1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأساقفة الألمان ينتقدون دور الوهابية بمنطقة الساحل

٢ ديسمبر ٢٠١٩

تشتكي الكنيسة الكاثوليكية من تنامي التطرف الإسلامي في إفريقيا جنوبي الصحراء وما يشكله من تهديد للتعايش بين المسيحيين والمسلمين. ودعت إلى ضرورة تقوية ودعم القوى المستعدة للحوار في المنطقة .

https://p.dw.com/p/3Ttbg
Symbolbild Afrika Christen Kreuz Kruzifix Glaube Kultur
صورة من: Getty Images/M.Gangne

بات موضوع استقرار الوضع الأمني في منطقة الساحل الإفريقي يشكل أولوية بالنسبة للحكومة الألمانية. وهي منطقة أشارت إليها المستشارة أنغيلا ميركل خلال مداخلتها الأخيرة في البرلمان حينما أوضحت سياسة حكومتها بشأن عدد من الموضوعات الساخنة في السياسة الخارجية بمناسبة مناقشة مشروع الميزانية. فإلى جانب ليبيا وسوريا تبقى منطقة الساحل الإفريقي مُعرضة لتهديد التطرف الإسلامي، وبالتالي يتعين على الأوروبيين الاهتمام بها.

وبالتزامن مع ذلك تقريبا، قدم مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان وثيقة عرضت موضوع "التضامن مع المسيحيين المضطهدين والمهددين". ففي السنوات الماضية كان التركيز بهذا الشأن يشمل بلدانا كإيران، فنزويلا، نيجيريا، أو كوبا. أما الوثيقة الأخيرة فركزت على منطقة الساحل. وفي الـ 26 من ديسمبر/ كانون الأول، أي في اليوم الثاني لعيد ميلاد المسيح، يتذكر الكاثوليك الألمان بالصلاة والقداس الديني المسيحيين الذين يتعرضون للاضطهاد عبر العالم. وهذه المرة تكون سيتم التركيز على منطقة الساحل ولاسيما تشاد.

ويثير تنامي التطرف ألإسلامي قلق الأساقفة الألمان، وبهذا الصدد يؤكد مطران بامبيرغ الألمانية، لودفيغ شيك بأن التعايش التقليدي بين المسيحيين والمسلمين "في خطر بسبب تطورات السنوات الماضية". فمنظمة بوكو حرام الإرهابية تدمر استقرار المنطقة باستمرار عن طريق اعتداءات إرهابية متكررة، يقول شيك الذي يترأس لجنة "الكنيسة العالمية" لمؤتمر الأساقفة الألمان. وهذا الإرهاب العنيف موجه أيضا ضد الكنيسة. والوثيقة تذكر اعتداءات على مسيحيين ومنشآت كنسية حصلت هذه السنة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

Erzbischof Ludwig Schick
المطران لودفيغ شيكصورة من: picture-alliance/dpa

دور التطرف الوهابي

ويتحدث شيك بوضوح عن "تأثير سياسي قوي ومتزايد للعربية السعودية" التي تلعب دورا محوريا بهذا الصدد. ويغذي هذا التأثير النزاعات الاجتماعية مثل الخلافات بين الرحل من مربي المواشي والمزارعين المستقرينحيث يعطيها "شحنة دينية خطيرة".

أما المطران ادموند دجيتانغار من تشاد المتواجد حاليا في برلين، فيؤكد هذا الوضع مشيرا إلى "إدراك مختلف" للسياسة والمجتمع بين الدول الاسلامية والغرب. "سفير السعودية يعتبر أن التأثير الديني يدخل في مهامه كدبلوماسي. حيث قال عند انتهاء ولايته: لقد قمت ببناء 100 مسجد في البلاد، ما يعتبره نجاحا لمهمته"، على حد تعبير دجيتانغار. وهذا ما يفسر أيضا ارتفاع عدد المساجد في جنوب تشاد، في الوقت الذي يتم فيه بناء عدد ضئيل من الكنائس في الشمال المسيحي.

عقبات الاتحاد الأوروبي

لكن المطران يحمل أيضا الاتحاد الأوروبي مسؤولية قلق المسيحيين في بلده، لأن القواعد التي تمليها بروكسيل في مساعدات التنمية تجاوزت إمكانيات وقدرات الكنسية وشكلت نهاية لبعض المدارس أو منشآت التكوين. فالاتحاد الأوروبي يعمل، حسب دجيتانغار، طبقا لمبدأ "الفصل بين الكنيسة والدولة". فيما أن الالتزام الاجتماعي والمعتقد المسيحي عوامل مرتبطة فيما بينها بالنسبة للمجموعات  المسيحية في المنطقة.

 

موريشيوس: مثال على التسامح

 

وبدوره يشخص المطران  شيك أنعوامل مختلفة للالتزام الألماني في المنطقة. فالكنسية تنظر إلى العوامل الانسانية وتطور الأشخاص بالدرجة الأولى. ولا تلعب هذه الرؤية فيبالنسبة اللسياسة "دورا كبيرا". يجب على التعاون الإنمائي الحكومي أن يركز على "التنمية للجميع". ويؤكد شيك أهمية مبادرات الحوار الدينية، موضحا بهذا الصدد "الحوار المسيحي الاسلامي ممكن (..) لكن ليس مع كافة المجموعات الإسلامية. وهذه حقيقة". لكن الكنيسة تريد ربط التواصل بين القوى المستعدة للحوار "حتى لا يحصل المتطرفون على أي فرصة".

 

كريستوف شتراك/ م.أ.م

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد