معرض برليني يبحث عن العلاقة بين الفن السلطة
٩ مارس ٢٠١٠منذ قرون عديدة واقتناء الأعمال الفنية يمثل رمزاً للوجاهة والسلطة. لا عجب إذاً أن يسعى رجال السلطة في ألمانيا إلى اقتناء لوحات فنية وتعليقها خلف المكتب. وعندما يلتقط المصورون صورة للسياسي أو رجل الأعمال فإن اللوحة خلفه تكون بمثابة الرسالة. ولكن أي الأعمال ينتقيها رجال الأعمال أو السياسيون لتعليقها خلفهم؟
عندما تولى غيرهارد شرودر منصبه كمستشار في برلين فقد علق في مكتبه لوحةً للفنان غيورغ بازيليتس الذي يعتبر أحد أشهر الفنانين الألمان المعاصرين. هذه اللوحة أدهشت كثيرين، فالمرء يرى في غرفة المستشارية النسرَ الذي يزين العلم الألماني في صورة طائر عقاب يهوي مُنحدراً. جلسة شرودر توحي بالاسترخاء، لكنها تكسب صاحبها ملامح إمبراطورية.
على عكس شرودر فإن خليفته أنغيلا ميركل لا تعلق صورة حديثة، بل لوحة كلاسيكية تماماً للفنان كوكوشكا تظهر للمستشار الأسبق كونراد أديناور. تبدو ميركل على مكتبها شخصية منفتحة بشوشة، تبسم بهدوء وثقة في وجه الكاميرا.
في هذه الصورة يبدو كلاوس فوفرايت عمدة برلين في مكتبه، وخلفه لوحة للفنان راينر فيتينغ.
عديد من سياسي الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحبون أن تُلتقط لهم الصور أمام تمثال المستشار الأسبق فيلي برانت في مقر الحزب في برلين.
الجزء الثاني من المعرض يسلط الضوء على علاقة الفن بالصناعة، أو برجال الصناعة. ما يلاحظه الزائر على الفور أن رجال الصناعة يحبون الفن الحديث، ولهذا تتشابه اللوحات التي يقتنيها رجال الأعمال مع تلك التي تقتنيها المصارف أو أصحاب المصانع. نرى هنا رجل الأعمال هيرمان يوزف أبس وخلفه لوحة للفنان ياكوب فون أوتريخت.
في المعرض يرى الزائر مجموعة من الصور الشخصية لرجال الأعمال، وفي الخلفية هناك دائماً لوحة من الفن التجريدي، مثل هذه الصورة لمدير "دويتشه بنك" السابق رولف إرنست بروير أمام لوحة للفنان غونتر فورغ.
أعد الجولة: سمير جريس
مراجعة: عبده جميل المخلافي