1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حماية التنوع البيولوجي في كوستاريكا

١٠ مايو ٢٠١١

بعد أن تحولت أكثر من 27 في المائة من مساحتها إلى محميات طبيعية، باتت كوستاريكا رائدة في هذا المجال. وقد لعب مركزا العلوم الاستوائية دورا كبيرا في هذا التحول إلى جانب حماية الببغاوات الخضراء الكبيرة المهددة بالانقراض.

https://p.dw.com/p/11Bj2
التوسع في زراعة الأناناس يهدد التنوع الطبيعي في كوستاريكاصورة من: CC/Make fruit fair!

كوستاريكا ذات الساحل الغني والمرتفعات الغنية بالذهب، هكذا تم وصف كريستوفر كولومبوس في عام 1502م، هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى. ولكن الغزاة لم يجدوا كنزا أو ذهبا أو أية مواد خام أخرى، فالثروة الحقيقية للبلاد تكمن في التنوع البيئي الذي تتمتع به من حيوانات ونباتات. بيد أن هذا الكنز باتت تتهدده الكثير من الأخطار.

يتعرض الساحل الغني في كوستاريكا إلى التدمير منذ سبعينيات القرن الماضي، فالغابات المطيرة تتعرض للقطع الجائر بينما توسع المناطق المخصصة لتربية الحيوانات والزراعة. وهنا يمكن اعتبار التوسع الكبير في زراعة الأناناس إحدى المشاكل الرئيسية، إذ تعتبر كوستاريكا إحدى أكبر الدول المصدر لهذه الفاكهة. ويساهم ارتفاع ثمن هذه الفاكهة في الأسواق العالمية دورا كبيرا في توسع مزارع الأناناس على حساب المساحات التي توجد فيها الغابات الطبيعية وهو ما يؤدي إلى تراجع مساحات الغابات المطيرة باستمرار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام المبيدات بشكل كثيف، أدى بدوره إلى تدمير النظم البيئية وتلوث الأنهار والتربة.

جهود للحفاظ على التنوع البيولوجي

ويشدد الناشطون في مجال حماية البيئة على ضرورة حماية التنوع البيولوجي في هذا البلد، ومن بينهم الباحثة الأمريكية ليزلي هولدريدغ، وهي خبيرة بعالم أنواع الطيور المعروفة بـ Skutch . وقد أسست في عام 1962 مركزا للعلوم الاستوائية (TSC)، وهو يمثل أول منظمة غير حكومية في كوستاريكا. ويهدف المركز إلى حماية التنوع البيولوجي في المناطق الاستوائية، وتعزيز استخدام الموارد الطبيعية مع الحفاظ على سلامة البيئة. في ذلك الوقت، أي حين تم تأسيس المركز، لم تكن هناك منطقة واحدة محمية في كوستاريكا. أما اليوم فإن أكثر من 27 في المائة من مساحة البلاد، تحولت إلى محميات طبيعية، أضحت بعدها كوستاريكا من الدول الرائدة في هذا المجال. وقد لعب مركزا العلوم الاستوائية (TSC) دورا كبيرا في هذا التحول.

Rotaugenlaubfrosch, Costa Rica
إحدى الأنواع الحيوانية النادرة في كوستاريكا الضفادع ذات العيون الحمراءصورة من: KfW / Bernhard Schurian

ويعرض القطع الجائر للغابات المطيرة العديد من الأنواع ومنها للانقراض لأنه يدمر البيئة الطبيعية التي تعيش فيها أنواع نادرة من الطيور كالببغاوات الخضراء الكبيرة. هذا الطائر الذي يلفت الأنظار بريشه الملون، هو من أكبر أنواع الببغاوات في العالم، إذ يصل طوله إلى حوالي 90 سم، لكنه أصبح نادرا للغاية في كوستاريكا. وقد أدرجه الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، أما مركز TSC فينصب اهتمامه بالأساس على حماية هذا النوع من الطيور.

أعشاش الطيور تتناقص باستمرار

إن الخطوة الأولى لحماية هذه الطيور، تتمثل في التعرف على البيئة التي تعيش فيها. وفي عام 1994 بدأ الباحثون العمل في هذا الاتجاه. وكانت نتائج الدراسة مثيرة للانتباه، فمنذ القرن التاسع عشر تقلص عدد الأعشاش التي تبنيها هذه الطيور بنسبة 90 في المائة. ونسبة إلى أن تلك الطيور تستطيع البقاء على قيد الحياة في بيئة محددة بعينها، فقد سعى مركز TSC بخطى حثيثة إلى دفع الجهود قدما باتجاه جعل المناطق الملائمة لعيش هذه الطيور مناطق محمية.

Soldatenara, (Great Green Macaw; Buffons Macaw; Ara Ambiguus)
خطر الإنقراض لا يهدد الغابات المطرية فحسب، وإنما يهدد أيضا الببغاوات الكبيرة الحجم في كوستاريكاصورة من: CC/DGERobertson

لكن هناك عامل آخر يمثل تهديدا لهذه الطيور النادرة بخلاف تدمير الغابات المطيرة، ألا وهو الصيد غير المشروع، فالاتجار بها يدر مالا وفيرا، ويتراوح سعر الفرخ الصغير بين 150إلى 300 دولار أمريكي، كما يوضح العلماء في مركز TSC. وحل هذه المشكلة ممكن من خلال تقديم بدائل اقتصادية لسكان المنطقة، وتوعيتهم بأهمية الغابات المطيرة وأهمية الأنواع التي تعيش قي تلك الغابات. وكما تقول مونيكا مليش من منظمة Tropical Verde البيئية التي تعتبر شريكا هاما لمركز TSC، فإن "حماية الطبيعة ترتبط ارتباطا وثيقا بوضع السكان في المنطقة المعينة، ولا يمكن أن تأتي بمعزل عن ذلك."

حماية الببغاوات النادرة رمز لحامية التنوع

ومنذ عام 2001 تكافح مجموعة مكونة من عشرين منظمة ناشطة في مجال حماية البيئة، من أجل بناء ممر بيولوجي يمتد عبر كوستاريكا وحتى نيكاراغوا. وفي عام 2005 بدأت هذه الجهود تتكلل بالنجاح، إذ أعلنت الحكومة تحويل الغابات المطيرة في منطقة Malenque في شمالي البلاد إلى محمية طبيعية. هذا ولا تعتبر هذه المنطقة من أغنى مناطق البلاد من حيث التنوع البيئي فحسب، وإنما تعتبر أيضا من المناطق الرئيسية التي تتكاثر فيها الببغاوات الخضراء الكبيرة. وكما ترى مونيكا مليش، فإن هذا النوع من الببغاوات يمثل رمزا بشكل أو بآخر لمؤشر الأنواع في المنطقة، الحيوانية والنباتية على حد سواء، لذا فإن حمايتها تعني حماية التنوع البيولوجي بالمعنى الشامل."

ميشائيلا فيرار/ نهلة طاهر

مراجعة: طارق أنكاي