1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعنت الأحزاب الألمانية العائق الأكبر أمام تشكيل تحالف حكومي

٢٢ سبتمبر ٢٠٠٥

تتواصل المفاوضات والإتصالات خلف الكواليس بين الأحزاب السياسية الألمانية للتوصل إلى صيغة تعاون يتم من خلالها تشكيل الحكومة المقبلة مع أن "تعنتها" يمثل العائق الأكبر أمام كسر الجمود الراهن في العملية السياسية الألمانية

https://p.dw.com/p/7CmJ
تحالف "الاشارة الضوئية"؟صورة من: dpa

تواصلت الجهود والمساعي الحثيثة التي تقوم بها الأحزاب الألمانية من أجل تشكيل تحالف حكومي يخرج ألمانيا من حالة الجمود السياسي الذي يسود المشهد السياسي الألماني بعد ثلاثة أيام من الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة غير الحاسمة. فمن جهته اجتمع رئيس الحزب الإشتراكي فرانز مونتفيرنيغ مع أقطاب حزب الخضر من أجل ضمهم إلى محاولاته لاستكشاف إمكانية تشكيل تحالف حاكم بمشاركة حزب ثالث من أجل الحصول على أغلبية برلمانية. وفي هذا الإطار يحاول الحزب الإشتراكي الديمقراطي، بكل ما يملك من قوة ووسائل إغراء، التقرب من الحزب الليبرالي وإقناعه بالانضمام إلى تحالف يجمع هذه الأحزاب معاً. وتأتي هذه المحاولات على الرغم من رفض قيادة الحزب الليبرالي الدخول في هذا التحالف المعروف بتحالف "الإشارة الضوئية" رفضاً تاماً حتى الآن. كما تواصلت المفاوضات، العلنية وغير العلنية، بين الإتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب الخضر من أجل محاولة إيجاد أرضية لصيغة تعاون مشتركة بينهما. وكما هو واضح من إستراتيجيات عمل الأحزاب، فإن الحزبين الكبيرين يحاولان عن طريق مغازلة الأحزاب الصغيرة تقوية موقفيهما في لعبة الرهانات حول تشكيل التحالف الحكومي القادم.

معضلة الخروج من "الحصار المتبادل"

Angela Merkel im Amt bestätigt
ميركيل وسط أعضاء الكتلة البرلمانية للإتحاد المسيحي الديمقراطيصورة من: AP

وفي خضم البحث عن بدائل للخروج من المأزق السياسي الذي تنخضت عنه الإنتخابات الألمانية، والذي لم تشهده الساحة السياسية الألمانية من قبل، يرى بعض المراقبين أن الحل الوحيد يكمن في تخلي الأحزاب الألمانية عن تعنت مواقفها الحالية وانسحاب المرشحين الاثنين للمستشارية ميركيل وشرودر في نهاية الأمر. وعلى هذا النحو يكون شرودر قد تمكن على الأقل من الحيلولة دون تولي ميركل لمنصب المستشارية وهو ما يمكن إعتباره نصراً سياسياً أخيراً له. وعلى هذا النحو فهو مهد بذلك الطريق أمام تشكيل تحالف حكومي مستقر يخرج ألمانيا من حالة "الحصار المتبادل" الراهنة، على حد تعبير أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماينز يورغن فالتر . ويذكر وزير الخارجية الحالي يوشكا فيشر، أبرز شخصيات حزب الخضر وأكثرها شعبية، أعلن عن نيته التخلي عن تبوء مناصب قيادية في حزب الخضر في حالة عدم مشاركة حزب الخضر في الحكومة المقبلة. وعلل يوشكا فيشر خطوته هذه برغبته في إتاحة الفرصة أمام الأجيال الجديدة لتحمل المسئولية السياسية.

إنتقادات خفية لنهج ميركيل

Stoiber und Merkel - Panorama
صورة من: AP

وعلى الرغم من تجديد أعضاء الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي ثقتهم بزعيمتهم أنغيلا ميركيل أمس، إلا أنه لا يعلم أحد مدى مصداقية هذا التضامن المرحلي في ظل وجود أصوات داخل حزبها تحملها مسئولية النتائج السيئة التي حققها حزبها في الانتخابات الأخيرة. وتمحورت هذه الانتقادات الغير المباشرة على النهج الذي إتبعته أحزاب المعارضة خلال الحملة الانتخابية، وخصوصاً تركيز إستراتيجية الحزب على دعم آليات الإقتصاد الحر دون أخذ حقوق العاملين والفئات الفقيرة بالحسبان. وفي هذا السياق أشار خبير الإتحاد المسيحي الديمقراطي في الشؤون الاجتماعية، ووزير الصحة السابق، هورست سيوفر إلى غياب شخصية قيادية في الإتحاد المسيحي تجسد مفهوم الحزب الاجتماعي والتزامه بـ"القيم الكاثوليكية الاجتماعية التي تعد جزءً لا يتجزأ من هوية الحزب المسيحية".

"تحالف جامايكا" دون فيشر؟

Symbolbild Jamaika Koalition
تحالف جامايكا ومعضلة الخروج من حالة الحصار المتبادلصورة من: Fotomontage/AP Graphics/DW

وفي غضون ذلك عبرت قيادات حزب الخضر عن شكوكها في إمكانية تحقيق "تحالف جامايكا" الذي يجمع بين الحزبيين المسيحيين الديمقراطي والاجتماعي (اللون الأسود)، وكل من الحزب الليبرالي (اللون الأصفر) وحزب الخضر الذي يرمز له باللون الأخضر على أرض الواقع. وفي هذا الخصوص أشارت زعيمة حزب الخضر كلاوديا روت إلى "التناقض الواضح بين برامج الحزب الليبرالي والإتحاد المسيحي الديمقراطي من جهة، وبرنامج حزب الخضر من جهة أخرى". وعلى وجه الدقة عبرت كلاوديا روت عن صعوبة الموافقة بين النهج الاقتصادي لحزب الخضر والحزب الليبرالي، فبينما يصر الليبراليون على ضرورة تحرير الإقتصاد الألماني من تدخل الدولة في آليات عمل السوق الحر، يتبنى حزب الخضر رؤية إقتصادية مفادها أن مهمة الدولة تكمن في التدخل عند الضرورة للحيلولة دون إلحاق الضرر بالبيئة وحقوق المواطنة والعمال. ويذكر أن وسائل الإعلام الألمانية أطلقت "تحالف جامايكا" على هذا التحالف، لان ألوان الأحزاب المشاركة فيه للأحزاب تشكل في مجموعها علم دولة جامايكا.

لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد