أهل غزة يدعمون "الثورة السورية" وتوتر علاقة حماس مع دمشق
٢٥ فبراير ٢٠١٢أصدرت حركة حماس منذ بداية الثورة السورية بيانا واحدا جاء فيها أنها تبذل جهودا "متواصلة من أجل المساعدة في خروج سوريا العزيزة من هذه الأزمة الصعبة، من خلال حل سياسي يحقن الدم السوري، ويحقق للشعب السوري تطلعاته في الاصلاح والديمقراطية ويحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ويعزز جبهتها الداخلية".
ويرى محللون أن ابتعاد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، عن دمشق وبقاء قادة الحركة في دول الجوار ووصول بعض قادتها وعائلاتهم إلى غزة، ورفض الحركة تأييد نظام الاسد بشكل علني وواضح، يشير إلى "توتر بين علاقتهم مع نظام الأسد". ويقول المحلل ابراهيم أبراش"انتقال مشعل إلى الاردن أو قطر وهى من أشد المنتقدين لنظام الأسد ستمثل تغيرا وانتقالا في السياسة مع نظام الأسد".
توتر بين حماس وسوريا
وفي خطوة مفاجئة، حيا اسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حماس المقالة، الشعب السوري "البطل" الذي يسعى نحو "الحرية والديمقراطية" وقال هنية يوم الجمعة (24 شباط / فبراير) خلال كلمة ألقاها في الجامع الأزهر في القاهرة، مخاطبا المحتجين في سوريا "إذ أحييكم وأحيي كل شعوب الربيع العربي بل الشتاء الإسلامي، فأنا أحيي شعب سوريا البطل، الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح".
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يصدر فيها موقف صريح من حركة حماس إزاء الاحتجاجات في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي لطالما وفر الدعم للحركة واستضاف مقارها في سوريا.
كانت حركة حماس وأجهزتها الأمنية في غزة تمنع حتى وقت قريب أي مظاهر جماهيرية تؤيد الثورة السورية. ويرى مراقبون أن سماح حماس لمظاهرة يوم الثلاثاء (21 شباط / فبراير) بعد أن فضت بالقوة في وقت قريب محاولات لتظاهرات مشابهة بمثابه "رسالة بليغة تشير إلى مدى تغير علاقة سوريا مع حركة حماس". خاصة إذا تأملنا الشعارات التي رددها المتظاهرون، مثل: "من غزة تحيه لأهل سوريا الأبية، تبا لمن يقتل الأطفال ويهدم البيوت على رؤوس شعبنا السوري الشقيق" وقد دعا إلى المظاهرة التجمع الفلسطيني لنصرة الثورة السورية وانضم إليها طلبة جامعتي الأزهر والاسلامية مرددين هتافات ضد الرئيس السوري بشار الأسد وتطالبه بالرحيل. فيما أكد منظموها أن هدفها توجيه رسالة للرئيس السوري لوقف "سفك دماء الأبرياء وأنه يجب أن يتنحى ويتعلم ممن سبقوه من الزعماء العرب".
أهل غزة ينددون بقتل الأبرياء في سوريا
"اذا كان تحرير فلسطين واحتضان نظام سوريا للمقاومة الفلسطينية سيكون على حساب قتل الأبرياء .. لا نريد أن نحرر فلسطين". هكذا أجاب الطالب سالم من جامعة الأزهر الذى شارك في التظاهرة، مجيباً على سؤال لـ DW عربية حول أن البعض "يعتبر النظام السوري حاضنة الفصائل الفلسطينية المقاومة". فيما أشارت إحدى السيدات المشاركات لمراسل DW عربية بأنها تذرف الدموع عندما تشاهد المدنيين السوريين يحاصرون ويقتلون ليل نهار، مضيفة "نحن عايشنا القصف والقتل مع عدونا.. لكن كيف بشار وجيشه بقصفون بيوت أولادهم الأمنة".
وللتعليق على هذا التحول في موقف حماس لسماحها بتنظيم المظاهرات العلنية في غزة تضامنا مع الشعب السوري أجاب المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري على سؤال DW عربية بالقول أنه "ليس بالضرورة التعليق على هذا الأمر". ولم يرغب بإضافة المزيد. وبدوره فوزى برهوم المتحدث الآخر في الحركة كرر نفس الاجابة مضيفا "ليس لنا علاقة بالتجمع الفلسطيني لنصرة الثورة السورية".
بموازاة الشباب العربي الذى يؤازر الشعب السوري في ثورته، أنشأ شبان فلسطينيون تجمعا للتضامن مع الثورة السورية، وأنشأوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" يتواصلون من خلاله فيما بينهم ويطلقون بيانات ودعوات للمشاركة في وقفات تضامنية مع الشعب السوري. وقد تعثرت محاولاتهم بتنظيم أكثر من مظاهرة تضامنا مع الثورة السورية في غزة بعد أن فضتها أجهزه حماس الأمنية، بينما نجحوا أخيرا في تنظيم مظاهرة حاشدة وسط غزة يوم الثلاثاء شاركهم فيها عناصر من حركة حماس.
شوقي الفرا- غزة
مراجعة: عارف جابو