اغلاق صناديق الاقتراع في إيران وسط توقعات بعدم حدوث مفاجآت
١٤ يونيو ٢٠١٣اعلنت وزارة الداخلية الايرانية في بيان تمت تلاوته على التلفزيون ان عمليات الاقتراع لانتخاب رئيس جديد انتهت في الساعة 00,23 (30,18 ت غ) اي بعد خمس ساعات من الموعد المقرر اصلا. واورد البيان ان "مكاتب الاقتراع في طهران ستغلق ابوابها لكن الناخبين الموجودين فيها اصلا يمكنهم التصويت".
وفي المناطق اغلقت مكاتب الاقتراع في الساعة 00,22 بعد ارجاء هذا الامر مرارا جراء كثافة الناخبين. وبدأت عملية فرز الاصوات في المدن الايرانية على ان تعلن نسبة المشاركة والنتائج الاولية الجزئية صباح السبت.
ودعي أكثر من خمسة ملايين من الناخبين الإيرانيين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الإيرانية اليوم الجمعة، وحثهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي على المشاركة بقوة في الاقتراع لدحض تلميحات أمريكية بأن الانتخابات ستكون غير نزيهة.
وتحدث مسؤول عن عمليات التصويت في طهران عن نسبة مشاركة تجاوزت سبعين في المائة. ومن غير المرجح أن تسفر هذه الانتخابات عن تغييرات جذرية في علاقات إيران المضطربة مع الغرب وجيرانها في دول الخليج العربية لكنها قد تخفف من شدة الخطاب العدائي الذي يفضله أحمدي نجاد. وانتخابات اليوم هي أول انتخابات رئاسية في إيران منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2009 المطعون في نتائجها، مما أدى إلى تفجر احتجاجات في الشوارع استمرت شهوراً في الجمهورية الإسلامية.
والمرشح حسن روحاني (64 عاماً) هو المرشح الوحيد للمعتدلين والإصلاحيين. ويبدو أن المحافظين الثلاثة الذين ينافسونه قد تفرقوا، وهم وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير مفاوضي الملف النووي سعيد جليلي. ولا تتوافر للمرشحين الآخرين محسن رضائي ومحمد قراضي أي فرصة للفوز.
وستجرى دورة ثانية في 21 حزيران/ يونيو إذا لم يحصل أي من المرشحين الستة على أكثر من 50 بالمائة. وقد تعلن النتائج الأولية السبت. وقال مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يشرف على الانتخابات إنه "لا يحق لأحد الإعلان عن فوزه قبل صدور النتائج".
دعوة إلى الهدوء في انتظار النتائج
من جانب آخر دعا المرشحون الستة للانتخابات الرئاسية الإيرانية في بيان مشترك أنصارهم إلى الهدوء وتجنب النزول إلى الشارع في انتظار إعلان النتائج الرسمية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية. وقال ممثلو المرشحين في البيان "تسري شائعات عن تنظيم احتفالات بالفوز (...) نطلب من الشعب عدم الاكتراث لها وتجنب أي تجمع قبل إعلان النتائج الرسمية" من جانب وزارة الداخلية.
وكانت حملات الدعاية ضعيفة مقارنة بالمؤتمرات الحماسية التي سبقت انتخابات عام 2009، عندما ظن أنصار المرشحين الإصلاحيين أنهم يتنسمون رائحة التغيير في إيران. وانتقدت جماعات حقوق الإنسان إيران لمزيد من الاعتقالات والقيود على النشطاء والصحفيين قبل انتخابات الجمعة وشطب 678 مرشحاً. ويرفض المسؤولون الإيرانيون الاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان ويقولون إن لها دوافع سياسية. ويقولون إن الانتخابات في إيران حرة ونزيهة وديمقراطية.
خامنئي يسخر من أمريكا
وبعد أن أدلى الزعيم الأعلى الإيراني بصوته في العاصمة طهران حث الإيرانيين على الإقبال على التصويت بأعداد كبيرة وسخر من شكوك غربية في مصداقية الانتخابات. وقال ساخراً في تصريحات أثناء إدلائه بصوته نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة "سمعت مؤخراً أن أحدهم في مجلس الأمن القومي الأمريكي قال: (نحن لا نقبل هذه الانتخابات في إيران). إننا لا نعير ذلك أي اهتمام". وفي الرابع والعشرين من آيار/ مايو الماضي شكك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مصداقية الانتخابات منتقداً استبعاد مرشحين ومتهما طهران بتعطيل خدمات الإنترنت.
وانتقد كل مرشحي الرئاسة - باستثناء سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الحالي - الأداء الدبلوماسي الذي جعل إيران أكثر عزلة وتئن تحت وطأة العقوبات الاقتصادية. ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن جليلي قوله بعد أن أدلى بصوته "يجب على الجميع أن يحترم الاسم الذي ستأتي به صناديق الاقتراع والشخص الذي يختاره الشعب".
ع.غ/ م. س (آ ف ب، د ب أ، رويترز)