1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر- الغرب يتحمل المسؤولية عن عجزه في حلب

Mudhoon Loay Kommentarbild App
لؤي المدهون
١٧ أغسطس ٢٠١٦

يزداد وضع المدنيين المحاصرين في حلب سوءا يوما بعد يوم، وينذر بالتحول إلى أكبر كارثة إنسانية منذ اندلاع الحرب في سوريا. الغرب لا يستطيع تغيير هذا الوضع العاجز الذي صنعه بنفسه، كما يرى الكاتب لؤي المدهون.

https://p.dw.com/p/1JjGw
Syrien Aleppo Zerstörung
صورة من: Reuters/A. Ismail

الكسر المفاجئ للحصار المفروض على شرق حلب قبل أسبوعين لم يحمل في طياته أي انفراج يذكر بالنسبة للسكان المدنيين. وعلى الرغم من أن الثوار قد ألحقوا الهزيمة بنظام الأسد وحاميته روسيا، إلا أنه لايزال في حلب ما يصل إلى 300 ألف ساكن محاصرين بشكل فعلي. كما إن أوضاعهم المعيشية سيئة للغاية: مليون ونصف مليون شخص يعيشون دون كهرباء ودون ماء صالح للشراب، الأمر ينذر بأكبر كارثة انسانية منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.

وبالتالي فليس للمرء سوى أن يرحب، عندما يدق وزير التنمية الألماني غيرد مولر أجراس الخطر ويطالب بمزيد من المساعدات من الاتحاد الأوروبي لضحايا الحرب. كما إن وزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير يؤكد على أهمية تزويد سكان حلب بالغذاء والدواء عبر جسر جوي.

ثمن اللامبالاة

ليس هناك من شك أن هذه المطالب بالنظرللأبعاد الجديدة المرتبطة بمعاناة الناس مهمة وصحيحة . لكنها تُظهر في الوقت نفسه أن إمكانيات تأثير الغرب على الوضع الحالي أصبحت محدودة جدا. ذلك أنه لتخفيف معاناة الناس المحاصرين بشكل ملموس، من الضروري الاتفاق على وقف لإطلاق لعدة أيام أو وقف جميع الأعمال القتالية بشكل فوري، خاصة وأن الحديث عن إنشاء ممرات آمنة تشكل في الواقع مجرد عرض دعائي من قبل روسيا ونظام الأسد.

Mudhoon Loay Kommentarbild App
كاتب التعليق: لؤي المدهون

ولكن لا يمكن تحقيق هذه المطالب فقط عبر الدعوات الديبلوماسية. وهنا يكمن المأزق. أو بشكل أكثر وضوحا: في الواقع يكمن فشل الغرب في أن صناع القرار في واشنطن وبروكسل قرروا منذ وقت مبكر عدم التدخل عسكريا في سوريا. وبدلا من ذلك تم "ترك الصراع لاستنزاف طاقاته"، كما عبرأحد الديبلوماسيين الغربيين ساخر من ذلك

خاصة بعدما اتضح أن نظام بشار الأسد العنيف ترك الثورة السلمية في الأصل تتحول إلى فخ عسكري وعمل على الانقسام الطائفي للمجتمع، حينها كان يتعين دعم المعارضة بشكل أكبر للحيلولة دون أن تزحف القوى الراديكالية لملئ الفراغ في السلطة الذي بدأ بالظهور آنذاك.

وفيما حصل نظام الأسد على مساعدات ضخمة من قبل روسيا وإيران والقوى الشيعية في لبنان والعراق، لم ينجح الغرب حتى في صياغة سياسة مشتركة إزاء سوريا. ومن خلال هذا التقاعس في القيام بشيء ما، وخاصة من خلال تمييع "عقيدة الخط الأحمر" من قبل إدارة باراك أوباما عقب استخدام النظام الغاز السام، فقد الغرب الكثير من مصداقيته ومكانته السياسية في هذه الأزمة.

بوتين – صانع الملوك

ما الذي يمكن فعله إذن؟ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال. كل شيء مرهون بإرادة فلادمير بوتين السياسية. فمن خلال تدخله قام الرئيس الروسي قبل عام بتغيير ميزان القوى عسكريا لصالح الأسد. في هذه الأثناء تمكن نظامه من الثبوث والصمود أيضا بمساعدة حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية.

وكيفما كانت الأحوال فيبدو أنه من الصعب تصور أي حل سياسي للحرب المعقدة في سوريا ضد إرادة موسكو.

ولدفع بوتين على تغيير موقفه، فإن النداءات السياسية غير كافية، ذلك أن زعيم الكرملين يريد إبراز قوته، كإشارة للغرب فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا. كما أن لديه أهداف واضحة في سوريا – فمأساة السوريين والدمار الهائل الذي لحق بالبلاد لا يهمانه في شيئ.

القوى الإقليمية هي الأخىرى غير قادرة على التأثير بشكل حاسم في مسار الحرب. فالعرب السنة ضعفاء وعاجزون حتى على التنسيق فيما بينهم عندما يتعلق الأمر بسياستهم الإقليمية.

أما تركيا فإنها – منذ محاولة الانقلاب الفاشلة – مهتمة بنفسها ولاتريد أيضا أن تعرض علاقاتها، التي أحيتها قبل فترة وجيزة، مع روسيا للخطر. لهذا السبب أيضا، فإن أنقرة تلتزم الصمت إزاء المجازر التي تُرتكب في حلب.

فقط عندما تغير الإدارة الأمريكية جذريا من مسار سياستها إزاء الأسد وحاميته موسكو وتتخلى عن عجزها التي تتظاهر به، عندها فقط سيتغير بعض الشيء في تركيبة الصراع الحالي. ولكن وبما أن الحملات الانتخابية الأمريكية تشل فعليا السياسة الخارجية (للولايات المتحدة)، فمن شأن بوتين أن تكن له نهاية العام الجاري الحرية المطلقة في سوريا. أما تبعات سياساته المستهزئة، فسيتم الشعور بها في أوروبا (عاجلا أم آجلا).

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد