الانتخابات التركية: إحباط وغضب في مناطق الزلزال
١٣ مايو ٢٠٢٣في 6 فبراير/ شباط 2023 ضرب زلزال قوي 11 مدينة تركية، بالإضافة إلى قهرمان مرعش وهاتاي. إثر ذلك ووفقًا للأرقام الرسمية توفي أكثر من 50000 شخص في تركيا. وعلى الرغم من مرور حوالي ثلاثة أشهر على الكارثة، لا تزال هناك مشاكل مثل نقص السكن أو المياه أو إمدادات الكهرباء في العديد من الأماكن، والآن ينبغي على المتضررين الذهاب إلى مناطق الزلزال للتصويت.
تقع مدينة قهرمان مرعش في جنوب شرق تركيا وكانت في مركز زلزال فبراير/ وتعتبر واحدة من أهم معاقل حزب العدالة والتنميةفي البلاد. في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2018، حصل أردوغان على 74 في المائة من مجموع الأصوات هناك. فإلى أي مدى ستؤثر التجربة المريرة للناس هناك بعد الزلزال على قرارات التصويت؟ هل سيفقد رجب طيب أردوغان الدعم هناك في 14 مايو/ ايار؟
يعتقد الكثير من الناس الذين تحدثنا إليهم في قهرمان مرعش أن الأمر لن يكون كذلك، اي أن أردوغان لن يفقد الدعم. في هذا السياق قالت فاطمة توباكتاس أنه ، أي أردوغان "لا يفقد الدعم تحت أي ظرف من الظروف. زعيمنا أردوغان دائما يأتي أولا. الجميع راضون جدا. لا يوجد شيء لا يمكن للمرء أن يرضى عنه". بعد الزلزال، اضطرت فاطمة إلى النوم في سيارتها لمدة أربعة أيام. بعد أربعة أيام، لم ينقصها الطعام أو ما شابه ذلك. "أردوغان كان مفيدًا جدًا بعد الزلزال"، تقول فاطمة مضيفة: "لقد ساعد الجميع. من أرسل كل هذا الطعام هنا؟ إن ما وصلنا إليه اليوم بفضل رئيسنا".
كما لا يعتقد عثمان بيرتيز أن الزلزال سيضر بفرص أردوغان في الفوز - بل على العكس تمامًا: "أردوغان سيفوز مرة أخرى هنا. هذا الزلزال حتى جعله أقوى. لماذا؟ لأنهم اعتنوا بنا. وزرائنا ونوابنا، أردوغان: إنهم يعملون على مدار الساعة لمساعدتنا. لقد حشدوا كل ما بوسعهم لمساعدتنا".
من المحرمات الدائمة: التعاون مع الأكراد
الأصوات المعارضة آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء البلاد. لكن لماذا يختلف الأمر في قهرمان مرعش؟ على وجه الخصوص، يقال إن التعاون الاستراتيجي مع الحركة السياسية الكردية قد أضر بمصداقية مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو. بصفته مرشح المعارضة المشترك لستة أحزاب سياسية، فإن كيليجدار أوغلو المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري (ذو التوجه الاشتراكي الديمقراطي) مدعوم رسميًا من قبل العديد من الناخبين الأكراد. ودعا صلاح الدين دميرتاش من السجن، وهو أحد السياسيين الأكراد الأكثر نفوذاً، الأكراد لانتخاب كيليجدار أوغلو.
يوضح بيرتيز: "قبل الزلزال، غير شعبنا رأيه قليلاً. لكن حقيقة أن حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه كيليجدار أوغلو كان يجلس مع الحزب الكردي حطم قلوب شعبنا، مما يعني أن الكثيرين عادوا الآن إلى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان". يشكو مواطن آخر من أن مرشح الرئاسة كيليجدار أوغلو يريد ضمان إطلاق سراح السجناء السياسيين. "يقول إنه سيطلق سراح الجميع. صلاح الدين دميرتاش، على سبيل المثال. هذا لا يتفق مع رغبات الناس".
انتقاد من ينتقد الحكومة
يبدو أن الحياة اليومية في قهرمان مرعش تعود إلى طبيعتها تدريجياً. المحلات التجارية تفتح مرة أخرى، وسط المدينة على قيد الحياة مرة أخرى. ومع ذلك، لا يزال الناس بحاجة على سبيل المثال إلى منتجات النظافة مثل المناديل أو ورق التواليت أو الشامبو.
"لقد تحسن الوضع قليلاً منذ ذلك الحين. كما تعافينا أيضًا من الناحية النفسية قليلاً. ومع ذلك، لدينا حاجة كبيرة لمنتجات النظافة.. كما نحتاج أيضًا إلى ملابس الصيف"، يوضح سيراب أسيكغوز. ويشكو مواطن آخر من انهيار المستشفى قائلاً: "لدينا مشاكل كثيرة وأمراض كثيرة. لا يمكنني الذهاب إلى المستشفى. ليس لدينا ملابس داخلية ولا ملابس".
بعد الزلزال، انتقد العديد من المتضررين أن المساعدات لم تصل على الإطلاق إلى العديد من الأماكن أو وصلت متأخرة للغاية. ولكن ليس في قهرمان مرعش كما يبدو. وانتقد مواطن طلب عدم الكشف عن هويته التصريحات: "صدقوني، لقد جاءت مساعدة كبيرة إلى هنا بعد الزلزال. يقول البعض إن الناس كانوا في حالة بائسة بسبب الحكومة، لكن هذا ليس صحيحًا".
هاتاي: خيبة أمل وغضب وإحباط
مع ذلك، لا يمكن الحديث عن انتعاش سريع مماثل في هاتاي كما هو الحال في قهرمان مرعش. لم تصل المساعدات إلى هنا بالسرعة التي وصلت إلى معقل حزب العدالة والتنمية في قهرمان مرعش. بعد الزلزال، كانت هناك انتقادات قوية بأن الحكومة أعطت الأولوية لشحنات المساعدات إلى بعض المدن دون غيرها. كانت مدينة هاتاي الواقعة جنوب تركيا على الحدود السورية أيضًا واحدة من تلك التي لم تُعطى الأولوية.
يعطي مركز هاتاي الانطباع بأنه مهجور. يبدو أن تنظيف الأنقاض والركام قد اكتمل بعد 3 أشهر، لكن تفكيك المباني المتضررة بشدة لم يبدأ بعد. بالكاد يمكنك رؤية آلة تعمل على الطريق. لقد غادرت المدينة بالفعل العديد من آلات البناء التابعة للدولة.
من الصعب الحديث عن جو انتخابي في هاتاي. بصرف النظر عن عدد قليل من الملصقات الانتخابية، لا ترى أو تشعر بأي شيء. وقال حكمت سينسين رئيس غرفة التجارة والصناعة المحلية إن نحو 700 ألف شخص غادروا هاتاي. يريد الكثيرون الآن العودة للتصويت. المنطقة يتبع لها رسميا 1.62 مليون ناخب مسجل. في يوم الانتخابات، سيدلي الناخبون بأصواتهم في المدارس كالمعتاد. وبسبب الأضرار التي لحقت بالعديد من المدارس، سيتم وضع بعض صناديق الاقتراع في ساحاتها.
"لا نريد سماع أي شيء عن الانتخابات"
لا يكاد أحد يتحدث عن الانتخابات في هاتاي. الناس هنا مشغولون بظروف المعيشة الصعبة. محليًا، لا تزال هناك حاجة لإمدادات المياه وأدوات النظافة والملابس الصيفية.
نجت جولكان دورور من الزلزال بإصابات. كانت حزينة ومستاءة وتحمل خيبة أمل وغاضبة. تقول دورور: "من الصعب التنفس هنا. ذهب وطننا، وذهبت حياتنا. وذهب مستوى معيشتنا". الممرضة تعتقد أنه كان يجب تأجيل الانتخابات لمدة عام. سيكون من الصواب التصويت بعد رؤية ما ستفعله الحكومة بالمدينة وأضرار الزلزال في المستقبل. وعليه فإنه تعبر عن خشيتها بالقول: "أنا متأكدة نسبيًا من أنه لن يتم فعل أي شيء هنا حتى بعد الانتخابات".
ويقول محمد دورور ، زوج جولكان دورور، إنه ليس من الواضح حتى ما إذا كان سكان هاتاي سيصوتون. "نحن منشغلون بمعاناتنا. فقدنا منزلنا وعائلتنا وطرقنا وذكرياتنا وجيراننا - فقدنا كل شيء. ثم تأتي تلك الوعود الانتخابية ... لكننا لا نريد أن نسمع عن الانتخابات. بينما نعاني هنا، يفكر الجميع في مصلحتهم الخاصة".
يعاني سكان هاتاي من ظروف معيشية سيئة. لا يزال الكثير من الناس يفتقرون إلى المياه الكافية والكهرباء ومرافق الصرف الصحي. تعيش نسليهان أودونكو في خيمة مع طفليها منذ شهور. وتضيف: "لم يكن لدينا ماء منذ ثلاثة أيام. ليس لدينا كهرباء، ولا مراحيض. الحمامات موجودة، لكن لا يمكننا استخدامها بعد. لدينا أيضًا الحق في الحياة! إنها كارثة، خاصة للأطفال. لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة، إنهم متأخرون جدًا".
كما أقام إيديب دال في خيمة في هاتاي وعن حاليته يقول: "لقد تعرضنا للتمييز بعد الزلزال. تركونا نموت. أنا غاضب للغاية من ذلك. لن أسامح من هم في السلطة." إن إهمال الدولة مسؤول في الواقع عن حقيقة أن الزلزال قد يكون له عواقب وخيمة".
تؤكد أودونكو أن الانتخابات ليست أولوية لمن حولها في ظل الظروف الحالية. ومع ذلك، سيصوت الكثيرون. تشرح خيار التصويت المحتمل لأهالي هاتاي بالكلمات التالية: "سنصوت محبطين".
بوراك أونفيرين/ ترجمة: زمن البدري