1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رأي في انتخابات مجلس النواب الأخيرة

موجد الفتلاوي٧ مايو ٢٠١٤

يرى موجد الفتلاوي أنّ مسار الانتخابات في العراق يكشف أن الأحزاب الدينية هي صاحبة الحظوة عند المواطن وهي من يحصد الأصوات والسبب هو ان المجتمع صار يعتقد منذ سقوط النظام البائد ان الخلاص في الأحزاب الدينية .

https://p.dw.com/p/1BvIe
Bildergalerie Irak Schiitenführer Muktada al-Sadr Rückzug aus der Politik
صورة من: AHMAD AL-RUBAYE/AFP/Getty Images

المستقرئ لنتائج الانتخابات البرلمانية لهذا العام 2014 رغم عدم صدورها رسميا يلاحظ بما لايقبل الشك ان الاحزاب الدينية هي صاحبة الحظوة عند المواطن وهي من يحصد الأصوات. السبب ان مجتمعنا العراقي خصوصا الوسط والجنوب امنو منذ النظام البائد ان الخلاص بالإسلام وحملته من الأحزاب الدينية .. دعوة، مجلس أعلى، صدريون وما الى ذلك من تلك الأحزاب.

هذه الميول الفطرية كانت ولا تزال متداولة في الأوساط الشعبية وقد عزز هذه الميول الضغط والتعسف لنظام صدام المقبور. كما وان الأحزاب الدينية وبعد 2003 وعت هذه الحالة فجيرتها لصالحها من خلال تشجيع وتغذية الحس الديني الطائفي وليس الوطني من خلال المبالغة في احياء المراسيم الحسينية في عاشوراء, كما مارس المسؤولون أحياء هذه المراسيم بأنفسهم واتخذوا من مقولة كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء شعارا لهم ولمن يتبعهم ناهيك عن تثبيتهم لفقرة بالدستور تنص على إحياء الشعائر الحسينية والتي جنو ثمارها بعد حين والى يومنا هذا.

مرة التقيت السياسي العراقي فايق الشيخ علي وتعرفت على طروحاته عن قرب ورأيت كيف انه لا يسعى الى لبس جلباب الدين في حملته الانتخابية، من تلك اللحظة تيقنت انه خاسر لا ريب. كنت على وشك أن انصحه أن يلبس الدشداشة السوداء والحدرية ويمر على المواكب الحسينية فينثر الدولارات عليها طالبا من أهل الموكب الدعاء له عند زيارة سيد الشهداء, وبهذا يكون قد استجيب دعائه ودعاء حزبه وحصل على مرماه كما يفعل الآخرون من دعاة التدين وجماعة عظم الله أجوركم مولانا.

زرت أقربائي في الريف فسألتهم عن الانتخابات والمرشحين ومن سيفوز ، كانت إجابتهم ليفز من يفز فقط ليبقوا لنا زيارة الحسين عليه السلام ومانريد غير ذلك، هذه إذا مطالب شعبنا فما حاجتنا للتغيير ؟

كثير من العلمانيين والليبراليين يتوهمون أنهم قادرون تغيير العراق بمناهجهم واليات عملهم بعيدا عن الدين ، لا بأس ، لكن ما عددهم وما مقدار تأثيرهم في الشارع العراقي؟

Bildergalerie Irak Schiitenführer Muktada al-Sadr Rückzug aus der Politik
الأحزاب الدينية تعبئ الشارع من خلال المناسبات والهدايا.صورة من: Getty Images

فطرة الدين والتدين موجودة في عقول وقلوب الناس وهم وحسب فهمهم البسيط لا يقبلون النقاش في هكذا أمور وقد يتذكر البعض أن صدام حسين عندما زار الاهوار في الجنوب (إبان الحرب العراقية الإيرانية) أمر بتوزيع تلفيزيونات لمواطني الاهوار حيث شكروه وقالوا بالحرف الواحد نشكره لأنه جعلنا نرى (السيد) ونسمع ما يقول ويقصدون بالسيد آنذاك الخميني وهو عدو صدام اللدود في حرب السنوات الثمان.

كيف يمكن إذا للأحزاب غير الدينية أن تتسلل إلى قلب هذا المواطن. وكما تعرفون أن السيد محسن الحكيم نسف حزبا عظيما كالحزب الشيوعي بفتوى لا تزيد عن أربع كلمات (ان الشيوعية كفر والحاد). وبقى الشيوعيون يجترون خيبتهم لهذه الساعة.

في الختام اقول ستبقى الأحزاب اللادينية تغرد خارج السرب طالما هناك طريق ثالث الى كربلاء وطالما ان هناك بين كل حسينيتين حسينية وطالما يبقى الحسين في ضمائر الأغلبية الساحقة من أبناء هذا الشعب العظيم. الأحزاب الدينية ستبقى تلاحق وتحث المواطن على إحياء تلك الشعائر المقدسة طالما ان في ذلك خيرا وديمومة لاستمرارها في الحياة السياسية.

أما خطباء المنبر الحسيني سيبقون ومن باب اكل العيش يضجون بفاجعة سبط النبي في العشي والأبكار والظهر والأسحار ويثابرون على التأثير عاطفيا في نفس وعقل كل من أحب الحسين وهذا من شأنه ان يرسخ سمو المعتقد الديني لدى المواطن للدرجة التي تجعله يؤمن بغيبيات الأمور وكرامات الصالحين وهو لا يدري انه رهين إرادات الأحزاب الدينية التي تؤمن بان تثقيف المواطن بهذا الاتجاه يساعدها على البقاء، لأنه وبمجرد ان تكون هذه الطقوس ذاتية وبين العبد وربه أي خالصة لوجه الله ، يسقط المتأسلمون ويخسرون قواعدهم الفطرية ، لكن هل يحصل ذلك على المدى القريب لا أظن !