1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وزيرة خارجية ألمانيا المقبلة – الرهان على القيم والبيئة

٢٦ نوفمبر ٢٠٢١

كانت تطمح في أن تصبح مستشارة ألمانيا، لتكون ثاني سيدة بعد ميركل في هذا المنصب، بيد أن حزبها لم يحصل على الأغلبية اللازمة، والآن هي مرشحة لمنصب أول وزيرة خارجية في تاريخ ألمانيا. فمن هي آنالينا بيربوك؟ وماذا لديها لتقدمه؟

https://p.dw.com/p/43UFO
زعيمة حزب الخضر، آنالينا بيربوك ، مرشحة لتولي منصب وزيرة الخارجية، لتكون بذلك أول أمرأة تحتل هذا المنصب في تاريخ ألمانيا، وكذلك أصغر شخصية تحتل هذا المنصب عمرا، إذ ستبلغ 41 عاما يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر القادم.
زعيمة حزب الخضر، آنالينا بيربوك ، وزيرة الخارجية، أول أمرأة تحتل هذا المنصب في تاريخ ألمانيا، وكذلك أصغر شخصية تحتل هذا المنصب عمرا. صورة من: Bernd Settnik/picture alliance/dpa

حتى وإن فشلت في الوصول إلى قمة السلطة في ألمانيا وتبوء منصب مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية، نتيجة عدم حصول حزبها، حزب الخضر، على الأغلبية اللازمة واحتلاله المركز الثالث في نتائج الانتخابات خلف الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي، إلا أن زعيمة حزب الخضر، آنالينا بيربوك، مرشحة لتولي منصب وزيرة الخارجية، لتكون بذلك أول امرأة تحتل هذا المنصب في تاريخ ألمانيا، وكذلك ستكون أصغر شخصية من حيث العمر تحتل هذا المنصب، إذ ستبلغ 41 عاما يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر القادم.

على مدى أشهر خلال الحملة الانتخابية ركزت بيربوك كثيرا على قضية  حماية المناخ ، بجانب طرحها آراء حول قضايا دولية، محاولة تأكيد أن حماية المناخ والقضايا السياسية الدولية مرتبطان معا، فتحقيق حماية المناخ يتم عن طريق العلاقات الدولية.

خلال تقديم اتفاق الائتلاف الحكومي يوم الأربعاء الماضي قالت بيربوك إن أزمة المناخ "هي أكبر تحد في الوقت الحالي". فهدف الحياد المناخي يشمل جميع مجالات السياسة، بما في ذلك التعاون الدولي والسياسة الخارجية والأمنية.

بيربوك ضد مشروع الغاز الروسي 

خلال الحملة الانتخابية، جرى نقاش انحصر حول السياسة الخارجية فقط، شارك فيه مرشحو المستشارية من الأحزاب الثلاثة آنذاك، من الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي والخضر، بين أرمين لاشيت وأولاف شولتس وآنالينا بيربوك. وبدأ حينها عدم وجود اختلاف كبير في وجهات النظر بين بيربوك والمستشار القادم أولاف شولتس.

لكن من المتوقع أن يظهر الخلاف على السطح بين الطرفين خصوصا بشأن خط نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا والمعروف بـ"نورد ستريم 2". فبيربوك تقف ضد المشروع، بينما يؤيده شولتس.

بالنسبة لحجتها لرفض المشروع ترى بيربوك أن خط نقل الغاز يتعارض مع سياسة المناخ، لأن الخضر يريدون الابتعاد عن مصادر الطاقة الأحفورية. كما أن هذا الخط يجعل من ألمانيا معتمدة على الغاز الروسي، ويضر بمصالح أوكرانيا التي لن يعبر الخط عبرها. يذكر أن ألمانيا ذكرتها في عقد الائتلاف الحكومي كدولة تدعمها ألمانيا، ما يعني ضمنيا ومن دون ذكر روسيا، أن ألمانيا تدعم أوكرانيا ضد التهديد الروسي.

العلاقة مع الصين ـ التوازن بين المصالح والقيم

بيربوك تعلن أنها تريد نهج سياسة خارجية داعمة للقيم ولحقوق الإنسان في دول مهمة مثل الصين وروسيا. ومن المعروف أن لألمانيا مع هذه الدول مصالح تجارية كبيرة. في عقد الائتلاف الحكومي تمت الإشارة إلى الصين ليس كمنافس تجاري فقط، بل كنظام منافس. مصطلح قوي على غير العادة، يوضح نقاط التوتر في العلاقات بين ألمانيا والصين. وسيكون على وزارة الخارجية الألمانية تحت قيادة بيربوك العمل من خلال استراتيجية واضحة تجاه الصين والعمل على تطوير سياسة تقوم على أساس تحقيق المصالح والدفاع عن القيم في آن واحد.

الحكومات المتعددة السابقة برئاسة أنغيلا ميركل كانت قد شددت على المصالح (التجارية) مع الصين أكثر من القيم، بحسب نقاد. وعلى الرغم من أن سلف بيربوك وزير الخارجية الحالي، السياسي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي هايكو ماس، كان أحياناً يخرج بلغة مختلفة قليلاً عن ميركل، إلا أن ميركل هي التي حددت السياسة الخارجية بنفسها إلى حد كبير. ولهذا يطرح السؤال مإذا ما كان المستشار الاتحادي القادم أولاف شولتس سيمنح وزير خارجيته مساحة أكبر مما أعطته ميركل لهايكو ماس؟.

إدارة العلاقة الصعبة عبر الأطلسي

خلال تقديم اتفاق الائتلاف الحكومي يوم الأربعاء الماضي قالت إن أزمة المناخ "هي أكبر تحد في الوقت الحالي". فهدف الحياد المناخي يشمل جميع مجالات السياسة، بما في ذلك التعاون الدولي والسياسة الخارجية والأمنية.
قادة الأحزاب المتحالفة في ائتلاف حكومي. صورة من: Xander Heinl/photothek/picture alliance

من المثير أيضا معرفة كيف ستقود بيربوك سياسة ألمانيا عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة، خصوصا وأن هذه العلاقات عانت كثيرا خلال رئاسة دونالد ترامب، وبقيت باردة إلى حد ما مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض. سيكون على بيربوك التفكير مليا، إن كانت ألمانيا ستأخذ باقتراح بايدن بمواجهة الصين أم ستتحفظ على مثل هذه الخطوة. وعلى أي حال فمن الصعب جدا تحقيق التوازن في هذا المجال.

من الإشكاليات التي ستبرز أمام الوزيرة القادمة الطلب من الولايات المتحدة سحب أسلحتها النووية من ألمانيا، وكذلك رفض رفع مستوى المساهمة المالية لألمانيا في حلف الناتو، وهو الأمر الذي تطالب به الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، الأمر الذي سيزيد من توتر العلاقات بين طرفي الأطلسي.

دور الاتحاد الأوروبي في العالم

منذ أعوام تطالب بيربوك بدور أكبر للاتحاد الأوروبي على المستوى الدولي، خصوصا في قضايا الأمن الدولي. على أوروبا أخذ "دورها كلاعب سلام" في العالم بشكل أكثر جدية، قالت ذلك مرة. عقد الائتلاف الحكومي طالب بدور "سياسي خارجي وأمني ودفاعي موحد للاتحاد الأوروبي"، فعلى جيوش دول الاتحاد العمل معا بشكل أفضل. وهو موقف ألماني ليس بالجديد، لكنه تلقى دعما من رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورزولا فون دير لاين، الموقف الذي لم يتحقق الكثير منه، الأمر الذي يشكل تحديا لبيربوك.

سياسة ألمانيا الخارجية تؤيد دعم المؤسسات الدولية كالأممم المتحدة.
المستشارة ميركل ووزير الخارجية هايكو ماس والامين العام للامم المتحدة غوتيريش. صورة من: AFP/M. Kappeler

عقد الائتلاف الحكومي يشير كثيرا إلى "علاقات متعددة الأطراف"، من خلال دعم المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة، وهو أمر يتوافق مع أفكار بيربوك، لكنه في الحقيقة ليس بالأمر الجديد، فهو من ثوابت سياسة ألمانيا الخارجية. ولا يتوقع حدوث أي تغيير في هذا النهج.

صعود سريع 

ماذا في حقيبة وزيرة الخارجية الألمانية القادمة؟ قبل حوالي عام وخلال ظهورها مع روبرت هابيك، شريكها في زعامة حزب الخضر، آنذاك وزير الزراعة في ولاية شليزفيغ – هولشتاين، والمرشح حاليا لمنصب وزير الاقتصاد الاتحادي، قالت له "ماذا عندك... تحلب الأبقار؟ أنا جئت من القانون الدولي".

بيربوك درست العلوم السياسية في هامبورغ وحصلت على الماجستير في "القانون الدولي" من كلية لندن للسياسة والاقتصاد. والواضح أن بإمكانها إجراء حوار باللغة الإنكليزية، وهو أمر ليس بديهيا بين الساسة الألمان، إذ لا يتقن كثير منهم الإنكليزية.

صعودها داخل حزب الخضر كان سريعا، وعلى المستوى الاتحادي أيضا. وبعد فشلها في الحصول على  منصب المستشارية في الانتخابات ، لتكون ثاني سيدة بعد ميركل في هذا المنصب، من المنتظر أن تحصل على منصب وزيرة الخارجية الألمانية في الحكومة القادمة.

كريستوف هاسلباخ/ ع.خ