1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشروع بحث تاريخي - التراث الثقافي لليهود الألمان في العالم

٢٥ أكتوبر ٢٠١١

بدأت هجرة اليهود من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى كثيرة في العالم منذ مئات السنين. والميراث الثقافي لهؤلاء المهاجرين اليهود هو مادة لمشروع بحث تاريخي يتناول أصولهم ومكان هجرتهم وآثارهم الثقافية.

https://p.dw.com/p/12y29
مئات آلاف اليهود اضطروا إلى هجر أوطانهم في أوربا بسبب الاضطهاد ولاسيما في الحقبة النازيةصورة من: picture-alliance / dpa

المهاجرون اليهود من أوربا كانوا من الأطباء والمحامين ورجال الأعمال وأصحاب المهن اليدوية، وقد اضطروا إلى ترك أوطانهم في أوربا هرباً من معاداة السامية والتمييز والاضطهاد والفاقة وانسداد الآفاق المستقبلية أمامهم. هاجروا ويحدوهم الأمل في بدء حياة جديدة ومستقبل آمن. وجهتهم الرئيسية كانت القارة الأمريكية بجنوبها وشمالها والصين وفلسطين وجمهورية الدومينكان. لكن البداية في بلد المهجر لم تكن سهلة بالنسبة لهؤلاء، إذ عانوا من معاداة السامية.

وفي الوطن الجديد أسس المهاجرون اليهود تعاونيات زراعية وبنوا المستوطنات والمعابد والمشافي والمدارس والبنوك ونشروا الصحف. كما كان بينهم الممثلون والموسيقيون والباحثون أيضاً. وقد تركوا آثاراً بارزة كما تقول المؤرخة الألمانية ايلكي كوتوفسكي، المسؤولة عن مشروع البحث في مركز موسى-مندلسون في بوتسدام بالمانيا، وهؤلاء لم يحملوا حقائبهم معهم فقط، وإنما "كل من هاجر حمل معه شيئاً ما، ليس ملابسه فقط وإنما بعضاً من عاداته وتقاليده ومهاراته أيضاً".

نقل العادات والتقاليد للأجيال اللاحقة

Flash-Galerie Auswanderer nach Israel
يهود المان في اسرائيل هربوا من الاضطهاد النازي لهمصورة من: picture-alliance/akg-images

ونتيجة البحث تبين أن هؤلاء تركوأ آثاراً في كل مكان على أسطح البيوت وفي الأقبية والحقائب والأسرة ومذكراتهم ورسائلهم وصورهم ومكتباتهم التي خلفوها وراءهم حين هاجروا. وقد نقل هؤلاء تقاليدهم وعاداتهم للأجيال اللاحقة التي حافظت عليها في بلاد المهجر، وتتابع كوتوفسكي: "الأبناء والأحفاد لا يعرفون ما هي التقاليد، إنهم يمارسونها خلال حياتهم اليومية دون أن يفكروا فيها ويبحثوا عن أصولها". وتريد كوتوفسكي البحث في تلك العادات والتقاليد وما تبقى منها، بالاضافة إلى البحث عن الآثار الثقافية التي خلفها المهاجرون اليهود وكيف تعاملوا مع ثقافة البلاد الجديدة التي هاجروا إليها.

ومشروع البحث هذا يهدف إلى جمع وتأمين وإحياء التراث الثقافي لليهود الألمان المنتشرين في مختلف بلدان العالم. وخلال البحث يتم العثور على أشياء مفقودة ومنسية، مثلا أحد طلاب كوتوفسكي يبحث في مجال المسرح، اكتشف "مخرجاً وميراثه الثقافي في قبو (بيت آريلا) الذي هو مكتبة ومركز ثقافي في تل أبيب، ويدعى هذا المخرج هرمان لوفي، وقد نقل المسرح الألماني إلى فلسطين. وترجم الأدب الكلاسيكي الألماني والمعاصر إلى اللغة العبرية".

وفي أحد التعاونيات الزراعية (كيبوتس) في اسرائيل التي هاجر إليها يهود من جنوب غرب المانيا، تبين أنهم "حافظوا على نظافة البيت والمزرعة بأربعة أنواع من المكانس جلبوها معها أثناء هجرتهم من المانيا" وتقول المؤرخة الألمانية كوتوفسكي أنه تم استخدام تلك المكانس لعقود عدة لاحقة.

البحث في تراث مئات السنين

Rekonstruktionsarbeiten der alten Synagoge in Lemberg
بقايا كنيس يهودي في مدينة ليمبرغ الاوكرانيةصورة من: DW

كذلك السير الذاتية الفردية تتضمن أشياءا جديرة بالبحث، حسب رأي كوتوفسكي التي يشمل مشروع بحثها مختلف دول العالم. وتساهم فيه سفارات المانيا في ستين دولة حول العالم من خلال تأمين الاتصالات والمعلومات، كما ومن المقرر أن تساهم فيه جامعات ومعاهد ومتاحف وجمعيات ثقافية ووسائل اعلامية أيضاً في الدول المعنية التي يتم البحث فيها. والمؤرخة الألمانية المشرفة على المشروع ايلكي كوتوفسكي متأكدة من العثور على آثار قيمة لهؤلاء المهاجرين اليهود الألمان، وهي تريد أن تتيح المجال لأي كان الاطلاع على هذا التراث الثقافي الغني من خلال نشره على موقع الكتروني يتم إنشاؤه لهذا الغرض.

وتؤكد أن المشروع لا يهدف إلى إعادة "ما يسمى الآن، التقليد والنتاج الثقافي الألماني إلى المانيا" وتضيف أن ما تنوي القيام به "هو البحث في المكان ذاته، فنحن نبحث عما هو متوفر في الولايات المتحدة والارجنتين وشانغهاي في الصين مثلا. حيث يعيش يهود ألمان واوربيون".

وقد تم تحديد الفترة التي سيتم بحثها، وفي هذا السياق يقول يوليوس شوبس، مدير مركز موسى- مندلسون: "لن يتم التركيز في البحث على الهجرة في الحقبة النازية فقط، وإنما على حركة الهجرة لليهود الناطقين بالألمانية منذ القرن الثامن عشر".

وتم مبدئياً تحديد عامين لانجاز مشروع البحث. وسينظم في نهاية شهر اكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مؤتمر علمي عالمي كبير في برلين يتم فيه الاعلان رسمياً عن انطلاق المشروع. وسيشارك فيه باحثون من المانيا والنمسا والولايات المتحدة واسرائيل وجنوب أمريكا، سيناقشون الأدب الألماني- اليهودي والتقاليد الموسيقية ودور رجال الأعمال اليهود المهاجرين وموضوع الهوية والوعي الذاتي. ويريد القائمون على المشروع من خلال المؤتمر إعطاء دفع لمشروعهم والتعريف به.

عارف جابو/ كورنيللا رابيتس

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد