1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: لا جنسية ألمانية بدون مصافحة؟ مزيد من التسامح رجاء

١٩ أكتوبر ٢٠٢٠

الحجاب والصليب والآن المصافحة. في قضية الطبيب اللبناني الذي رفض القضاء دعواه بالمطالبة بمنحه الجنسية الألمانية، يدعو ينس توراو في تعليقه إلى مزيد من رحابة الصدر والتسامح.

https://p.dw.com/p/3k8tW
صورة رمزية لمصافحة رجل وامرأة
طبيب لبناني رفض مصافحة موظفة فلم يحصل على الجنسية الألمانية رغم استيفائه لكل الشروط المطلوبةصورة من: picture-alliance/dpa/S. Stein

في البداية حكاية طريفة حصلت قبل سنوات عديدة. ففي قصر بيلفو الرئاسي في برلين استقبل الرئيس الألماني الأسبق الراحل يوهانس راو السفراء المعتمدين في برلين بمناسبة السنة الميلادية الجديدة. وكانت وزيرة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي حاضرة وسفير بلد مسلم رفض مصافحتها أثناء حفل الاستقبال، وعوض ذلك انحنى لها بأدب. ويبدو أن الوزيرة كانت غاضبة، لكن الرئيس تحدث بهمس مع السفير والوزيرة بكلمات ساهمت في تهدئة الوضع.

ولاحقا رأيت المسؤولين الثلاثة يقفون مع بعضهم في نقاش حيوي والرئيس كان يبدو أن يلعب دور الوسيط، ثم انحنى الثلاثة وتم تجاوز الموقف.

رفض دعوى التجنيس

في ولاية بادن فورتمبيرغ هناك ومنذ سنوات معركة مشابهة، لكن لا يبدو أن الوضع سيهدأ بسرعة كما حصل في قصر بيلفو. فطبيب لبناني يريد الحصول على الجنسية الألمانية ونجح في كل الاختبارات المطلوبة ويعمل في مستشفى ووقع على تعهد برفض كل أشكال التطرف. ويقبل بالنظام الأساسي الديمقراطي الحر في ألمانيا. لكنه رفض مصافحة الموظفة المختصة التي أرادت تسليمه وثيقة التجنيس كإجراء أخير. ويعلل الطبيب ذلك بأنه وعد زوجته بعدم مصافحته لغيرها من النساء، والموظفة المسؤولة رفضت تسليمه وثيقة التجنيس بسبب ذلك. ومنذ ذلك الحين شغلت هذه القضية المحاكم، وقضت المحكمة الإدارية العليا في الولاية مؤخرا بأن "الموقف الداخلي" للرجل لا يسمح له بأن ينسجم مع ظروف الحياة الألمانية. وبناء عليه تم رفض دعواه من أجل التجنيس، والآن ستنظر المحكمة الإدارية الاتحادية العليا في هذه القضية.

نزاع على طقوس

بحزم يتم خوض خلافات جانبية حول هويات ثقافية ودينية. ويتعلق الأمر بالمصافحة والحجاب والصلبان، وفي النهاية يتعلق بقضية الهوية الثقافية للبلاد. فما هي الطقوس والسلوكيات التي تخدم الهوية بالنسبة إلى المجتمع؟

ينس توراو، محرر دويتشه فيله
ينس توراو، محرر دويتشه فيله

والأساس هو الدستور الذي يعتبر كرامة الانسان أمرا أسياسا ومركزيا فيه، إلى جانب حرية التعبير والمساواة وحرية الدين ومنع التمييز. لكن تحت سقف هذه الأمور الأساسية يعيش المجتمع الحر في جو من الاطمئنان والتسامح.

بالنسبة للمحكمة أقول: هل يسقط شخص اندمج حسب كل المعايير الممكنة بالفعل في شبهة أن يكون متطرفا، لأنه رفض المصافحة؟ وبالفعل في الحكم جملة تشير إلى أن الرجل "يرفض تبعا لتصور ثقافي أخلاقي أصولي" المصافحة. أشياء قوية. وهل جميع المسلمين معنيين؟ ففي الكثير من البلدان الإسلامية لا يصافح الرجال باليد نساء غريبات، لكن هذا لا يمكن تصوره عندنا. ولكن هل هؤلاء جميعهم أصوليون؟

مقابلة بدون أسلحة!

وللناس من أوساط ثقافية أخرى الذين يريدون أن يصبحوا مواطنين ألمان أقول: إننا نصافح الناس بغض النظر عن جنسهم وأصلهم. ولا نرى في ذلك إحراجا، فما تعنيه المصافحة في صلبها هو أنها الضمانة الرمزية بأننا نقابل الآخر بدون أسلحة، وليس أكثر من ذلك.

ودستورنا، القانون الأساسي، هو دليل إرشادي ومستوى مثالي لم يتم الوصول إليه، لكن التطلع الدائم للاقتراب من هذا المستوى المثالي يجب أن يكون من صلب مساعي المجتمع. وهذا الجانب المشترك يبدو أنه في الغالب مهددا والمجتمع يصبح أكثر تعددية وفردية ويواجه التحدي من أطراف متطرفة. فمجتمع ألمانيا يصبح أكثر تعقيدا.

لكن لنبقى في صلب هذه القصة، حيث ليس لدي شعور بأن عادة المصافحة قد انتهى زمنها، ما عدا في أوقات كورونا. لكن هنا أيضا توجد أسباب وجيهة لتجنب التلامس. وكما هو الحال بالنسبة لمسألة "الزواج للجميع" فإن زواج الرجل والمرأة غير مهدد، كذلك الوضع بالنسبة إلى ثقافة الأغلبية فإنها غير مهددة إذا رفض شخص واحد المصافحة. لكن عليه ببساطة أن يقبل نعته بعدم التهذيب والرجعية. واقتراحي هو أن يقلل الجميع من حماسهم في الدفاع عن هويتهم بكل الوسائل وأن يمارسوا التسامح. المواطنون والمحاكم والمهاجرون الذين يريدون أن يكتسبوا الجنسية الألمانية.

وعليه فإن كياننا المشترك ليس منصوصا عليه في القانون الأساسي (الدستور)، بل إنه وعد غير مدون يتيح لكل شخص أن يعيش حسبما يشاء ويتحمل الاختلافات وحلها بدون عنف بشكل ديمقراطي. تحقيق هذا لوحده أمر صعب بما يكفي.

ينس توراو