1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل لا يزال المصريون يحلمون بالوحدة العربية؟

نائل الطوخي - القاهرة٢٢ مايو ٢٠١٣

هل لا تزال مشاعر الوحدة العربية جذابة بالنسبة للمصريين؟ من بعيد، تبدو المشاعر القومية غير حاضرة أبداً في مصر المعاصرة، ولكن هل تدلنا تجربة المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي على أنه من الممكن إعادة إحياء هذه المشاعر؟

https://p.dw.com/p/18aud
pixel
صورة من: picture-alliance/dpa

أصدر المؤرخ شريف يونس في العام الماضي كتاب "نداء الشعب: تاريخ نقدي للأيديولوجيا الناصرية". وقد أثار الكتاب ضجة كبيرة وقتها لكونه يقدم نقداً جذرياً للناصرية وللدولة المصرية التي قامت في عهد الرئيس جمال عبد ناصر.

الجدل أثبت أن موضوع الناصرية لا يزال حاضراً في الذهن المصري. يقول شريف يونس لـ DWعربية: "لا يمكن القول بأن الحركة القومية العربية قد فشلت تماما. من خلال التفاف دول عربية عديدة حول القضية الفلسطينية، ومن خلال التبادل الفكري والثقافي المبني على تأثير الحداثة المصرية التاريخي، ثم دخول أدوات التواصل الاجتماعي، ثمة شعور بوجود صلة ما بين الشعوب العربية تجعل منها نوعا من شعوب متقاربة ثقافياً على غرار الشعور بالتقارب الأوربي مثلا قبل الوحدة الأوربية وبعدها".

ما سقط عملياً، من وجهة نظره، هو مجمل الخطاب القومي عن "الوحدة العربية" وكافة الأوهام المصاحبة له من قبيل أن "الاستعمار قسّم الوطن العربي"، وأن قيام إسرائيل كان بهدف الفصل بين المشرق والمغرب، إلى آخر هذه الخرافات، كما يصفها، والتي لم يعد من يرددونها يحتلون مقدمة المسرح الإيديولوجي في المنطقة.

الربيع العربي والقومية

ولكن في نفس الوقت يرى يونس أن "الثورات العربية قد أزاحت الاهتمام بالقضايا القومية إلى مرتبة متأخرة وصعدت مواجهة الاستبداد وقضايا الحريات والمساواة إلى المرتبة الأولى".

Photo Title: a mural of youth activists at Tahrir Square including Gaber Salah, also known as Gika, who died during clashes with riot police in front of the presidential palace in Cairo Copyright: Reham Mokbel. Photo Taken in Tahrir Square, Cairo, Egypt.
ميدان التحرير رمز الثورة المصريةصورة من: Reham Mokbel

والسبب في ذلك، حسب رأيه، هو أن القطاعات الجماهيرية الواسعة التي دخلت الساحة السياسية لم تكن مدعوة أصلاً في الخطاب القومي سوى للتصفيق للحكام المستبدين مدعي التقدمية والوحدوية، وبالتالي أيا كان موقفهم من فكرة القومية العربية نفسها فإنها لم تكن أبداً أمراً يعنيهم بشكل عملي مباشر.

وبهذا المعنى، يرى أن القومية العربية لم يعد لها موضع، خاصة أن نظرية الهوية السائدة هي نظرية الهوية الإسلامية. وما تبقى من التيار القومي فقد مغزاه التاريخي كإيديولوجيا قومية مع تهاوي جميع الأصنام، وآخرها صنم سوريا "الممانعة"، كما يقول. حتى أن الناصريين في مصر رفعوا صورة عبد الناصر وهم يهتفون يسقط حكم العسكر في مشهد تاريخي بقدر ما هو هزلي.

القومية تعني المصالح المشتركة

Präsidentschaftswahl in Ägypten Hamdin Sabahi
حمدين صباحي: العدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة وإنهاء التبعية للغرب.صورة من: picture-alliance/dpa

على العكس من هذا الرأي، كانت وجهة نظر عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الذي يرى أن الناصرية لا تزال حية في نفوس المصريين.

يتحدث شكر مع DWعربية عن سطوع نجم الناصري حمدين صباحي، ويرى أنه من الصحيح أن صباحي لم يركز في دعايته الانتخابية على كونه ناصرياً، ولكنه ركز على شعارات لها علاقة بالناصرية، مثل العدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة وإنهاء التبعية للغرب.

وحسب رأي شكر كان هناك سببان لشعبيته وتصاعد أسهمه، أولهما أنه يعرف كيف يخاطب الناس والثاني هو تركيزه على العدالة الاجتماعية، وهو الشعار ذو الإيحاء الناصري.

ويعتقد شكر أن القومية العربية هي شعور بالانتماء المشترك، زاد كثيراً أيام عبد الناصر لأنه كان دائم التأكيد على أن الأمة العربية أمة واحدة وتربطها مصالح مشتركة.

المشكلة الآن من وجهة نظر شكر، أن المشاكل الداخلية في مصر هي التي تسود المشهد، ولكن هذا لا يمنع أن يقلق المصريون من المشاكل الحادثة في المناطق المجاورة، في غزة مثلا أو في ليبيا، أو قضية السلاح الذي يتم تهريبه عبر الأنفاق. ويحدث أحياناً أن يتم تشويه صورة الفلسطينيين، بسبب موضوع الأنفاق، ولكن هذا ليس له علاقة بالفلسطينيين في حد ذاتهم، وإنما له علاقة بالصراع الداخلي في مصر: "من يعادون الإخوان المسلمين يربطون بين الإخوان وبين الفلسطينيين".

"ليس موتاً وإنما خمولا"

Logo der Arabischen Liga

أما توفيق إكليمندوس، وهو صاحب رسالة دكتوراه عن "الجذور الاجتماعية للضباط الأحرار"، فيقول لـ DWعربية إنه من الصعب معرفة ما هي التيارات الأضعف، ولكن مبدئياً فإن القوى السياسية التي تتبنى القومية العربية في خطر الآن.

ولكن الوجه الآخر للعملة يخبرنا بأن كثيرا من سمات القومية العربية لديها شعبية كبيرة في الشارع، ويمكننا الآن أن نتحدث عن المساحة العربية الثقافية أكثر من أي وقت مضى. ويضيف "أعتقد أنه من الصعب أن نتحدث عن موت المشاعر القومية وإنما عن خمولها".

ويعتقد إكليمندوس أن مشروع الوحدة العربية هو غير ديمقراطي وشعوب كثيرة لا تريده، وهو في حد ذاته تسلطي وهو مثل المشاعر الإسلامية، ليس لديه رد على ما يطلق عليه اسم "مشكلة التورط"، والتي يعرفها بالقول: "لو كنت متضامناً بشكل سياسي مع جميع البلدان العربية، فماذا ستفعل لو حاول بلد من البلدان أن يجر المنطقة لأزمة إقليمية لا تريدها". ولكن ومن الناحية الثانية، فهو يرى أن القومية العربية بمفهومها الثقافي قد انتصرت، ويمكننا بسهولة أن نتحدث عن منظومة ثقافية عربية الآن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد