقوط البشير لم يكن النهاية، فقد تواصلت المظاهرات عندما أصر المجلس العسكري على حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية حتى التحول إلى الانتخابات الديمقراطية. لكن الحركة الاحتجاجية وعلى رأسها "قوى الحرية والتغيير" دعت إلى تشكيل حكومة مدنية دون أي تدخل عسكري. هذا الشرط لم يتحقق بالكامل، ففي فترة الحكومة المؤقتة، سيستمر الجيش السوداني في لعب دور. اعداد: ديانا هودالي/ صلاح شرارة