هل تصل نار الثورات إلى العراق؟
٣ فبراير ٢٠١١التظاهرات والاحتجاجات الكبيرة في مصر مستمرة منذ عشرة أيام، والكل يطالب برحيل مبارك عن السلطة و بالحرية والغذاء والكرامة، وقبلها أسقطت مظاهرات الشعب حكومة زين العابدين بن علي في تونس، وهناك حديث في كل مكان عن امتداد هذه التظاهرات إلى كل الدول العربية. فهل تصل التظاهرات إلى العراق؟
هل يريد العراقيون تغيير حكومتهم؟
هل هم متفقون على هذا الموضوع ؟
هل يحتمل لو وقعت تظاهرات أن يحدث في العراق كما يحدث في مصر؟
ما مدى اختلاف ظروف العراق الديمقراطي عن ظروف الدول العربية الأخرى؟
هل يتأثر العراق الجديد بمحيطه العربي؟
أسئلة كثيرة تدور في أذهان العراقيين في ظل غياب تام للخدمات وانهيار شامل للبنية التحتية التي لم يجر العمل مطلقا على إصلاحها رغم الوعود الانتخابية الكثيرة التي بذلها المرشحون.
ويختلف العراق عن غيره من الدول العربية في تنوع نسيجه العرقي والديني والمذهبي ، علاوة على الديمقراطية وحرية الرأي التي تسود مناخه السياسي وهو أمر قد يقلل من احتمالات وقوعه تحت تأثير مبدأ الدومينو ولكن الصحفي زياد العجيلي مدير مرصد الحريات الصحفية الذي شارك في الحوار من بغداد يرى غير ذلك مشيرا إلى أن منتديات الدردشة العراقية والإيرانية بدأت منذ أسبوع تحشّد باتجاه تكرار التجربة ومبينا ان عناصر الشرطة العراقية قد روجوا على موقع الفيس بوك دعوة للإضراب قبل يوم واحد من موعد انعقاد القمة العربية في بغداد . وأشار العجيلي إلى أن العالم قد أصبح بفضل وسائل الاتصال الحديثة ملايين الناس الذين يجلسون الى طاولة واحدة ويتبادلون الآراء. كما تحدث العجيلي عن حجم تعامل الشباب العراقي مع الانترنت مشيرا إلى أن إحصائية غير رسمية تظهر أن 4 ملايين عراقي يستخدمون الانترنت يوميا علاوة على تعامل كل طبقات المجتمع مع الهاتف النقال والرسائل النصية. وبيّن العجيلي أن الشباب العراقيين قد يتظاهرون احتجاجا على تردي الخدمات وانهيار البنية التحتية التي لم تفعل الحكومات المتعاقبة شيئا لإصلاحها
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: زياد العجيلي: رغم الديمقراطية نعاني من الفساد )
واستعرض د .محمد الشطب عضو لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في أوروبا أوضاع العراق متسائلا:من يطالب بالتغيير، إذا كانت كل القوى السياسية الفاعلة وغير الفاعلة ممثلة في البرلمان والحكومة؟ ونفى الشطب إمكانية قيام ثورة مشابهة لما يحدث في الدول العربية لسبب مبدأ المحاصصة الذي يقسّم العراق ، فليس هناك عراق واحد قد يتحرك استجابة لما يحدث في مصر.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د محمد الشطب: شباب العراق لا يجمعهم شعور واحد)
أما د. نوح الهورموزي مدير مشروع منبر الحرية في باريس فذهب إلى أن تنوع النسيج الاجتماعي في العراق لا يلغي نقاط لقائه مع الدول العربية الأخرى، مبينا ان واقع العراق يختلف عنه في تونس ومصر، لسبب غياب الثروات الطبيعية في هذه الدول بما يمكنه أن يغذي النزاعات داخل الشعب الواحد. وأعرب عن اعتقاده أن النعرات موجودة في كل مكان لكن في العراق يتم تحريكها عمدا لذا تصل إلى حدود النزاعات الدموية . وأشار الهورموزي إلى أمثلة من دول غربية فيها تنوع عرقي وديني لكنها لا تشهد صراعات دموية .
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نوح الهورموزي: ثروات العراق تستغل بشكل سلبي بما يغذي الفروقات بين أبناء الشعب)
د.محمد الشطب قال إن معظم ساسة العراق ومن ضمنهم نواب البرلمان وصلوا الى مناصبهم ومواقعهم ضمن نظام المحاصصة ( أي أوصلتهم أحزابهم دون موافقة الشعب العراقي) واغلبهم يجهلون كل شيء عن تقنية المعلومات، بل أن عددا كبيرا منهم يحملون شهادات دراسية مزورة. الشطب أشار أيضا إلى أن أزمة الكهرباء المستفحلة في العراق تجعل اغلب الناس لا يحصلون سوى على ساعة واحدة من التيار يوميا، فهل تتوقع أن يقضوا هذه الساعة أمام أجهزة الكومبيوتر؟ مشيرا إلى أن تقنية المعلومات وافدة في العراق ولم تصله إلا بعد إسقاط النظام الديكتاتوري السابق الذي كان يمنعها ويحرم الناس من استعمالها.
زياد العجيلي طالب الدكتور الشطب بالتفاؤل مذكرا بانتفاضة الكهرباء في البصرة في العام الماضي باعتبارها نموذجا للغضب العراقي من مستوى اداء الحكومة ومتوقعا ان يثور العراقيون في وقت قريب تعبيرا عن استيائهم من سوء الخدمات.
د .الهورموزي أشار إلى أن سكان المدن ( في تونس ومصر) تواصلوا فيما بينهم من خلال وسائل الاتصال الحديثة وتبادلوا الشعور بالأسى والاستياء من مستوى الحياة التي يعيشونها فتفجرت مشاعر الغضب من سكان المدن في ثورة يمكن وصفها بثورة المدن، وهذا التواصل هو جزء من أسباب ووسائل الثورة الجديدة.
ودعونا المستمعين لمشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا.
هل تتوقع أن تصل تظاهرات مصر إلى العراق؟
فذهبت بعضها إلى ترجيح وصول الثورات في البلدان العربية الى العراق فيما رفض البعض الآخر هذا الاحتمال ومنهم المستمع نصير من بغداد الذي استبعد أن يصل تأثير ما يحدث في مصر أو غيرها إلى العراق مبينا أن الشعب يثور على الديكتاتورية في مصر ، أما في العراق فإن كل ألوان الطيف العراقي يشاركون في السلطة التنفيذية والتشريعية ، فلماذا يثورون إذا؟
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمع نصير من بغداد)
ملهم الملائكة Mulham Almalaika
مراجعة: هبة الله إسماعيل