إلى متى العذاب؟
٢٥ يوليو ٢٠١٣كلنا وجبات سريعة على قارعة السوق ، هم يشربون دماءنا ليسكروا مع الحور العين و غيرنا يشرب بولهم ليتبرك ببطولاتهم ، أجسادنا عارية تبحث عن سكاكين مفخخة تقطعها الى أشلاء لتحملها بطانيات الأصدقاء الى مثواها الأخير قبل أوانها لتترك ورائها بكاء الأرامل و صراخ الأيتام و أعباء المعيشة ، ليزيد الحمل على الكفيل أضعافاً مضاعفة و ان كان ظهره المحني لا يحتمل أوزار الزمن فلا خيار له إلا الرضا بما كتب على جبين العراق .
ترسم تلك الأجساد المتفحمة في هذا الشهر الفضيل الذي سمي بشهر (الرحمة ) علامة استفهام حمراء كبيرة بقدر لوعة أم منتظرة لم يعد ابنها بخبز الإفطار ، و بقدر حزن أب فرح لتوهه بنجاح أبنه و ظن ان المستقبل فتح أبوابه له ليستريح قريبا ، و كنت أتمنى الا اجتر السؤال الكلاسيكي الذي مللنا من سماعه و من طرحه يوماً بعد يوم : إلى متى ؟
متى ؟ تلك الحروف الثلاثة التي ارتبطت في البحث عن الزمن ، الى متى نبقى نبحث عن زمن الأمان ؟ زمن ليس فيه ألآت تفرم الأجساد الغافلة .. زمن لا يسلب الأرواح قبل أوانها و لا يقطف الثمار قبل نضجها و لا يقطع الرؤوس قبل عطائها ؟
إلى متى نبقى نستلم رسائل التعزية و نعيد إرسالها و نرى أقمشة السواد تغطي أرصفة الطرقات ؟
إلى متى يستمر سماع أصوات سيارات الإسعاف تهرع كل يوم لتنتشل ما تبقى من ذكريات ممزقة ؟
الى متى يبقى يتطوع أبناؤنا في جيوش المعاقين و القاعدين و فاقدي الحياة ؟
إلى متى تتكاثر رؤوس الأرامل و الأيتام و تقل أيدي من يمسح عليها ؟
هل ضاع هذا الزمن بلا رجعة أم تاه في متاهات سياسة المصالح الشخصية على حساب جروح الوطن ؟
الى متى نبقى ننزف الأهل و الأحبة و الأصدقاء و لا يمل أو يكل قاتلنا من التفشي و الفرح بسلبنا أرواحنا ؟
إلى متى تبقى إخبارنا عابقة بروائح شي الأجساد و مصطبغة بألوان الدماء و لا تعرف سوى كلمات مللنا من طرقها على إسماعنا كل يوم، أستشهد ،جرح ، أغتيل ، مفخخة ، ناسفة ، إرهابي ، أسلحة ، أبرياء ، ضحايا ، مجرمين ؟
إلى متى ؟
من يملك الجواب على هذا السؤال فليسعفنا به .