1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: ترامب في خطابه مع السعودية.. وليس مع بن سلمان!

٢١ نوفمبر ٢٠١٨

في كلمته حول العلاقة الأمريكية السعودية تطرق الرئيس الأمريكي ترامب أيضا إلى ولي العهد السعودي. وقد تتضمن كلماته عواقب غير مريحة بالنسبة إلى محمد بن سلمان، كما يعتقد كرستين كنيب في تعليقه التالي:

https://p.dw.com/p/38eCS
USA | Donald Trump spricht vor Medien
صورة من: picture-alliance/dpa/CNP /MediaPunch/R. Sachs

الرئيس الأمريكي ترامب هو رجل الكلمات الواضحة. لكن ليس مستبعدا أن يكون متمكنا من أساليب أخرى أكثر دقة. وهذا ما تؤكده على الأقل تصريحاته هذا اليوم بشأن عواقب ممكنة لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وفيها أظهر أنه دون شك بطل الخطاب الدبلوماسي: خطاب بقي مهذبا، لكن يحمل في صلبه رسالة واضحة. وهي تعني في هذه الحالة أن ولي العهد محمد بن سلمان ليس مقدسا بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأعلن ترامب بأن العربية السعودية تبقى بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية "شريكا غير قابل للتغيير". وتوقع شيء آخر لم يكن منتظرا.

لكن شيئا آخر لم يقله ترامب وهو أن ولي العهد محمد بن سلمان يبقى أيضا شريكا غير قابل للتغيير بالنسبة إلى أمريكا. هذه الجملة تفاداها بحنكة. وبعبارة أخرى يمكن القول بأن ترامب كشف عن فرق كبير بين المملكة العربية السعودية ـ وحسب الوضع الحالي للأمور ـ ملكها المستقبلي. وتتضمن السخرية الناعمة لتصريحات ترامب أن فرص تسلق السلم المهني لمحمد بن سلمان تلقى التقليل من خلال هذه التصريحات.

وهذه الرسالة سيتم استيعابها في الرياض السياسية بوضوح: ترامب لا يدعم ولي العهد. خلف الدولة نعم، لكن ليس خلف محمد بن سلمان. وهذا سيشجع جميع أولئك الذين يعتبرون أن ولي العهد لا يصلح لقيادة المملكة مستقبلا كرجلها الأول. واعتمادا على كل ما نستوعبه، فإن عدد الذين يشكون في محمد بن سلمان ارتفع بقوة منذ المقتل المفترض لخاشقجي. وهذا يعود لأسباب البروتوكول: ليس كل رئيس دولة أجنبي له الرغبة في مصافحة ولي العهد علنا أو حتى وراء الكواليس.

Kersten Knipp, Journalist und Buchautor
كرستين كنيبصورة من: privat

الخطوات الخاطئة لمحمد بن سلمان

قائمة الخطوات السياسية الخاطئة لولي العهد عريضة، وهي تشمل التدخل العسكري اللامبالي في اليمن والمقاطعة القاسية للإمارة الجارة قطر والاحتجاز المؤقت لرئيس الوزراء اللبناني الحريري. ويشمل ذلك أيضا رد الفعل الفظ على تغريدة وزيرة الخارجية الكندية التي انتقدت اعتقال ناشطة سعودية في الدفاع عن حقوق الإنسان. وفي رد فعل على ذلك سحبت المملكة 16.000 طالب سعودي من كندا ـ وهذه إشارة تؤكد أن قيادة الدولة مستعدة لدهس مخططات حياة مواطنيها بالأرجل.

والآن عودة إلى تصريحات ترامب. هل كان ولي العهد يعلم بمخطط مقتل خاشقجي؟ "ربما كان يعرف وربما أيضا لا"، كما قال ترامب. وهذا لم يكن بالضرورة تعبيرا عن التضامن. وترامب كان يعلم أنه لا يمكن له تحمل هذا التضامن، لأنه حتى الرئيس الأمريكي قد يفقد المصداقية بالدفاع على ما يبدو عن ولي العهد.

وداعا للنهج الاستبدادي

ومن المشكوك فيه بالتالي أن يكون بإمكان الملك سلمان إنقاذ ابنه من خلال تحركات مثل ظهوره الاثنين أمام مجلس الشورى. هناك ألمح إلى قضية خاشقجي فقط جانبيا وبالإيحاء. وليس مستبعدا أن يتطابق هذا مع دوامة الصمت التي حاولت الدولة السعودية بداية هذا الأسبوع تحريكها بإعلانها أنها لن تسمح بتوجيه الاتهام إلى كبار شخصياتها. باعتبار أن هذا يشكل "خطا أحمر". إلا أننا لا نحتاج إلى توجيه اتهامات بشكل صريح في حالة خاشقجي. يكفي ترك أن يؤدي التعليل الغريب والمعدل عدة مرات للقصر الملكي مفعوله حول الأحداث في قنصلية اسطنبول. فمن أين، كما يطرح السؤال نفسه يأتي التعديل المستمر لخط التعليل؟

والواضح أن دوامة الصمت لن تتحرك، لأن الأسئلة الكثيرة حول الكفاءة السياسية وربما الإنسانية للأمير تبقى قائمة. وأمل التخلص منها عن طريق الهجمات والتهديدات هو على الأقل أمر شجاع. وحتى صحف عربية تشير إلى أن هذا الأسلوب لم يعد منذ سنة الثورة العربية 2011 على الأقل مناسبا للزمن الراهن. فسنوات الاستبداد السياسي ولت حتى بالنسبة إلى العربية السعودية ـ كيفما كان اسم الملك المقبل.

كرستين كنيب

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد