الدرع الصاروخي والأزمة الإيرانية في صدارة جدول أعمال لقاء بوش وبوتين

التقى الرئيس الأمريكي جورج بوش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس الأحد في مسعى لتخفيف حدة التوتر في العلاقات بين البلدين، لاسيما على خلفية الخطط الأمريكية لإقامة درع صاروخي في شرق أوروبا والخلافات بينهما حول كيفية التعامل مع الطموحات النووية الإيرانية.

والتقى الرئيسان في مزرعة عائلة بوش التي تتمتع بجو هادئ في منتجع كينبنكبورت بولاية مين، حيث سيعقدان مناقشات لمدة يومين تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين التي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة. وهبط بوتين من مروحية رئاسية أمريكية مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب. ويستضيف بوش الأب الاجتماعات في منزله الصيفي المطل على ساحل ولاية مين الصخري.

قضايا خلافية

وقد أثارت خطط الولايات المتحدة لنشر نظام دفاع صاروخي في التشيك وبولندا غضب موسكو وتسببت في سجال كلامي حاد بين الجانبين، حيث يرى الكرملين أن هذا النظام يمثل تهديدا للأمن القومي الروسي، بينما تؤكد واشنطن أنه يهدف إلى منع أي تهديد إيراني محتمل باستخدام الصواريخ ذاتية الدفع. وفي هذا الإطار فإن قضية الدرع الصاروخي ستحتل صدارة جدول أعمال الاجتماع بالإضافة إلى رفض إيران الإذعان لمطالب مجلس الأمن الدولي بوقف تخصيب اليورانيوم وتوضيح أنشطتها النووية.

كما يختلف بوش وبوتين حول خطة لمنظمة الأمم المتحدة تقضي بمنح إقليم كوسوفو الاستقلال عن صربيا الحليف التقليدي لروسيا. ويقلل البيت الأبيض والكرملين من فرص توصل الرئيسين إلى انفراجة مهمة خلال الاجتماعات التي تهدف إلى إجراء مناقشة صريحة بشأن خلافاتهما. وكان توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض قال الأسبوع الماضي: "أحذر من توقع صدور بيانات جديدة تحتوي على أشياء كبيرة. هذه في الواقع فرصة للزعيمين للتحدث بأمانة وصراحة معا". وفي مؤتمر عبر الهاتف مع عدد من الصحفيين حذر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين بشكل مماثل قائلا: "نحن نفضل عدم توقع حدوث أي انفراجات".

خطط روسية بشأن الدرع الصاروخي

وسعيا لتخفيف التوتر قدم بوتين في وقت سابق من الشهر الحالي اقتراحا لبوش يتضمن استخدام موقع رادار روسي في أذربيجان بدلا من بناء واشنطن لموقع جديد في جمهورية التشيك. ولم يرد بوش رسميا على الاقتراح ولم يستبعده إلا أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قال إن موقع رادار أذربيجان في منطقة جبالا لا يمكن أن يكون بديلا للنظام الأمريكي. وحذر المسؤولون الروس من أن رفض اقتراح بوتين سيدعم وجهة نظر الكرملين بأن الخطط الأمريكية تستهدف في الواقع الدفاعات الروسية.