1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحافة حرة في بلد غير مستقر

١ أبريل ٢٠١١

رغم كل عيوب الإعلام في العراق، فإنه ما زال يعتبر انجازا مهما خرج به البلد من خيمة الإعلام الحكومي، ليعيش انفتاحا إعلاميا باهرا على مستويات غير معهودة في محيطه العربي والإقليمي.

https://p.dw.com/p/10m7l

شرّعت سلطة الائتلاف المؤقتة بعد إسقاط نظام صدام حسين قانون الهيئة العراقية للاتصالات والإعلام، وقد جاء في موجبات إنشاء الهيئة:

"اعترافًا بأن الحوار المنفتح النشط المبني على تبادل المعلومات بحرية، ضروري لتنمية ديمقراطية عصرية، ولإجراء انتخابات حرة وعادلة في العراق، وأن العنصر الأساسي لتحقيق ذلك هو تمكين جميع العراقيين من الوصول بحرية كاملة وبدون قيود إلى وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والمتنوعة والمتسمة بالنشاط والمهنية؛ واعترافًا كذلك بأن الاتصالات السلكية واللاسلكية تلعب دورًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية للأمم، وأن إيجاد شعور بالثقة القانونية لدى رواد الأسواق من شأنه تعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار؛ وإشارًة إلى حاجة أجهزة الإعلام، وخاصة الصحافة، إلى تطوير آلية فعالة تستخدمها لأغراض الرقابة الذاتية، في نفس الوقت الذي تكفل فيه بناء بنية تحتية منظمة للاتصالات"

أهداف تحققت وبعضها لم ير النور

من هنا جاءت هذه الهيئة لتكون نواة لإقامة مؤسسات إعلام ديمقراطي تتولى تنظيم عمل الإعلام الذي ظل على مدى عقود طويلة مسؤولية حصرية تتولاها السلطة من خلال أجهزة الدولة، وما برح العاملون في الأعلام موظفين في الجهاز الحكومي، وهو أمر ألغى تماما حرية الصحافة وحياديتها.

وانبثقت عن هذه الهيئة المفوضية العراقية للاتصالات والإعلام كما نشأت إلى جانبهما شبكة الإعلام العراقي التي تضم الفضائية العراقية وإذاعة جمهورية العراق وصحيفة الصباح وتخضع كلها لمدير عام واحد يتولى إدارتها.

هذا التنظيم توخى الوصول إلى إعلام حر يموّله دافع الضريبة ولا يحق للحكومة التدخل في عمله. لكن هذا المشروع فشل في المجمل في تحقيق أهدافه، وعادت شبكة الإعلام العراقي لتتحول من شبكة للبث العام إلى شبكة حكومية يعين مجلس الوزراء العاملين فيها وترتبط مصالحهم به على مستوى الخطاب الإعلامي.

في الجانب الآخر، نجحت هيئة العراقية للاتصالات والإعلام إلى حد ما في تنظيم عمل الإعلام الخاص، وكانت واحدة من أهم انجازات العراق الجديد ظهور إعلام متنوع منفتح يسعى أن ينقل للناس المعلومات والحقائق وأن يعرض لهم برامج درامية ومنوعة تمثل نتاجا عراقيا خالصا.

هذا الإعلام يعاني اليوم هو الآخر من مشكلات تتعلق بالتمويل الذي يفرض على الوسيلة الإعلامية خطابا يناسب أغراضه، كما يعاني من كثرة الوافدين والطارئين على مهنة الصحافة الذين لا يتقنون حرفيات المهنة.

من هنا تفضّل شريحة واسعة من الجمهور العراقي التوجه إلى وسائل الإعلام الدولي الناطقة بالعربية لتستقي منها أخبارا ومعلومات ترى أن فيها ما يكفي من الصدقية والحياد، ساعد على ذلك حرية العراقيين في امتلاك وتشغيل أجهزة الساتلايت التي أصبحت في متناول الجميع بعد سقوط النظام السابق الذي دأب على منع هذه الأجهزة وحكر تداولها على قلة من أنصاره المقربين.

ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح