1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مدير مؤسسة هاينريش بول يطالب بمراقبة طرق إنفاق أموال الدعم

٣١ يوليو ٢٠٠٩

الدراسة التي أعدت بتكليف من مكتب مؤسسة هاينريش بول في واشنطن تؤكد أن الولايات المتحدة تعتزم زيادة دعمها المالي لمنظمات المجتمع المدني في الشرق الأوسط. مدير المؤسسة يشيد بالقرار في حديث أجرته معه إذاعة دويتشه فيله.

https://p.dw.com/p/J0P9
الولايات المتحدة تعتزم زيادة دعمها المالي لمنظمات المجتمع المدني خاصة في أفغانستان والعراقصورة من: picture-alliance / dpa / DW-Montage

أفادت دراسة نُشرت في واشنطن أن إدارة أوباما تعتزم زيادة دعمها المالي لمنظمات المجتمع المدني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2010 ، بينما تعتزم التقليل من دعمها المالي لمنظمات غير حكومية في مصر والأردن. قام بإعداد هذه الدراسة بتكليف من مكتب مؤسسة هاينريش بول في واشنطن، ستيفن ماك إينرني الذي يعمل في جمعية مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط غير الحكومية التي تعرف اختصارا بجمعية بوميد.

ومن جانبه، أشاد مدير معهد هاينريش بول في واشنطن، سيباتستيان غريفه، بهذا القرار مضيفاً في حديث أجراه معه مدير مكتب دويتشه فيله في واشنطن، ميودراغ زوريش، أن المكتب يطالب منذ سنوات بدعم القوى المدنية بوجه خاص في أفغانستان.

الأولوية لتسوية الصراع في الشرق الأوسط

Heinrich Böll Stiftung in Berlin
مقر مؤسسة هاينريش بول في برلين. ولهذه المؤسسة مكاتب في كل القاراتصورة من: picture-alliance/ dpa

وقال غريفه في حديثه إلى إذاعة دويتشه فيله إن زيادة دعم القوى المدنية في أفغانستان ستكون على حساب دعمها في بلاد أخرى في الشرق الأوسط ، مضيفا أنه يتضح أن الإدارة الأمريكية تشعر، حسب تقديره، بخيبة أمل إزاء الوضع الراهن للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.ولذا فإن هناك عملية تحول في جهات الدعم، أي انصراف عن تمويل صغريات المنظمات والجمعيات غير الحكومية، وإقبال على التعاون مع المؤسسات الحكومية.

Premierminister Benjamin Netanjahu und der US-Sondergesandte George Mitchell
مبعوث أوباما إلى الشرق الأوسط يسعى إلى تحقيق تقدم في تسوية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيينصورة من: AP

وأضاف غريفه أنه إلى جانب أزمة أفغانستان وباكستان، يعد الصراع في الشرق الأوسط أكبر تحد للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بسياستها الخارجية. إذ يسعى الأمريكيون إلى إعادة إسرائيل والدول المجاورة لها إلى طاولة المفاوضات. ولا يمكن لإدارة أوباما أن تطالب في ذات الوقت بتطبيق الديمقراطية في هذه الدول، وتطلب من مصر مثلا تنازلات فيما يتعلق بصراع الشرق الأوسط. ومن هذه الناحية هناك تحديد للأولويات: أي البحث عن تقدمات في تسوية الصراع في الشرق الأوسط بدلا من المطالبة بنشر الديمقراطية في دول المنطقة.

كما يرى غريفه أن إدارة أوباما تعتزم العمل على أن تلتزم مصر بشكل أقوى بما يتعلق بالتعاون في إيجاد تسوية للصراع في الشرق الأوسط، مضيفا أن ذلك يحظى بالأولوية لدى الإدارة الأمريكية، ويعتبر بالنسبة لها أهم من تشجيع نشر الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني في مصر، التي تعتبر أكبر دولة عربية.

المطالبة بمراقبة طرق إنفاق أموال الدعم

كذلك طالب غريفه بأن يجري التنسيق بشكل أفضل بين الأمريكيين والأوروبيين بشأن دعم منظمات المجتمع المدني في الشرق الأوسط وفي باكستان وأفغانستان، موضحا أن من المهم "أن نطلع على كيفية إنفاق أموال الدعم في هذه البلاد". وأضاف مدير برنامج مكتب مؤسسة هاينريش بول في واشنطن أنه لا يكفي أن تتم الموافقة سنويا في لقاءات القمة على مساعدات جديدة بالمليارات، بدون أن تتم مراقبة التعامل مع هذه الأموال في البلاد التي تقرر لها هذه الدعم. إذ أحيانا تسود الفوضى في هذا الشأن.

تراجع في مكانة احترام حقوق الإنسان

كما قال غريفه: "فيما يتعلق بحقوق الإنسان، نرى لدى إدارة أوباما تراجعا إلى البراغماتية"، أي عدم الاعتماد على الأسلوب الخطابي، مضيفا أنه لا يمكن "نشر" الديمقراطية بالوسائل العسكرية، وأن هذا يعني أن احترام حقوق الإنسان قد "تراجع" في قائمة تسلسل أهداف الإدارة الأمريكية ، بينما أصبحت قضايا أخرى، مثل تغير المناخ والتغلب على الأزمة الاقتصادية، أكثر أهمية؛ فالأهم هو إيجاد حلول مشتركة لتغير المناخ، وإمكانيات التغلب على الأزمة الاقتصادية، مضيفا أن هذا ما لوحظ خلال الزيارات الكثيرة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ومنها زيارتها إلى الصين، حيث صدرت التصريحات الواضحة بأن تغير المناخ والأزمة الاقتصادية أهم من حقوق الإنسان.

الكاتب: ميودراغ زوريتش / محمد الحشاش

مراجعة: سمر كرم