1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تركب دول الخليج موجة ترامب ضد إيران؟

٩ فبراير ٢٠١٧

باتت العلاقات الخليجية الإيرانية في مفترق طرق جديد على ضوء تصعيد الإدارة الأمريكية الجديدة ضد طهران، فهل ستنخرط دول الخليج في هذا التصعيد وهي التي لم تستسغ أبداً التقارب بين واشنطن وطهران إبان عهد إدارة الرئيس أوباما؟

https://p.dw.com/p/2XFwh
Saudi-Arabien König Salman mit dem Emir von Kuwait
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine

لا يكاد يمر يوم دون أن تظهر معطيات جديدة تؤكد أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى إلى أن تعود بالعلاقات مع الجمهورية الإسلامية إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي. فقد تم الكشف مؤخراً عن اقتراح قد يؤدي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على "قائمة التنظيمات الإرهابية". وسبق ذلك وضع الرعايا الإيرانيين ضمن قائمة الدول الإسلامية التي يشملها حظر السفر إلى الولايات المتحدة.

وربما يعيد هذا التصعيد خلط الأوراق في المنطقة، ما قد يفرض على دول الخليج إعادة حساباتها وهي التي قبلت على مضض التقارب الأمريكي الإيراني في عهد إدارة باراك أوباما إثر الاتفاق النووي الذي أعاد طهران إلى حظيرة المجتمع الدولي بعد عقود من العزلة.

وبهذا الصدد قال الباحث والمحلل السياسي الكويتي أحمد المليفي في حوار مع DW عربية: "مع ترام تغيرت السياسة الأمريكية بشكل نوعي". واعتبر أن التصريحات الاستفزازية بين طهران وواشنطن ليست جديدة ولابد من انتظار ما إذا كانت ستكون لها تداعيات على الواقع. ويضاف المليفي بالقول: "هذه التصريحات تكررت أيضاً في عهد بوش وأوباما وغيرهما".

رؤية ترامب لإيران

يرى عدد من المراقبين أن استراتيجية دونالد ترامب تجاه الجمهورية الإسلامية  لن تستهدف على الأرجح تحقيق شعارات حملته الانتخابية التي دعت إلى إلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران في يوليو/ تموز 2015 مع ست قوى عالمية، بل التشديد في مدى تنفيذ الاتفاق والضغط على إيران لدفعها لإعادة التفاوض على بنود رئيسية، بما في ذلك السماح بزيارة المواقع العسكرية الإيرانية وإلغاء البنود التي تتيح السماح ببدء انتهاء آجال بعض القيود على النشاط النووي الإيراني خلال عشر سنوات ورفع قيود أخرى بعد 15 عاما.

كما اعتمد ترامب لحد الآن على استراتيجية متصاعدة من خلال تغريداته على تويتر، كان من بين آخر فصولها انتقاد شديد اللهجة للاختبار الصاروخي الذي أجرته إيران مؤخراً.

وقال البيت الأبيض إن إطلاق الصاروخ لا يمثل انتهاكاً مباشراً للاتفاق النووي لكنه يخالف روحه. ورد ترامب بفرض عقوبات جديدة على مجموعة من الأفراد والكيانات التي تربط بعضهم صلات بالحرس الثوري الإيراني. وقال ترامب على تويتر إن "إيران تلعب بالنار" و"هم لا يقدرون مدى "طيبة" الرئيس أوباما معهم. ولست هكذا!"

غزل صامت بين دول الخليج وترامب؟

يرى أحمد المليفي أن "ما يجري بين إيران والولايات المتحدة يعني البلدين ولا يخص دول الخليج التي ليست طرفاً فيه". غير أنه استطرد أن دول الخليج دعت أكثر من مرة المجتمع الدولي لحث إيران على "احترام القانون الدولي وعدم التدخل في شؤون الآخرين".

وهذا ما يعني موضوعياً أن تشديد السياسة الأمريكية قد يبدو في الوهلة الأولى على الأقل، يسير في مصلحة دول الخليج. وقد كان ملفتاً أن تغيب دول الخليج العربية عن الإدانات الدولية التي انطلقت بعد قرار واشنطن حظر السفر من سبع دول ذات أغلبية مسلمة. والسعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين من الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة. ولم يشمل الحظر هذه الدول لكنه يغطي خصومها الرئيسيين بالمنطقة وهم إيران والعراق وسوريا.

وانتقد أوثق حلفاء واشنطن في أوروبا قرار حظر السفر بشدة. كما نددت به جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. لكن من بين الدول الخمس التي تتمتع بثروة كبيرة من النفط والغاز كانت قطر الوحيدة التي عبرت عن رفض محدود، إذ نقل عن وزير خارجيتها قوله خلال زيارة إلى صربيا إنه يأمل أن تعيد واشنطن النظر في قرارها.

ثمن التصعيد ضد إيران؟

من جانب آخر، هناك من المراقبين من يرى أن صواريخ الحوثيين التي باتت تستهدف الأراضي السعودية هي في الواقع رسائل مشفرة من طهران، وبهذا الصدد قال الباحث والمحلل السياسي زين العابدين الحيدري في حوار من طهران مع DW عربية: "دول الخليج ليست هدفاً لإيران وإنما القواعد الأمريكية التي يوجد بعضها في الأراضي الخليجية... لكن هذه كلها مجرد احتمالات".

واستطرد حيدري أن ترامب يملك أوراقاً أقل ضد إيران من سلفيه بوش وأوباما، فالاثنان "كانا على الأقل قادرين على خلق إجماع دولي ضد طهران، فيما ترامب عاجز عن ذلك".

ويرى عدد من الخليجيين أن التقارب الأمريكي مع الجمهورية الإسلامية في عهد أوباما تم على حساب مصالحها. ويرى المليفي بهذا الصدد: "لا نزال نذكر إيران باحترام جيرانها والقوانين الدولية وعدم التدخل في شؤون الآخرين.. وقد يكون ترامب الآن بصدد تطبيق القانون الدولي".

 

حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد