1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Zwanzig Jahre deutsche Einheit – Erinnerungen arabischer Intellektuelle

٤ أكتوبر ٢٠١٠

تتزامن احتفالات ألمانيا بالذكرى العشرين لوحدتها مع جدل يشغلهم حول الأجانب إثر صدور كتاب يتهمهم بأنهم خطر على مستقبل البلاد. دويتشه فيله سألت بعض المثقفين العرب المقيمين في ألمانيا عن ذكرياتهم عن الوحدة ورأيهم بالسجال.

https://p.dw.com/p/PSwg
فادية فودة وصلت إلى ألمانيا قبيل الوحدةصورة من: Privat

فادية فودة باحثة وناشطة فلسطينية تعمل في ألمانيا الشرقية (سابقا) وتسكن في برلين الغربية منذ عشرين عاما. ومن خلال هذه الخصوصية، وعبر احتكاكها بزملاء العمل و الأصدقاء والجيران الألمان من الجمهورين الشرقي والغربي، إن جاز التعبير، راكمت خبرة طويلة ومعرفة عميقة بالمجتمع الألماني. واليوم، وبعد مرور عشرين عاما على إعادة وحدة البلاد، تشعر فودة بأن هناك حساسية ما لا تزال موجودة بين الجانبين.

وتتجلى هذه الحساسية، برأيها، من خلال تفسيرات سلوكية معينة تؤخذ على هذا أو ذاك وتنسب إلى انتمائه السابق سواء لألمانيا الشرقية أو الغربية. وتضيف فودة، في حوار مع دويتشه فيله، بأنّ هذه الحساسية دليل على أن الهوة بين الجانبين لم تردم بعد وأن هناك جرحا صغيرا بين الشرقيين والغربيين مازال بحاجة إلى وقت كي يندمل تماما وتذوب هذه الفوارق وتنتهي "الحروب الصغيرة".

شاهدة على اختفاء دولة

Deutschland Thilo Sarrazin Buch Deutschland schafft sich ab
تتزامن احتفالات ألمانيا بإعادة وحدتها مع السجال الذي أثاره تيلو زاتسين حول الأجانبصورة من: AP

وبالرغم من أن الباحثة والناشطة في قضايا المهاجرين لم تعش تجربة سقوط جدار برلين في ألمانيا فإنها تابعتها على شاشات التلفزة وكونت تجربة خاصة معها، فهي جاءت إلى ألمانيا قبل إعادة الوحدة بقليل. إذ وصلت فادية فودة إلى مطار شونيفيلد، الذي كان تابعا لدولة ألمانيا الشرقية، وانتقلت إلى برلين الغربية دون أن تلاحظ أية إجراءات حدودية كما كانت تسمع سابقا. عندها أدركت أن "العملية انتهت، وأن الوحدة أصبحت واقعا على الأرض وما تبقى ليس سوى أمور بيروقراطية"؛ وإلا فكيف ستنتقل من مطار في شرق ألمانيا إلى غربها دون أية عقبات؟

وقصة فادية فودة الغريبة مع ألمانيا الشرقية لم تبدأ مع هبوطها في مطار شونيفيلد بل في العاصمة القبرصية نيقوسيا. فحين تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى ألمانيا، كي تلتحق بزوجها الذي كان وصل قبلها ومقيما في برلين الغربية، أخبرها الموظف المسؤول في سفارة ألمانيا الشرقية في قبرص بأنها آخر شخص يحصل على تأشيرة دخول من هذه السفارة. وبمجرد خروجها ستغلق السفارة لأن "عملنا هنا قد انتهى". أصبت بذهول شديد، تقول فادية، وكنت مصعوقة لسماع هذا الكلام الذي لا يعني إلا شيئا واحدا وهو أن دولة ما قد اختفت!!".

مشغول بالأجانب

Arabische Intellektuelle und die deutsche Einheit
ركز يعقوب اهتماماته على الأجانب في ألمانيا الشرقية بعد انتشار ظاهرة العداء لهمصورة من: Nabil Yacoub

أما نبيل يعقوب، رئيس فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ألمانيا، فقد عاش تجربة إعادة الوحدة ساعة بساعة وربما دقيقة بدقيقة من قلب ألمانيا الشرقية. وبالرغم من حماسته لهذه "الحركة الشعبية"، التي انطلقت ردا على القمع الذي كان يمارس في ألمانيا الشرقية و"حرمان الناس من التعبير عن رأيهم بحرية والقيود المفروضة على السفر"، فإنه كان مشغولا بما بعد سقوط جدار برلين وانهيار النظام الشيوعي. فَهَمُّ هذا الناشط المصري، الذي قدم إلى مدينة دريسدن قبل أكثر من خمسين عاما، كان منصبا على وضع الأجانب في الشطر الشرقي من البلاد والمصير الذي كان ينتظرهم بعد التوحيد.

فقد انطلقت مظاهرات في مختلف مدن ألمانيا الشرقية ضد الأجانب الوافدين من الدول النامية التي ارتبطت بعلاقات وثيقة مع النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية. وانخرط يعقوب في صفوف منظمات حقوق الإنسان التي تأسست للدفاع عن عشرات الآلاف من الطلبة الفيتناميين والموزامبيقيين وغيرهم من الأجانب الذين كانوا مهددين بالترحيل من البلاد إثر موجة العداء للأجانب التي رافقت انهيار ألمانيا الشرقية وبدء إعادة توحيد شطري البلاد.

التاريخ يعيد نفسه

Arabische Intellektuelle und die deutsche Einheit
يرى فضل الله بأنه لا توجد في ألمانيا سياسة حول الاندماج حتى بعد عشرين سنة من إعادة توحيدهاصورة من: Privat

والغريب أن السجال حول الأجانب يلقي بظلاله اليوم على احتفالات مرور عشرين سنة على إعادة توحيد ألمانيا وكأن التاريخ يعيد نفسه. وإذا كانت موجة العداء السابقة مرتبطة بنظام معين (ألمانيا الشرقية) وعلاقاته "الإيديولوجية مع بعض الدول"، فإن للسجال الحالي أبعادا أخرى، حسب يعقوب. ويضيف يعقوب، في حوار مع دويتشه فيله، بأنه وبالرغم من أن كتاب المصرفي الألماني السابق تيلو زاراتسين قد تسبب في إطلاق هذا السجال، بما حواه من "مقولات عنصرية ضد العرب والمسلمين، فإن هذه الظاهرة ليست حكرا على ألمانيا بل هي منتشرة في عدة دول أوروبية كهولندا والدنمارك وفرنسا أيضا".

وبمناسبة مرور عشرين عاما على الوحدة الألمانية وتحذير بعض المثقفين الألمان من خطورة أطروحات زاراتسين على وضع الأجانب في ألمانيا، يوجه الطبيب والباحث السوداني حامد فضل الله انتقادات شديدة إلى سياسة الحكومة الألمانية فيما يتعلق بملف الاندماج. ويضيف فضل الله المقيم في ألمانيا منذ خمسة عقود، في حوار مع دويتشه فيله، بأن ألمانيا "لم تهتم كثيرا بقضية الاندماج". فحتى مؤتمر الإسلام، الذي دعا إليه وزير الداخلية السابق فولفغانغ شويبله عام ألفين وستة، "لم يحقق أي شيء حتى الآن".

والمشكلة برأي فضل الله، عضو مجلس الأمناء في مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، الذي عاش تجربة الوحدة من الشطر الغربي، أن زاراتسين ليس وحيدا في آرائه المعادية للأجانب إذ أن هناك العديد من الساسة الألمان الذين يشاطرونه أطروحاته لكن دون الإفصاح عنها. كما أن الإستطلاعات الأخيرة تشير إلى أن خمسة وخمسين في المائة من الألمان، المستطلع آراؤهم، يقولون إن الأجانب يمثلون عبئا على اقتصاد البلاد؛ وهذا هو الخطير في الأمر خصوصا بعد مرور عشرين عاما على إعادة توحيد ألمانيا.

أحمد حسو

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات