1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: إزاحة رئيس المخابرات .. إشارات مقلقة باتجاهات عدة

١٩ سبتمبر ٢٠١٨

الجميع توقعوا قرارا واضحا من المستشارة ميركل. توجب على رئيس المخابرت هانس غيورغ ماسن ترك منصبه، وهذا ما فعله أيضا، غير أنه ترقى إلى منصب أعلى. إنه حل وسط يثير انزعاج الكثير من الناخبين كما ترى روزاليا رومانيك في تعليقها.

https://p.dw.com/p/358uB
Hans-Georg Maaßen und Horst Seehofer
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka

من جديد كاد الوقت أن ينفذ عندما أقدمت مركيل على حل مشكلة طويلة ومستفحلة على طريقتها. فهي ورغم المقاومة والاعتراضات تخلصت من رئيس جهاز الاستخبارات المثير للجدل هانس غيورغ ماسن وضمنت بالتالي رضا الائتلاف.

إنه حل تقليدي لميركل: يمكن للجميع أن يحافظوا على ماء الوجه ـ الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي رفع صوته عاليا وطالب باستقالة ماسن، وكذلك وزير الداخلية زيهوفر الذي قام بحمايته ويستمر في فعل ذلك. وأكثر من ذلك: فهو منح ماسن في النهاية عملا بأجر أكبر ـ كوكيل في وزارة الداخلية الألمانية.

أما ميركل فحققت هدفها الأهم: الائتلاف يبقى قائما ويواصل العمل. وبما أن القضية كانت لها قدرة على التسبب بأزمة حكومية حقيقية، فإن الحل يُعتبر من الناحية السياسية إبداعا سياسيا. حتى ولو أنه بالطبع أمرا مزعجا للكثير من الناخبين.

في الحلبة مع المستشارة

مرة أخرى بإيجاز من أجل التذكير: هانس غيورغ ماسن، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية عرَض قبل أسابيع مصداقية المستشارة ميركل للشك. وهذا إجراء غير معتاد. ماسن ادعى علنا أنه لم تحصل مطاردة للأجانب خلال مظاهرات مدينة كيمنتس  ـ بخلاف ما صرحت به ميركل قبل ذلك.

وبما أن ماسن لم يتمكن من تعليل ادعاءاته، فإن مصداقيته باتت فجأة في مرمى الجدل. وعوض أن يعمل على تقوية الشعور بالأمن لدى المواطنين، بث الخوف والريبة. وهذا ينطبق على حالات سابقة مثل معالجة إرهاب خلية الحركة السرية الاشتراكية القومية/ NSU واعتداء أنيس عامري، فهو لم يظهر بأداء جيد. وترقية هذا الشخص مثيرة للمخاطر.

Deutsche Welle Rosalia Romaniec Portrait
روزاليا رومانييك، محررة في دويتشه فيله. صورة من: DW/B. Geilert

أضرار وتبعات جانبية

وما كان يُعتبر لوقت طويل موطن قوة لدى مركيل ـ أي القدرة على حل النزاعات ـ يمكن الآن تفسيره كضعف. خطوة صغيرة تلو الخطوة الصغيرة إلى حل الوسط الباهت من أجل مواصلة العمل بأي شكل.

والسؤال يبقى كيف سيقيٍم المواطنون باستمرار هذا النوع من الإجراءات. شخص لم يقم بعمله على أحسن وجه يتم ترقيته. شخص يتجاهل علنا رئيسة الحكومة ويُقال عنه بأنه مقرب أكثر لحزب البديل من أجل ألمانيا يتقدم في السلم المهني. فهل هذا حل سياسي سيتجرعه المواطنون؟ سؤال مثير.

وعندما يتوجه نحو تسعة ملايين ناخب بافاري بعد أربعة أسابيع إلى الاقتراع، فإنهم لن يقرروا فقط مستقبل رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر، بل سيتمكنون من تقييم حل الوسط هذا. دعونا نراهن على أنهم لن يثمنوا هذا الحل الراهن.

روزاليا رومانييك

ماسن يخرج من باب الاستخبارات ويدخل من نافذة وزارة الداخلية

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد