1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ولاية بافاريا بطلة إنتاج الجبن في ألمانيا وأوروبا

صلاح سليمان ـ ميونيخ١٥ أكتوبر ٢٠١٢

تتجلى إحدى ميزات ولاية بافاريا في إنتاج الألبان ومشتقاتها المختلفة، كما تعتبر الولاية منطقة زراعية من الطراز الأول، فنصف مساحتها المقدرة بحوالي 70 ألف كيلومتر مربع مخصصة للزراعة ومراعي الأبقار المنتجة للألبان .

https://p.dw.com/p/16Pty
Autor yamix Portfolio ansehen Bildnummer 23263024 Land Deutschland
صورة من: Fotolia/yamix

الزائر لولاية بافاريا ينتبه بسرعة إلى المروج الخضراء ومراعي الأبقار ذات المساحات الواسعة. ويطغى على الطبيعة البافارية السهول والوديان التي تشقها الطرقات الموصلة بين المدن والقرى البافارية.

وتتميز هذه الولاية الواقعة في جنوب ألمانيا بانتشار مؤسسات  زراعية تمتلكها عائلات تنتج حليب الأبقار المشهور بجودته العالية، وتتوارث الأجيال تلك المشاريع الخاصة. وتعد المزارع البافارية مزارع  كبيرة تختلف فيها أنواع الأبقار من مزرعة إلى أخرى، غير أنها تشترك جميعها في الإعداد الجيد، والتجهيزات الحديثة التي يستخدمها الفلاح في الزراعة أو في حلب الأبقار . 

عدد المزارع في بافاريا يقارب  79 ألف مزرعة، تضم 1.600.000 بقرة، وهي ثروة حيوانية كبيرة، أهلت الولاية لتصبح أكبر منتج للألبان ومصدر لها في ألمانيا كلها، فهي تنتج سنويا 7 ملايين طن من الحليب أي ربع الكمية التي تنتجها ألمانيا كلها .

Mayer Bauernhof, Oktober 2012; Copyright: DW/S. Soliman
المزارع شتوك ماير يداعب إحدى الأبقارصورة من: DW/S. Soliman

العائلات تمتلك المزارع

لم تكن هناك ثمة صعوبة في التوجه إلى إحدى  مزارع الأبقار المنتشرة في الولاية حيث يزداد عدادها كلما اقتربنا من جبال الألب. مزرعة السيد "شتوك ماير" الواقعة في حضن جبال الألب والقريبة من محمية "مورنو" الشهيرة  فتحت لنا أبوابها.

المراعي تحيط بالمزرعة من كل جانب والحيوانات الأليفة ترعى فوق العشب الأخضر. والملفت للانتباه هو مستوى النظافة السائد. وكما هو الحال في المزارع البافارية يعمل السيد "شتوك ماير" وزوجته وأولاده في المزرعة حيث لديه عدد كبير من الأبقار المنتجة للحليب. السيد شتوك يقول عن ذلك :"مزرعتي تنتج قرابة 900 ليتر  من الحليب يومياً، والأبقار يتم حلبها مرتين في اليوم الواحد، في الصباح وفي المساء، وذلك باستخدام أجهزة الحلب الأتوماتيكية، ويضيف قائلاً :"إن ولاية بافاريا تفرض رقابة صارمة على جودة الألبان ومطابقتها للمواصفات البافارية الخاصة التي تحددها هيئة الرقابة البافارية للألبان وتشرف عليها".

تمتلك  الهيئة البافارية للألبان 4 مختبرات ضخمة تضم أحدث الأجهزة والمعدات التي تستخدم في فحص الألبان، ويعمل بها 200 شخص من الكفاءات المتمرسة، وهم يقومون بفحص 10 مليون عينة من الألبان سنوياً، يصدرون بمقتضاها التقارير التي تحمل تقييماً للمزارع البافارية، ويمنحون التراخيص أو يسحبونها من مرتكبي المخالفات .

Milchbauern in Bayern, Oktober 2012; Copyright: DW/S. Soliman
مزارعون بافاريون بزيهم التقليديصورة من: DW/S. Soliman

محاصيل زراعية متنوعة وألبان عضوية

شهرة بافاريا لا تقف عند حد وفرة إنتاج الألبان ومشتقاته، إنما هي تشمل أيضا الجودة العالية التي تتمتع بها هذه المنتجات. فهناك أكثر من 28 في المائة من مجموع المزارعين في الولاية ينتجون محاصيل وألبانا "أوكولوجية " أي التي تتماشى مع المحافظة علي البيئة. وفي هذا السياق يشير "شتوك ماير" إلى أن الفلاح البافاري لديه معرفة كبيرة بشؤون البيئة، لأن أغلب الفلاحين هنا حريصون بشكل كبير على أن تكون منتجاتهم  الزراعية والحيوانية "عضوية " أي خالية من أي تلوث اصطناعي، لأن هدفهم الأساسي هو المحافظة على صحة الإنسان، وفي هذا الإطار تحرص الولاية على توفير كل المنتجات الغذائية الصحية للسكان المحليين قبل أن تشرع في تصديرها لدول الخارج .

في مزرعة "شتوك ماير" يمكن مشاهدة الأسلوب الأمثل في طريقة المحافظة على البيئة في مزارع بافاريا، فهو لديه التجهيزات الضرورية لإنتاج الغاز الحيوي من مخلفات المزرعة وروث الأبقار، وهو ينتج الطاقة المتجددة من أخشاب الغابة التي يمتلكها. إنه يوفر الطاقة من الأخشاب ومن المخلفات التي يقوم بتدويرها، ويقول إنه لا يستخدم مبيدات ولا يدخل الهرمونات في تغذية الحيوانات، إنما يحافظ على  أن يبقي كل شيء نظيفا ومطابقا للمواصفات الألمانية شديدة الدقة في إنتاج المواد الغذائية العضوية.

ويلاحظ الزائر للمزارع البافارية بشكل عام أن هناك انسجاما كبيرا بين الزراعة وتربية الأبقار من جهة وظروف الحياة الطبيعية السائدة في العالم القروي من جهة أخرى، إذ  ُتعطى الأولوية لحماية المناخ والأرض والمياه من التلوث. وتقوم كافة الجهات المعنية في ولاية بافاريا في الوقت الراهن بتشجيع برامج الزراعة الطبيعية البعيدة عن التعديلات الوراثية، وتقدم للفلاحين أساليب الزراعة الصحية، وتختبر التربة وتوفر دعما ماليا وعلميا، كما تمد المزارعين بأحدث الأجهزة التي تساعدهم في أن تكون منتجاتهم صحية وعالية الجودة

Allgäuer Bergkäse, Oktober 2012; Copyright: DW/S. Soliman
جبن منطقة ألغوي الجبلية خلال عملية التخميرصورة من: DW/S. Soliman

بافاريا أهم منتج للجبن في ألمانيا وأوروبا

تتميز ألمانيا  بتقليد  قديم في مجال صناعة الجبن، وهي تنتج أكثر من 600 نوع مختلف. وتختص ولاية بافاريا وحدها في إنتاج  400 نوع، بل إن الولاية تنتج وحدها 75 في المائة  من محصول الجبن في ألمانيا. وهي كذلك تعتبر أكبر مصدر للجبن إلى فرنسا ولوكسمبورغ  وبلجيكا، وقد اكتشفت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا جودة الجبن البافارية، وباتت مستوردا كبيرا لمختلف الأنواع.
القلب النابض لصناعة الجبن في ألمانيا هي مدينة " ألغوي" Allgنu البافارية، الواقعة في وسط جبال الألب. ففيها يتم إنتاج أشهر أنواع الجبن، وهناك تم ابتكار أنواع عديدة، منها جبن الجبل الصلد الذي يتم تصنيعه في الجبال في طقس الربيع ويترك هناك لمدة 4 أسابيع، وُينقل بعدها إلى الوادي من أجل إتمام النضج، وكذلك الجبن الأزرق المخلوط بالفطر الذي تم إنتاجه لأول مرة في عام 1971 .

ويعيش في" ألغوي" أشهر صناع الجبن وأمهرهم على مستوى ألمانيا، ويكفي أن ترى اسم "ألغوي" على أي منتوج للألبان حتى تتأكد من حسن الصنعة، وروعة المذاق.

وقد ربطت "ألغوي" على الدوام علاقات شراكة مع منتجي الجبن في سويسرا والنمسا. ففي عام 1821 عاش    في "ألغوي" اثنان من أمهر صناع الجبن من سويسرا، ونقلا خبرتهما إلى أهالي المدينة، أما أشهر صناع الجبن وأقدمهم على الإطلاق في ألمانيا فهما " الفريد بيكر" و"سينراي ليرن" اللذان تستمر مصانعهما حتى يومنا هذا في إنتاج أرفع أنواع الجبن في منطقة "ألغوي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد