البعثة الأوروبية إلى كوسوفو تبدأ مهمتها وسط أجواء من الريبة والمخاطر
٩ ديسمبر ٢٠٠٨تبدأ البعثة الأوروبية الأمنية والقضائية في كوسوفو (يولكس) التي تأخرت كثيرا، اليوم الثلاثاء (9 ديسمبر/كانون الأول) مهمتها العملياتية، من خلال الانتشار على كافة أراضي كوسوفو، بما فيها المنطقة الشمالية التي تقيم فيها أكثرية صربية، لتحل محل إدارة الأمم المتحدة في مساعدة برشتينا في فرض القانون والنظام.
وقال المتحدث باسم المهمة فيكتور رويتر لوكالة فرانس برس أمس الاثنين، إن حوالي 1400 عنصر من القوات الدولية (يولكس) و500 من العناصر المحليين (من كوسوفو) سينتشرون في كافة أنحاء كوسوفو، بما في ذلك منطقة الشمال. وهذه اكبر مهمة مدنية يقوم بها الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يعمل 100 مسؤول من (يوليكس) في الشمال الصربي، وهذا الجزء من البعثة سيستعيد السيطرة على نقطتي تفتيش أحرقهما الصرب عقب انفصال كوسوفو في شباط / فبراير.
أجواء ريبة ومخاطر أعمال عدائية
وتحل (يولكس) محل مهمة الأمم المتحدة في كوسوفو (مينوك) التي بدأت في 1999. يذكر أن كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية، كانت قد أعلنت الاستقلال عن صربيا في 17 شباط / فبراير الماضي، بعد ثمان سنوات من تولي الأمم المتحدة المسئولية بدلا من سلطات بلجراد، التي طردتها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ولاقت البعثة على الأقل ترحيبا رسميا في أكبر أجزاء كوسوفو المقسمة عرقيا، والتي يمثل الألبان فيها أغلبية، لكن كثيراً من الألبان البالغ عددهم مليوني شخص، يعارضون انتشار البعثة ويرونها عائقا أمام السيادة الكاملة للإقليم، حيث اندلعت بالفعل الاحتجاجات ضد ها. ووصف الناشط ألبين كورتي الذي قاد معارضة ضد البعثة بأنها" استثمار سيء ". وتواجه (يوليكس) أعمال عدائية متزايدة في أقصى شمال كوسوفو، على الحدود مع صربيا، التي يمثل الصرب فيها الأغلبية الكبيرة .
المعارضة الصربية أجلت المهمة الأوروبية
وتعارض بلجراد والصرب في كوسوفو بشدة انفصال كوسوفو عن بلجراد ويقاتلون من أجل منع ذلك. ولاسترضاء بلجراد لدعم (يوليكس)، وافقت بروكسل على الإعلان بأن " وضع البعثة محايد" إلى جانب اقتسام القيادة مع الأمم المتحدة في شمال كوسوفو والمقاطعات الصربية المنتشرة في أرجاء كوسوفو، ومراعاة التركيبة العرقية المحلية. وأغضب هذا الزعماء الألبان في كوسوفو الذين قالوا رغم ذلك إنهم يرحبون بالبعثة ويصرون على أنها يجب أن تعمل بنفس القوانين في كوسوفو بأكملها.
وقد خفف صرب كوسوفو الذين عارضوا طويلا انتشار مهمة يولكس في مناطقهم، موقفهم في الأيام الأخيرة، منذ حصلت المهمة على موافقة مجلس الأمن في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، كما كانت تطالب بذلك بلغراد. وتعتبر صربيا كوسوفو إقليمها الجنوبي وتحتج لدى محكمة العدل الدولية على شرعية هذا الاستقلال.
وكان الأوروبيون قرروا إنشاء يوليكس في شباط/فبراير، لكن مرحلتها العملية التي كانت مقررة في حزيران/يونيو أرجئت بضعة أشهر بسبب معارضة صربيا، ما أدى إلى إجراء مشاورات دبلوماسية طويلة. وكانت بلغراد تطالب بموافقة الأمم المتحدة، لأن روسيا التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن تدعم مواقفها.