قسوة عمليات نقل الحيوانات ـ تجارة الماشية بلا حدود

رياح جليدية تجلب عددا لا يُحصى من السياط الثلجية عبر الطبيعة الشتوية الروسية. إنها الساعة الثامنة صباحاً، والشمس تشرق ببطء من بين الغيوم، بينما تغادر شاحنتان نقطة تجمع بالقرب من سمولينسك على الحدود البيلاروسية. على متن كل منها أكثر من ثلاثين رأس بقر من ولاية براندنبورغ الألمانية، حمولة بالغة. يهد ف التصدير، كما يُزعم، إلى تخصيب سلالة لها. هدف الرحلة: أوزبكستان التي تبعد أكثر من أربعة آلاف كيلومتر. ما لا يعرفه السائقون هو وجود نشطاء في مجال حقوق الحيوان من منظمة "ملائكة الحيوانات" الألمانية يرافقون الشاحنتين. هيلانا باور وزملاؤها متخصصون في أداء مثل هذه المهمات. طوال أيام وهم يتتبعون مسارات الشاحنات، وهذه المرة ليثبتوا فقط أن السائقين لا يتوقفون للمرور عبر مراكز الرعاية، بل يواصلون السير إلى أن يصلوا إلى هدفهم في أوزبكستان. تصل الحيوانات في النهاية وهي غارقة في روثها ومنهكة تماما. رافق المخرج إدغارد فيرهاين/ Verheyen عمليات نقل كهذه برفقة نشطاء حقوق الحيوان إلى آسيا وشمال إفريقيا وعبر أوروبا. واستطاع توثيق الظروف القاسية في عمليات النقل، والسؤال عن أسباب ذلك أيضا، كما واجه بأبحاثه السياسيين في بروكسل وبرلين وكذلك المسؤولين في قطاع الصناعة والزراعة. كيف يمكن أن يتجاهل وكلاء الشحن وتجار الماشية القانون؟