1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"جيوش بلا سلاح"..حرب إلكترونية شرسة في سوريا

Ebtsam Fawzy٣٠ يوليو ٢٠١٢

لعب الإنترنت دورا واضحا في "الربيع العربي" إذ صار وسيلة حشد مهمة استخدمها الثوار والمعارضة. وفي سوريا، حيث يعد الإنترنت البوابة الوحيدة تقريبا على الأحداث، يخوض كل من النظام والمعارضة حربا موازية في الشبكة العنكبوتية.

https://p.dw.com/p/15go8
A Syrian man connects on his Facebook account at an internet cafe, in Damascus, Syria, on Tuesday Feb. 8, 2011. A media watchdog said Tuesday that Syria appears to be lifting a three-year-old ban on YouTube and Facebook, a decision that could be seen as a gesture to stave off unrest following popular uprisings in Egypt and Tunisia. The Syrian government does not comment on its Internet restrictions. But several Internet users in Syria told The Associated Press on Tuesday that the sites were accessible for the first time in years without having to tunnel through a proxy servers. Lifting the ban may well be an example of such reforms, but it is not a major concession by Assad. The ban had little practical effect, with many Syrians using proxy servers to access the sites every day. (AP Photo/Muzaffar Salman)
صورة من: AP/dapd

"نضع بين أيديكم العناوين الإلكترونية وكلمات المرور لموظفي الجزيرة..السيطرة على موقع الجزيرة التركي بالكامل..اختراق 40 موقعا إخباريا بريطانيا و150 موقعا أمريكيا"..هذه بعض نماذج التحديثات التي ينشرها موقع ما يطلق عليه "الجيش  السوري الإلكتروني".

ويجزم نشطاء المعارضة في سوريا بأن أصابع النظام هي من يحرك هذا الموقع الذي ينشط بشكل واضح على مواقع التواصل الاجتماعي ويقول إن مهمته هي "التصدي لمن ينشرون أخبارا ملفقة عن حقيقة ما يجري في سوريا".

وعلى صفحتهم في موقع الـ"فيسبوك" يطلب القائمون على الصفحة من أعضائها الدخول إلى بعض المواقع الإخبارية وكتابة تعليقات كثيرة يهاجمون فيها الأخبار التي تبثها هذه المواقع "المتآمرة". وتشمل قائمة هذه المواقع العديد من وسائل الإعلام العربية والغربية منها موقع DW عربية.

###ACHTUNG! NUR ZUR BERICHTERSTATTUNG ÜBER DIESE WEBSITE VERWENDEN### Sreenshot, 30.7.2012 http://syrian-es.org/
يحاول النظام استخدام سلاح الإنترنت ضد معارضيهصورة من: syrian-es.org

الحظر وسيلة للحل؟

قام موقع الفيسبوك أكثر من مرة بغلق صفحة "الجيش السوري الإلكتروني" إلا أن الصفحة تعود دائما للظهور. وفي الوقت نفسه يتزايد عدد المؤسسات الدولية التي تطالب إدارة الموقع بإغلاق الصفحات السورية التي تنشر موادا مصورة أو مكتوبة تحض على العنف.

وفي رد فعل من قبل موقع التواصل الاجتماعي الشهير قال داستن موسكوفيتز الإداري بالموقع إنهم اتخذوا قرارا بإغلاق جميع صفحات سواء المعارضة أو الداعمة للثورة السورية بشكل تدريجي بسبب صور العنف والقتل التي تبثها.

ويدرك الناشطون السوريون سعي النظام السوري من أجل التصدي للمعارضة على شبكة الإنترنت وهو أمر يوضحه الناشط السوري عامر مطر قائلا:"النظام السوري هو من يرعى هذه المواقع التي تهدف لتدمير صفحات المعارضة وهو أمر جلي للجميع، إذ سبق وتقدم بشار الأسد في أحد خطاباته بالشكر للقائمين على موقع الجيش الإلكتروني".

Der syre Ammer Mattar ist ein Regime Gegner, lebt nun in Deutschland. Er hat sein foto fuer die DE freigegeben zur Veroeffentlichung mit einem Interview mit ihm. Stichwoerter: Syrien, Assad, Facebook, opposition
يرى الناشط السوري عامر مطر أن النظام السوري يفتقر لذكاء المعارضين في التعامل مع التقنيات الإلكترونيةصورة من: privat

لكن مع مرور الوقت وتزايد أعداد القتلى الذين يسقطون في سوريا، لم يعد هذا الموقع وأشباهه الشغل الأكبر للمعارضة ولا حتى للمهتمين بالشأن السوري.

المعارضة ومهارة متراكمة في التعامل مع الإنترنت

يواجه نشطاء المعارضة مهمة ليست بالسهلة في بلد يفرض قيودا عديدة على استخدام الإنترنت. فقبل اندلاع الثورة السورية بفترة طويلة اعتاد السوريون على استخدام البرامج المخصصة لفك الحظر على المواقع الإلكترونية الأمر الذي أكسبهم كما يبدو خبرة واسعة في كسر قيود الحظر التي يفرضها النظام.

ويرى المعارض السوري مطر الذي يعيش في ألمانيا أن النظام السوري يفتقر للمهارات الإلكترونية المتوافرة لدى المعارضة وهو أمر لمسه بنفسه إذ يقول:"اعتقلتني السلطات مرتين وكانوا دائمي السؤال عن كلمة المرور الخاصة بي مما يعني أنه لا يمكنهم معرفتها بنفسهم. لم يكن لديهم سوى التعذيب للحصول على المعلومة التي يرغبون فيها".

وبالرغم من أن مطر يعيش خارج سوريا منذ ثلاثة أشهر إلا أنه دائم التواصل بشكل يومي مع النشطاء في سوريا إذ يرى أن الإنترنت والفيسبوك بشكل خاص سهل من عملية التواصل بين النشطاء.

###ACHTUNG! NUR ZUR BERICHTERSTATTUNG ÜBER DIESE WEBSITE VERWENDEN### Sreenshot, 30.7.2012 http://www.youtube.com/watch?v=AnJ_Fjpd4Z0
خبرة متراكمة في التعامل مع الحظر الذي يفرضه النظام على الإنترنتصورة من: youtube.com

المعايير المهنية الصحفية على المحك

"التحقق من المعلومة أكثر من مرة ومن عدة مصادر" من القواعد الأساسية للصحفي المحترف إلا أن الوضع في سوريا جعل معظم وسائل الإعلام حتى ذات المهنية الكبيرة، في مأزق. فعدم السماح لمراسلي وسائل الإعلام بتكوين صورة عن الوضع في مكان الحدث، جعلهم يعتمدون بشكل كبير على فيديوهات تبث على شبكة الإنترنت دون توافر إمكانية التأكد من صحتها. وتكتفي الكثير من وسائل الإعلام التي تبث هذه المواد بعبارة "لم يتسن التأكد من صحة الشريط" في محاولة للحفاظ على الحد الأدنى من المهنية المطلوبة.

من ناحية أخرى لا يتحدث الإعلام الرسمي السوري إلا عن "المؤامرة الدولية" التي تحاك ضد البلاد. ويستخدم نشطاء المعارضة أحيانا بعض تغطيات الإعلام الرسمي الإخبارية كـ"فواصل فكاهية" للسخرية من الطريقة التي يصفوها بالساذجة في تغطية بعض الأحداث.

ولعل الإعلام الرسمي السوري لا يختلف كثيرا عما قام به الإعلام العراقي الرسمي قبيل دخول القوات الأمريكية لبغداد أو الإعلام الرسمي المصري الذي وجه كاميراته خلال تغطية أحداث الثورة المصرية صوب النيل الهادئ متجاهلا التظاهرات العارمة في ميدان التحرير.

ولا يجد المعارضون وسيلة أكثر فاعلية من الإنترنت لنشر الفيديوهات التي يقومون بتصويرها وكذلك لتنسيق العمل فيما بينهم.

هو جينتاو بدلا من بشار!

بالرغم من أن معظم صفحات المعارضة السورية تحرص على نشر لقطات القصف والقتل والعنف إلا أن روح الفكاهة لم تغب عن بعض هذه الصفحات حتى في أحلك الظروف. وأشهر الأمثلة على ذلك صفحة "الثورة الصينية ضد طاغية الصين" والتي تحاول استخدام روح الفكاهة في التعبير عن الغضب عما يحدث في سوريا. فبدلا من توجيه النقد المباشر للرئيس السوري بشار الأسد تتحدث الصفحة عن "الطاغية الصيني هو جينتاو".

###ACHTUNG! NUR ZUR BERICHTERSTATTUNG ÜBER DIESE WEBSITE VERWENDEN### Sreenshot, 30.7.2012 https://www.facebook.com/COMEDY.AND.COMEDY
روح الفكاهة لم تغب عن صفحات الثورة السوريةصورة من: facebook.com

وتتطرق الصفحة إلى جميع اللاعبين الأساسيين في الثورة السورية لكن بصورة ساخرة فهي ترمز للشبيحة بـ"سلاحف النينجا" كما يطلق بعض رواد الصفحة العنان لخيالهم ويعتقدون أن "هو جينتاو" ربما يستعد حاليا ليغادر إلى جدة.

ابتسام فوزي

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد