اتفاق عراقي أيراني لحل مشاكل الحدود بعد انسحاب إيران من حقل الفكة النفطي
٧ يناير ٢٠١٠وصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الى بغداد اليوم في زيارة مفاجئة تستغرق يومين. وأجرى الوزير الإيراني فور وصوله جولة أولى من المشاورات مع نظيره العراقي هوشيار زيباري الذي قال في مؤتمر صحافي مشترك إن بلاده و إيران اتفقتا على حل مشاكل الحدود بينهما. ولهذا الغرض سيتم إطلاق اجتماعات اللجان الفنية المشتركة في الأسابيع القادمة بغية التوصل إلى حل لمشاكل الحدود البرية والمائية بين البلدين. وتأتي الزيارة الوزير الإيراني لبغداد لتنهي التوتر الذي شاب العلاقات بين الجانبيين بعد أن أحتل جنود إيرانيون بئرا نفطيا في منطقة الفكة الواقعة في محافظة ميسان جنوب العراق، وهذا ما اثار غضب العراقيين بمختلف اطيافهم السياسية والمذهبية. في هذا السياق قال الوزير العراقي زيباري: "اتفقنا على تطبيع الأوضاع الحدودية وعودة الامور الى ما كانت عليه سابقا، كما اتفقنا على أن تجتمع اللجنة الفنية الخاصة بترسيم الحدود المائية في خرم شهر". واكد زيباري أن بغداد حددت ممثليها ورصدت الاموال اللازمة لبدء أعمال اللجنة الاولى والخاصة برتسيم الحدود.
متكي يعترف بتجاوزات إيرانية على الحدود العراقية
من جانبه أكد منوشهر متكي الإتفاق مع العراق على لقاء لجنة الحدود بين البلدين. مشيرا الى ان الاسبوع القادم سيشهد اجتماعات اللجنة الفنية في منطقة قصر شيرين، الذي يعتبر من اكبر المعابر الحدودية بين البلدين في منطقة ديالي وسط العراق عند مدينة خانقين. وتابع الوزير الإيراني قائلا إن لجنة فنية ثالثة ستجتمع هي الاخرى بعد ثلاثة اسابيع لتبدأ عملية ترسيم الحدود المائية بين البلدين. وأعترف الوزير الإيراني متكي بتجاوز جنود إيرانيين لحدود العراق عند منطقة الفكة بالقول: " كان هناك تجاوز من بعض قوات الحدود. وقد أعيدت القوات العراقية الى مكانها الاصلي وتم أصدار الاوامر للقوات الإيرانية للرجوع الى مكانها الاصلي".
بئر الفكة بأيدي عراقية بعد انسحاب الإيرانيين
وكان مسؤولون محليون في محافظة ميسان، وعاصمتها مدينة العمارة، قد أعلنوا في 22 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن عسكريين وتقنيين إيرانيين سيطروا على البئر رقم اربعة في حقل الفكة على الحدود بين البلدين. لكن الإيرانيين انسحبوا من البئر وظلوا داخل الاراضي العراقية. يذكر أن البئر تبعد مسافة خمسين مترا عن الحدود الإيرانية. وأثارت العملية هذه غضب العراقيين جميعا ووحدت الاحزاب والكتل السياسية التي تختلف في الكثير من المواقف فيما بينها. وشهدت المدن العراقية الكبرى مظاهرات حاشدة شارك فيها الالاف من العراقيين بمختلف انتمائاتهم العرقية والمذهبية والسياسية نددوا فيها بالاحتلال الإيراني للاراضي العراقية. يشار الى ان الحدود بين البلدين لم تحدد بشكل تفصيلي منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988 والتي استمرت ثمانية أعوام. وعلى ضوء الفوضى الحدودية تحتفظ إيران بمياه الكثير من الانهر التي تصب في شط العرب مما ساهم في زيادة شحة المياه في المنطقة وارتفاع نسبة الملوحة في الشط المذكور.
(ح.ع.ح/ د.ب.أ/أ.ف.ب)
مراجعة: ابراهيم محمد