1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

يسري فوده: الرعب الآتي من التوقعات.. 7 أسئلة

يسري فوده٣٠ يوليو ٢٠١٦

بعد ابتعاده عن الشاشة لنحو عامين، يسري فوده يعود إلى العمل هذا الأسبوع، وقبل أن يعود يفتح قلبه لمشاهديه من خلال هذا المقال ويجيب على تساؤلاتهم.

https://p.dw.com/p/1JYaa
Yosri Fouda, ägyptischer Journalist, DW-Moderator, DW-Kolumnist
صورة من: DW

أعود مرةً أخرى إلى عملي في الصحافة التليفزيونية يوم الأربعاء القادم إن شاء الله. هذه المرة من خلال شاشة قناة DW (عربية) في العاصمة الألمانية، برلين. وقبل هذا، أرجو أن لا يبني المشاهد الكريم توقعاته وتطلعاته انطلاقاً من المقارنة مع برامج سابقة لي، وسأشرح لماذا. كما أرجو أن يسمح لي القارئ الكريم بأن يكون هذا المقال أقرب إلى جلسة ودية أجيب فيها عما لاحظت أنه يشغل بال المتابعين لهذا الموضوع أكثر من غيره. سأحاول هذا عن طريق الإجابة عن سبعة أسئلة.

السؤال الأول: لماذا لم تبق في بلدك وتستأنف العمل مع أي قناة محلية؟

أولًا وببساطة، لأنه لم تعد هناك أي فرصة أمام أي عمل مهني يحترم الناس بعد مصادرة المجال العام كله - وفي مقدمته الإعلام - لصالح صوت واحد. كان يمكنني أن أبقى وأن أحصل على ثروة وحظوة، لكنني لم أكن لأبقى "يسري فوده" الذي عهده الناس. وثانيًا، لأن المكان لا يهم. المهم هو ما تستطيع أن تقدمه من المكان. هؤلاء الذين يشككون في "وطنية" الآخرين بعد أن كانوا يحتفلون بهم حين كان يوافقهم هذا هم ببساطة مغرضون. أنا نفسي بدأت مشواري خارج مصر مع قناة بي بي سي ثم مع تليفزيون الأسوشييتدبريس ثم مع قناة الجزيرة في عهدها الذهبي في مسيرة استمرت 15 عامًا قبل عودتي إلى بلدي.

إبتداء من 03 أغسطس/آب

السؤال الثاني: لماذا قناة DW (عربية) دون غيرها من بدائل؟

كانت أمامي بدائل كثيرة، خرج من حساباتي أولًا - للأسف - ما يوجد منها في مصر، للسبب الذي ذكرته سابقًا. أما البدائل التي كانت متاحة خارج الوطن - سواء إقليميًّا أو دوليًّا - فإنها انقسمت في نظري إلى نوعين: النوع الأول، وهو الأكثر انتشارًا، يعمل بأجندة تحريرية منحازة، سواء بشكل عام أو في ملفات بعينها حاسمة. ونحن هنا نتحدث عن كتلتين متنافرتين: كتلة الأنظمة باختلاف أولوياتها (ومعظم قنواتها داخل حدود العالم العربي)، وكتلة المعارضة المناهضة للأنظمة (وكل قنواتها خارج الحدود). ولا يصح لصحفي يحترم الناس (بغض النظر عن قناعاته الشخصية) أن يكون جزءً في عمله اليومي من صراع على السلطة، مع احترامي لقلة من الزملاء تحاول أن تنأى بنفسها عن ذلك داخل تلك المؤسسات. والنوع الثاني، وهو الأقل انتشارًا، يحاول انتهاج المهنية والحياد، ومن أبرز أمثلته بي بي سي وDW وفرنسا 24. هذه إذًا - خاصةً في ظل المشهد العربي الراهن - المجموعة التي يمكن أن تتيح لصحفي تليفزيوني حدًّا أدنى من الاستقلالية وحرية الكلمة في إطار من المهنية. ورغم أنها قناة واعدة - سواء من حيث الحجم أو الإمكانات - استقر القرار بي في النهاية مع DW لأنها تؤمن بالصوت الحر ولأن أمامها لا تزال فرصًا كبيرة للتطور ولأنها تسعى جاهدةً في ظل إدارة جديدة إلى احتلال مساحة أعرض من اهتمام المشاهد العربي.

السؤال الثالث: لماذا الآن؟

لأنني جلست في منزلي نحو عامين بعد توقف برنامج "آخر كلام". قضيت تلك الفترة الطويلة في توثيق تطور الثورة المصرية من منظور إعلامي في كتاب حمل اسم البرنامج، وفي التقاط الأنفاس. كان أمل لا يزال يحدوني أثناء تلك الفترة في أن القبضة الحديدية الهيستيرية على الحريات العامة ستتراخى عند نقطة ما عندما يرى أصحابها إلى أي مصير تقود البلاد، لكن هذه القبضة كانت تزيد سوءً وهسترةً يومًا بعد يوم. ومن ثم كان عليّ أن أتخذ قرارًا إما بالاعتزال أو بالبحث عن بديل خارج مصر.

السؤال الرابع: لماذا "السلطة الخامسة"؟

سوى نقص الإمكانات وتواضع الميزانية المتاحة أرجو أن يدرك القارئ الكريم أن تحدياتٍ أخرى كثيرة تقف أمامنا، من أبرزها أننا لا نوجد جغرافيًّا في قلب الأحداث. الذي لا شك فيه أن مشهد الإعلام التقليدي في العالم العربي بشكل عام مشهد بائس، بل ضار أبلغ الضرر بمستقبلنا جميعًا. والذي لا شك فيه أيضًا أن الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي - التي لا تخضع تلقائيًّا لسيطرة الأنظمة الحاكمة - قد أتاحت رئة وجدت من خلالها أصوات حرة سبيلًا إلى استمرار الحياة. هذه هي "السلطة الخامسة" التي نريد أن نحتفل بها وأن نمنحها مساحة أعرض للوجود بمختلف أطيافها. ومثلما طلبت من الناس ألا يقارنوا برنامج "آخر كلام" عند إطلاقه قبل نحو ست سنوات ببرنامج "سري للغاية"، أطلب منهم الآن ألا يقارنوا برنامج "السلطة الخامسة" عند إطلاقه هذا الأسبوع ببرنامج "آخر كلام". ما نقدمه هذه المرة برنامج أسبوعي مدته 42 دقيقة و30 ثانية، يستعرض أهم ما لفت انتباه الناس في الإعلام الرقمي، ويتناول قضية أسبوعية تشغلهم من خلال تقارير ميدانية وتحقيقات استقصائية، ويعرض مشاركاتهم سواء بالكلمة أو بالصورة. الاسم الألماني للبرنامج هو "ميش ديش آين"، ومعناه حرفيًّا "احشر نفسك"، وهو ما أشجع المشاهدين جميعًا على القيام به بغض النظر عن قناعاتهم وتوجهاتهم.

السؤال الخامس: كيف يمكن المشاركة؟

يمكن المشاركة في محتوى البرنامج، سواء بالأسئلة أو التعليقات أو الصور أو الفيديوهات عن طريق هذه العناوين:

صفحة البرنامج على موقع القناة وتتضمن كيفية المشاهدة ومواعيد البث وكيفية المشاركة وغيرها

البريد الإليكتروني: sulta5@dw.com

على فيسبوك

على تويتر

ومرفق بهذا المقال فيديو يوضح كيفية تحميل الفيديوهات على الصفحة الخاصة بالبرنامج.

السؤال السادس: متى يبث البرنامج ومتى يُعاد؟

كافة التفاصيل في هذا الرابط

السؤال السابع: موقفك من قضايا كثيرة معلن ومعروف، فعلى أي أساس ستختار المحتوى والضيوف؟

قتاعاتي الشخصية لنفسي، أعبر عنها في مقال للرأي أو في المجالس، والأمر يختلف تمامًا حين أقف أمام الكاميرا كصحفي يؤمن بقواعد المهنة وباحترام عقول الناس. صحيح أننا بشر نتأثر أحيانًا بعوامل شتى، لكن هذا هو الفارق بين الاحتراف من ناحية والهواية أو الغرض من ناحية أخرى. هذا عهد الناس بي، وجل من لا يخطئ، وهذا وعدي لهم أجدده مرة أخرى. هذا برنامج للعالم العربي كله وللمشاهد العربي أينما كان، قضاياه يفرضونها هم وضيوفه من كل الأطياف.

طيب الله أوقاتكم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد