1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل ينزع شباب الإخوان نحو التشدد؟

مصطفى هاشم - القاهرة١٤ فبراير ٢٠١٥

في ظل تزايد أعمال العنف والاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان، جاء الإعلان عن "تمكين الشباب" وعدم التراجع عن المسار الثوري. هذه المعطيات تطرح تساؤلات عن اتجاه شباب الإخوان إلى التشدد والتطرف.

https://p.dw.com/p/1EbMC
Kairo Zusammenstöße
صورة من: Reuters

قبل الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير بيوم أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن تعيين الشاب "محمد منتصر" متحدثا إعلاميا لها من جيل الشباب، مؤكدة أن ذلك يأتي في إطار "خطوات جماعة الإخوان المسلمين للتطوير الداخلي لتنظيم العمل الثوري برؤية استراتيجية أساسية وهي أن الثورة مسار استراتيجي ﻻ تراجع عنه". وأضاف البيان أن جماعة الاخوان تعلن أن كافة هياكل وآليات العمل داخلها تعمل الآن بشكل ثوري، فلا تراجع عن المسار الثوري وﻻ حل للأزمة الراهنة إلا بالقضاء على الانقلاب وتمكين الثورة وقلبها النابض من الشباب.

وكانت من أوائل التغريدات، التي كتبها المتحدث الجديد محمد منتصر –الذي لم يظهر بصورته حتى الآن وغير معروف إن كان هذا هو اسمه الحقيقي أم لا- تغريدة قال فيها "متوكلون على الله .. مستمرون ... آخذين بكل أسباب القوة لإسقاط هذا الانقلاب الغاشم". فيما صرح أحد قيادات الإخوان بأنهم يعتمدون على خطة من 3 مراحل هي إرباك السلطة التنفيذية، انطلاقا من اقتناع بأن أجهزة الدولة أعاقت عملها أثناء حكمها، أما المرحلة الثانية فتشمل إفشال النظام في إدارة أمور الدولة والثالثة تشمل الاستيلاء على السلطة من جديد.

الشباب وقنوات التلفزة المتشددة

وبالرغم من أن قطر أغلقت قناة الجزيرة مباشر مصر بعد الإعلان عن مصالحة مع مصر إثر ضغوط من السعودية والإمارات، إلا أن هذه الخطوة ربما تكون سببا في دفع الشباب نحو التشدد من خلال مشاهدة قنوات أخرى تذيع خطابا متطرفا، حيث تنطلق من تركيا نحو 4 قنوات موالية لجماعة الإخوان.

Ägypten - Proteste in Kairo
تزداد المخاوف في مصر من تنامي نزعة العنف والانتقام لدى شباب الخوانصورة من: Reuters

وكان النظام المصري قد أغلق كافة القنوات المعارضة التي تبث من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية أثناء تلاوة الرئيس السيسي – وزير الدفاع حينها- بيان الثالث من يوليو، الذي تم بموجبه عزل مرسي. وبعد غلق قناة الجزيرة مباشر مصر، صدرت فتوى لشيخ يدعى سلامة عبد القوي، كان يشغل منصب المتحدث باسم وزارة الأوقاف في عهد محمد مرسي، على قناة تبث من تركيا قال فيها "قتل الرئيس السيسي قربى إلى الله، وإنْ قتل الشخص وهو يحاول قتل السيسي فهو شهيد" حسب قوله.

ويرى مختار عوض، الباحث بالمركز التقدمي الأمريكي في واشنطن، أن مثل هذه الفتاوى في القنوات الموالية لجماعة الإخوان تؤثر على الشباب، بل وربما تكون انعكاساً في بعض الأحيان لواقع على الأرض. ويشير عوض إلى أن شباب الإخوان ينزعون إلى التشدد، مشيرا إلى أن السبب يرجع إلى أنهم ألهموا أنفسهم بأنهم يمثلون الشعب المصري ومشروع الثورة والكفاح العنيف لاسترداد ما خسروه.

وهو يرى أن جماعة الإخوان هي جماعة دينية محافظة وأنها كمثل الجماعات الأخرى في كل العالم تعتمد على الخطاب الطائفي الشعبوي والتعبئة على أساس الدين والهوية.. واستمرار هذا الخطاب واضح، وهم يحلّون لأنفسهم عنفاً انتقامياً، مستشهدا ببعض الهتافات التي لا ترفع شعار الديمقراطية مثل "لن تركع أمة قائدها محمد".

شباب الإخوان: إصرار على "الثورة"

لكن أحد قيادات شباب الإخوان في مصر يقول "أعتقد أن الأمر ليس متعلقا بفكرة التشدد بقدر ما هو متعلق بالإصرار الكامل على تحقيق أهداف الثورة والعودة إلى المسار الديمقراطي وتحقيق الحرية والكرامة للشعب المصري".

Ägypten Proteste in Kairo 24.01.2014
مختار عوض: التشدد السياسي من الطرفينصورة من: AFP/Getty Images

ويضيف لـ DW عربية أن هناك اتجاهاً لدى الشباب بالإصرار والعزيمة على الاستمرار والاعتماد على الذات في تحقيق هذه الاهداف، لكن الخطورة الحقيقية في رأيه هي "اتجاه المجتمع بأكمله نحو العنف في ظل قمع متنام وقتل لكل من له رأي مخالف للسلطة وجرائم ضد الإنسانية وغياب كامل لمنظومة العدالة. في هذه الحالة سيقتنع كل مواطن أن سبيله للحصول على حقه هو أن يأخذه بيده، وهذا خطير للغاية".

أما علي خفاجي، أحد قيادات شباب الإخوان في الخارج، فيسميها "مقاومة سلمية مبدعة". ويشير إلى أنهم لا يرون أي مخرج للأزمة "إلا بإسقاط النظام وتكرار تجربة 25 يناير بشكل أو بآخر، ونحن مصرون على استكمال الثورة مهما كانت العواقب والتضحيات".

وأضاف لـ DW عربية أن "النظام يسعى جاهداً بممارساتة من إعدامات وسحل وتعذيب وفصل طلاب واعتقال بعشرات الآلاف وموت داخل المعتقلات وحبس فتيات ومصادرة أموال وإغلاق شركات، لجر الشباب الى العنف، وهو ما يدركه الشباب جيدا ويعلمون مدى عواقبة إذا حدث".

ويعلق مختار عوض على خطاب الإخوان قائلا: "إنهم يحاولون أن يصدروا خطابا منفصلا عن الواقع عن الكفاح من أجل الديمقراطية أو أنّ سقوط مرسي ومحنتهم الآن هي جزء من صراع الشعب ضد الدولة منذ 25 يناير"، واصفاً هذا الخطاب بأنه "إنشائي".

ويوضح أن "التشدد السياسي هنا من الطرفين، فهم يستخدمون المعادلة الصفرية، والإخوان لم ولن يعترفوا بالهزيمة، هم في صراع على السلطة". مشيرا إلى أنهم لو كانوا مع الديمقراطية حقا لما وصلت البلاد إلى هذا "الوضع السوداوي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد