في الهند..عبادة صديقة للبيئة
تستخدم الأزهار في الهند بصورة كبيرة في الطقوس الدينية، لكن بعد انتهاء المراسيم الدينية ترمى الأزهار في الأنهار لتصبح مضرة للبيئة. حماة البيئة وجدوا طرق جديدة لاستعمال الأزهار التالفة، القصة في هذه الجولة المصورة.
معبد بيرلا ماندير للهندوس في نيودلهي تفوح منه رائحة العطور والبخور والورود كغيره من معابد الهند، إذ تستعمل الأزهار والبخور بصورة كبيرة في الطقوس الدينية.
يقدم عادة الزوار أزهارا قربانا في المعابد الهندوسية. تقديم الأزهار في المعابد لا يقتصر فقط على الهندوس في الهند، وإنما يقوم بذلك أيضا أتباع الأديان الأخرى في معابدهم، كالسيخ والمسلمين.
بعد انتهاء المراسم الدينية يقوم البعض بجلب الأزهار معهم وتزيين منازلهم بها، فيما ترمى البقية في مياه الأنهار مخلفة ضررا بيئيا كبيرا فيها.
في نيودلهي وحدها يوجد أكثر من 23 ألف معبد. ويباع يوميا أكثر من 20 ألف كيلو من الأزهار للطقوس الدينية، ما جعل من تجارة الأزهار في المدينة مربحة جدا.
الأنهار مقدسة حسب الديانة الهندوسية، لكنها وبسبب التلوث البيئي الكبير وبسبب الأزهار التي ترمى فيها أصبحت مركزا كبيرا للنفايات. الحكومة الهندية أنفقت أكثر من 20 مليار يورو في السنوات الخمس الماضية من اجل تنظيف مياه الأنهار في الهند.
حماة البيئة أطلقوا حملة كبيرة في الهند من أجل إعادة استخدام الأزهار وجعل العبادة في البلد صديقة للبيئة.
نجح مهندسو بيئة هنود بصنع ماكينة تقوم باستخراج الدهون والعطور من الأزهار الذابلة والمستخدمة. هذه الماكينة الفريدة باهظة الثمن ويصل سعرها إلى أكثر من 10 آلاف يورو.
منظمات غير حكومية هندية مهتمة بحماية البيئة دعمت مشاريع تطوير ماكينات إعادة استعمال الأزهار وقدموا مشاريع كثيرة للتوعية البيئية في مختلف أنحاء البلد.
في بعض المعابد الهندية تقدم في أبواب المعبد مقترحات لمرتادي المعبد توضح لهم كيفية استخدام الأزهار التالفة في استخدامات لا تضر البيئة.