لازم الموت شنايدر في مراحل كثيرة من حياته، بدءا برحيل ابنته مايكه وهي في ريعان شبابها نتيجة مرض اللوكيميا، ومرورا بترأسه قداس تأبين الضحايا الاحدى والعشرين الذين سقطوا في مأساة حادثة التدافع في مهرجان الحب في دويسبورغ عام ألفين وعشرة. ومن ثم إصابة رفيقة دربه بالسرطان. عاش نيكولاوس شنايدر وزوجته آني، عالمة اللاهوت في مواجهة مستمرة مع الموت والحزن. وبعد تشخيص إصابتها بالسرطان ترك شنايدر رئاسة الكنيسة البروتستانتية، ليتفّرغ للعناية بزوجته المريضة. وتجاوز الزوجان محنتهما بفضل العلاج الكيماوي، لكنها قررت وزوجها منذ تلك اللحظة مشاركة الآخرين تجربتهما في مواجهة الموت. إنهما يتحدثان بلا وجل عن ظاهرة مفارقة الحياة، ويعقدان جلسات تتناول الموت صراحة، ويشاركان في ندوات عن كيفية التعامل مع اليأس وتزعزع إيمان المرء حين يفقد عزيزا. في محاضراتهما وحواراتهما تتوارى دائما رسالة مبطنة مفادها: أن الموت جزء من الحياة